الأربعاء، 28 مايو 2008

صدام "العراق".. علي "اليمن"

كتب /أسامه حسن ساري
osama_sar@hotmail.com

محاكمة صدام حسين وتدليه من حبل المشنقة عبرة لم يتعظ منها الكثير من القادات العرب..كان صدام حليفاً لأمريكا..ودعمته بالآلات والموازنات الضخمة في حروبه مع إيران رغم أنها دولة إسلامية .."بغض النظر عن اتجاهها المذهبي والفكري"..والتي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والبيئة الملوثة بالسموم.
**صدام حسين عندما حوكم فتحت ملفاته التي ظنّ الدهر عفا عليها ومحاها من الذاكرة..جرائمه في معظمها تكشف أساليبه الوحشية وزمرته لحماية الكرسي وليس لحماية الشعب ومصالح وطنه العراق..حروب طائفية..مقابر جماعية..اغتيالات..تدمير قرى ومدن..وحشية التعذيب في السجون..الخ؟
لم يبحث صدام عن المصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي..بقدر حرصه على الضرب بيد من حديد ونار...
سياساته انبثقت عن نفسيات عدوانية ودموية..كلها عداء وترصد لمختلف الطوائف العراقية..الأكراد ، السنّة، الشيعة، الثائرون فكرياً، وغيرهم..لم يصنع لنفسه زعامة شعبية ووطنية إلا في إطار أسرته المسيطرة على الجيش وصفوته المقربين من المشائخ ورؤساء العشائر..والأعيان والسياسيين..

ثم حاكمته أمريكا.. وكان ذلك إذلالاً للأمة العربية..مع ذلك "كما تدين تدان"..فملفاته انفضحت..

** الغرض من هذا السرد هو اكتشاف الوجه الآخر لصدام حسين والعراق في عهده..هذا الوجه هو اليمن الممزق.. عفواَ ..الموحد.
مايحدث الآن في بلادنا من استنزاف اقتصادي وحروب داخلية واعتقالات وسياسات متوترة.."عمياء تكحل مجنونة"..وقرارات إبادة ، وبيروقراطية إدارية..ومقابر جماعية في عدن وصعدة..وملفات تعذيب في السجون بأساليب بشعة وانتهاكات في الشوراع..وإقصاء للأكفاء وتقريب الغوغاء لاستلام مقاليد الحقائب الوزارية والمؤسسات المدنية والعسكرية..

كل ذلك حفاظاً وحمايةً للكرسي المحاط بعشرات المعسكرات والأجهزة الأمنية التي يتزعمها أقارب الرئيس وبني عمومته..وليس بالديمقراطية وتطلعات الشعب وطموحاته..

كل مانعيشه وهم وبريقٌ للإعلام الرسمي وبائعي الكلام في الصحف..

**لم تعد قضيتنا واقعية ترتبط بالانسان ومقومات احترام الآدمية والدفاع عنها، بقدر ماهي منقادة وتبعية خوفاً من استثارة القرار السياسي وتشنيج أعصابه..

**مايحدث اليوم هو نهاية مطاف لنظام انتفخت أوداجه فعميت بصيرته وانساق لحلم الخلود على أنقاض أحلام البسطاء..وانقاد لآراء وقرارات الغوغاء المتزلفين للنظام من صغار القوم عقلاً وشكلاً..

** مايحدث لا يعبر عن قرار حكيم تمجده وسائل الاعلام بغباء مطلق.. ولا عن دولة موحدة ونظام متماسك.. الصورة مهزوزة ومشوشة وثمة تخبط ولاوعي ..إنها مأساة 30 عاماً متراكمة من الفساد والمتاجرة بالأرواح وبمستقبل البلاد..

** 40 شخصاً أدعياء الثورة على الظلم..يتناوبون ويتداولون الوزارات والمؤسسات ثم يسطون على الوحدة الوطنية ، ويبسطون نفوذهم على الجزء المسالم من الشعب اليمني في الجنوب..أما في الشمال فالمشائخ يقاتلون ويكبدون القيادات والسلطة خسائر بشرية ومادية فادحة.

** الشمال يحكمه المشائخ ويلوكونه بعنجهيتهم كما يلوك البعير " العلف"..فما استفاد أبناؤه شيئاً من خيرات التنمية إلا الخطاب السياسي ومزاعمه غير الملموسه على أرض الواقع..أو ما يجود به أولئك المشائخ على أعوانهم من فتات العيش مما ينهبه أرباب السلطة من ثروات وأموال الشعب ويقدمون بعضه للمشائخ من باب التقية.

** أما الجنوب فعلى كف عفريت.. بسط عليه كبار القادات العسكريين وبعض المشائخ " الزعماء"..نهبوا الأراضي وصادروا المؤسسات التجارية والاستثمارية بعد الاستيلاء على رؤس أموالها.

ولم يتورعوا عن ارتكاب الحماقات وتسليط أسلحة عتاولتهم على المدنيين البسطاء وبعض النساء والأطفال.. وطرد البعض من منازلهم بسبب قربها من أراضي وقصور مسئولين وقيادات عسكرية..

وقالوا لعشرات الآلاف من الموظفين والعسكريين في الجنوب "خليك في البيت".. لا شيء غير شرعي ولا انساني إلا ارتكبوه بتزكيات من الأحزاب والمنظمات والبرلمان والشورى والقضاء..ونجد في النهاية أنهم هم قادة هذه المؤسسات وهم أعضاء مجلسي الشورى والنواب..كل واحد يزكي الآخر ويدعمه ويشرّع له..

**ماذا نسمي هذا؟..لم أجد إسماً يعبر عن أفعالهم..تجاوزت الظلم والانتهاك والعدوانية والدموية وشغل العصابات والمافيا والاجرام..
بماذا نصف فعالهم؟..هل يتأثرون بالأفلام والمسلسلات السينمائية أم ماذا؟..من أين اكتسبوا ثقافتهم؟.. من الذي صدرهم إلينا؟ وفي أي علبة؟..كلها تساؤلات معلقة وأتمنى أن أقرأ لها جواباَ يوماً ما.

** الوضع لايختلف عما كان يحدث في العراق..الشعب اليمني كله على "كف عفاريت- وليس عفريتاً واحداً فقط".
لم يعد عدلاً التحدث عن ماركس ونابليون وهتلر وغيرهم.. ولا عن سفاحي أمريكا وإيطاليا..فما فعله هؤلاء من تطويع للجيوش وارتكاب المجازر لتخليد أسمائهم لا يقارن بما تفعله الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير عن أنفسهم في اليمن.

** المأساة أنهم يقدمون أنفسهم كل يوم كرعاة لحقوق الانسان..ورعاة للأيتام والأرامل ومرضى السرطان وكل علة يتسببون بها..ونجدهم رؤساء جمعيات ومؤسسات خيرية لاتقدم إلا الفتات في شهر رمضان وبعض المواسم..
** نجل رأس الهرم القيادي يرأس مؤسسة اجتماعية خيرية.. فمن حق من يتصدق وينفق باسم مشاريع خيرية.. أليس هذا المال الذي ينفقونه على فقراء الشعب هو مال الشعب الذي ينهبونه كل يوم؟.ومن ثرواتهم وحقوقهم المسلوبة تحت مسمى التوزيع العادل للثروة؟.. لو ان هذا الشعب حصل على حقوقه كاملة وبعدالة ومساواة هل سيبقى فيه فقراء تتصدق عليه مؤسساتهم الخيرية.

** يتمترسون خلف الحواجز الخرسانية والحراسات المشددة على مدى شارعين وثلاثة شوارع..فممن يخافون؟..ما كان الشعب ليؤذيهم او يسخط عليهم أو يتعرض لهم بشئ لو أنهم عدلوا وأتاحوا الفرصة لكل فئاته للمشاركة الفعلية في صنع القرار.. وليس على غرار المجالس المحلية التي 75% من أعضائها مؤتمريون لا يحملون الشهادة الابتدائية.

** إنها دولة وسلطة على غرار أحد اللصوص الذي اشتهر بورشة في العاصمة صنعاء تستقبل السيارات المسروقة ويقوم بتشليحها وبيعها كقطع غيار.. ثم حصل على مقعد في البرلمان وأنضم إلى المؤتمر.. طبعاً.. فما من حزب غيره يتبنى اللصوص.. ثم تطورت لصوصيته لينشئ مؤسسة اجتماعية خيرية.. أشياء عجيبة وتضادات محيرة تحصل في هذا البلد.

** مسلسل العبث بالمال العام واستنزاف الاقتصاد والطاقات البشرية هباءً وغثاءً.. لم يتوقف عند هذا الحد.. بل امتد ليستثمر الحرب الضروس على الهاشميين والزيدية في محافظة صعدة وحرف سفيان..

* مئات الملايين تنفق يومياً ثمناً لقذائف المدافع وصورايخ الكاتيوشات وغيرها من الأسلحة الثقيلة..ناهيك عن المدرعات والدبابات والمصفحات والآلات العسكرية الأخرى..وتكاليف النقل والدعم اللوجستي..
ومئات الملايين تنفق يومياً لشراء ولاء المشائخ والأعيان في صعدة وحرف سفيان وبني حشيش والجوف وغيرها من مناطق الحرب..

** تخيلوا أن الشيخ مجاهد القهالي قبل أسبوع وخلال ثلاث ساعات فقط رافق حملة عسكرية من معسكر الجبل الأسود بحرف سفيان حتى أوصلها إلى مشارف مديرية آل عمار..ووزع 30 مليون ريال على مشائخ ورؤساء القبائل وأبنائهم في حرف سفيان فقط لضمان عدم تعرضهم للحملة العسكرية وعدم السماح لأنصار الحوثي باعتراضها..مبلغ هائل كهذا ينفق خلال ساعات.. ماذا سيحدث لو وزعته الحكومة على المتضررين من ضحايا الحرب من ابناء مدينة الحرف المشردين بعد أن دمرت مدينتهم وممتلكاتهم..بدلاً من إنفاقه على المزيد من القتل والدمار والمقابر وأنهار دماء الأبرياء وعلى المشائخ.

** هذه الحرب هي استنزاف فقط.. لن تحقق أي مصلحة وطنية أو حتى دينية أو هدف للسلطة باستثناء الأهداف الشخصية..وهي ملف خامس من جرائم وانتهاكات حرب السلطة على صعدة يضاف إلى رصيدها وتاريخها الأسود لتحاكم عليه في يوم من الأيام.

** السلطة تعلم أنها تستثمر هذه المعارك من خلال الاستجداء والتسول لدى أمريكا والمنظمات الدولية ودول الخليج والسعودية..ومعظم الدعومات تقدم كمساعدات وإغاثات للمتضررين.. لكن السلطة تستخدمها لإشعال المزيد من الجبهات والمعارك.. وتجار الحروب الصغار يحرضون ويستثمرون ويبيعون مدنهم وقراهم لهثاً وراء الثراء..وقادات الجيش يبيعون الأسلحة ليتم استخدامها ضد الجيش..

** فهلاّ سألتم بعض الجنود الهاربين أو الجرحى القادمين من صعدة ..تلمسون سخطهم الشديد..يقولون لكم : " نطوّق مواقع أنصار الحوثي ونكاد نستعيدها وننال منهم..لكن بدلاً من أن نتلقى أوامر بحسم المعركة في ذلك الموقع أو في آخر نتلقى أوامر من قاداتنا بالإنسحاب والتراجع فنكون صيداً دسماً وسهلاً لأنصار الحوثي".

** على كلٍّ.. لا أظنه بعيداً ذلك اليوم الذي فيه تلقى قيادات بلادنا نفس مصير صدام.. فالقضايا متشابهة والملفات حالكة السواد.. و"كما تدين تدان".. إنما هذه المرة لن يكون المصير على يد امريكا أو حلفائها.. بل تؤكد جميع المؤشرات أن الشعب هو الذي سيحاكمهم ويدليهم في حبال المشنقة بنفسه وبقرارات داخلية مستقلة.

الاستيلاء على حملة عسكرية في سفيان.. وعلي محسن يلوذ بالفرار بعد سيطرة المجاهدني على معسكراته

تقرير المكتب الإعلامي للسيد عبدالملك
الحوثي 28/5/2008م

أنصار الحق:

بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن – صعدة 28/5/2008م
بنصر من الله وتوفيقه تمكن المجاهدون يوم أمس في (منطقة
الجعملة) التابعة ( لمديرية مجز ) من السيطرة على (موقع نيد
خلص ) وهذا الموقع يعد من المواقع العسكرية الكبيرة والذي
قوامه (5000) جندي وتم طرد من فيه، كما قتل في المواجهة التي
استمرت من مساء أول أمس إلى عصر أمس قائد الاستطلاعات العسكرية
للمنطقة الشمالية الغربية عبد الله فاضل ، وقد تمكن المجاهدون
من السيطرة التامة على الموقع والمناطق المجاورة له .
كما تمكنوا من السيطرة على الأسلحة ومخازن الذخيرة التي فيه .
وذلك بعد كسر زحفين أحدهما أول أمس والثاني يوم أمس أحرق في الزحف الأول
دبابتين .
وفي صباح اليوم وبعد الهروب العسكري الكبير من ( موقع نيد خلص) إلى مركز
المديرية ( مجز ) بجوار ( مدينة ضحيان ) وإلى الجبال المطلة والتي يتمركز فيها
مواقع عسكرية للجيش، وبعد وصولهم إليها نزل الجنود الذي كانوا في (موقع خنفعر)
والذي كان يتواجد به حسب المعلومات قائد المنطقة الشمالية الغربية والذي لاذ
بالفرار عند انكسار الزحف السابق على الجعملة ومن نفس الموقع كانت تصدر
الأوامر .
فبعد فرار الجيش منه تبعهم في الفرار من كان بالموقع العسكري في جبل
غانم .
وكان صباح اليوم يشهد في المنطقة فراراً جماعياً كبيراً للمواقع ،حيث كان
الموكب الهرائبي يمتد من (منطقة ضحيان ) إلى (منطقة الحاربة ) والتي تبعد حوالي
خمسة كيلوا مترات عن المنطقة .
ولا زال المجاهدون في (بني حشيش ) التابعة ( للعاصمة صنعاء ) صامدون
ويذيقون السلطة الويلات هناك .
وتمكن المجاهدون اليوم من قطع الطريق

على حملة عسكرية كبيرة آتية من (صنعاء إلى صعدة) في (منطقة سفيان) وقاموا

بضربها والسيطرة على بعض الأسلحة بينما لاذت بعض بوابير الحملة بالفرار إلى (صنعاء) خائبة عن مبتغاها في الوصول إلى صعدة .

( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
المكتب الإعلامي للسيد/ عبد الملك الحوثي
الأربعاء 23/ جمادي الأول /1429هـ



سقوط معسكر "قارة" في أيدي أنصار الحوثي، ومحافظة صعدة قريباً تحت سيطرتهم

أنصار الحق:
سقط ليلة أمس معسكر "قارة" شمال منطقة
"الجعملة" في أيدي أنصار السيد الحوثي بعد
اشتباكات عنيفة ليلة أمس، واعتبر قيادي من أنصار
الحوثي في تصريح لموقع
"المنبر نت" بأن سقوط مثل هذا المعسكر يعد
انتصاراً كبيراً،حيث أنه من المعسكرات الكبيرة
والهامة،وذكر أنهم وجودوا في المعسكر عشرات المجنزرات والمصفحات
وناقلات الجند الكبيرة إضافة للذخيرة والأسلحة المختلفة كالمدافع
والرشاشات والمعدلات والآر بي جي ، وغيرها مما كان يحويه
المعسكر.
ولم يستطع الجيش أن يحقق أي تقدم في أي
منطقة بمحافظة عمران "سفيان" أو
بمحافظة صعدة ، ففي منطقة "خولان ابن
عامر" أصبح أنصار السيد الحوثي فيها على
مشارف مدينة "حيدان"، ومدينة "ساقين"،
وأصبحت المنطقة كاملةً تحت سيطرتهم مع
حصارهم ما تبقى من مواقع للجيش هناك.
كما صد أنصار الحوثي اليوم هجوماً كبيراً
للجيش على مدينة ضحيان، وتراجعت
الدبابات البالغة عشرين دبابة، بعد فشل
الجيش في هجومه، الجدير بالذكر أن
مصادر محلية أكدت أن طائرات الميج تقوم
يومياً بثلاث طلعات تقصف خلالها
المدينة بشكل عشوائي مدمرةً عشرات المنازل
والمنشئات العامة والخاصة .
يتضح أن الانتكاسات على القوات العسكرية
متتالية خصوصاً في محافظة صعدة، حيث
أكدت مصادر محلية بأن أنصار الحوثي انتهوا
من تصفية المواقع العسكرية الممتدة
من مناطق "نيد خلص" و"قارة" في "
طخية" حتى جبال "خنفعر"، "وال
الحماطي"،
وغيرها من المواقع الصغيرة والكبيرة.
وذكر أحد أنصار الحوثي لـ"المنبر نت" : أن
التقدم في كافة الجبهات من نصيبهم
وأن الجيش في محافظة صعدة لم يعد له
أي سيطرة حقيقية على الأرض، وكل قوة
الجيش الآن تحاول السلطة إبرازها من خلال
الطيران الحربي في قصفها على المساكن
وقتل النساء والأطفال.
وقد صرح الشيخ صالح هبرة لصحيفة العرب
القطرية أن القوات الحكومية تتراجع في
عدد من مناطق محافظة ‏صعدة شمال اليمن،
مشيراً إلى أن أتباع الحوثي يسيطرون
على كافة المواقع العسكرية خاصة في مديرية
مران ‏التي تدور فيها معارك مستمرة،
وقال إنهم سيطروا يوم الثلاثاء على منطقة
الحكمي وبقي موقعان فقط في ‏مران
تسيطر عليهما القوات الحكومية.‏
ووصف المعارك المسلحة بين القوات
الحكومية وجماعة الحوثيين بأنها أشد
شراسة من
الحروب السابقة"
كما نفى :هبرة" أن تكون السلطات اليمنية قد
استولت على منطقة بني حشيش الواقعة
على مشارف العاصمة صنعاء، وأكد العديد من
سكان العاصمة صنعاء سماعهم ليلة أمس
أصوات القصف بشكل كثيف قادمة من جهة
"بني حشيش"،‏ مصادر محلية في "بني
حشيش"
أكدت "للمنبر" بأن الاشتباكات لازالت
مستمرة ، وأن الجيش استطاع استعادة جبل
"الجميمة" فقط ، وأما المواقع الأخرى
فمازالت تحت سيطرة أنصار السيد عبدالملك
الحوثي حتى اللحظة .
ووصلتنا أخبار غير مؤكدة بوقوع اشتباكات
في "وادي ظهر" الذي يبعد 14 كيلومتر
شمال غرب العاصمة صنعاء، كما أفاد شهود
عيان بتوجه تعزيزات عسكرية إلى الوادي
، وكذلك إلى منطقة "بني مطر".

المنبر نت

الأحد، 25 مايو 2008

استمرار المعارك في بني حشيش وتصاعد القتلى الجنوبيين خلال الايام الماضية

أنصار الحق:
تصاعدت خلال الايام القليلة الماضية اعداد القتلى من الجنوب في
معارك صعده بشكل لاافت للاننظار رغم النسبة الضعيفة لوجودهم في
صفوف الجيش الامر الذي اثار انتباه الكثير والدعوه للاهتمام
بهذا الموضوع واعطائه حقه من تسليط الاضواء التي توحي بوجود
سياسة رسمية للدفع بالجنوبيين ليكونوا وقوداً لهذه الحرب المجنونه
.
ماتردد بشكل لافت خلال الايام الماضية انباء لم تؤكد بظاهرة
ان معظم القتلى الجنوبيين اصاباتهم من الخلف.

هذا وقالت مصادر محلية في بني حشيش أن القوات الحكومية تقوم بإغلاق مداخل المديرية طيلة الليل حتى العاشرة صباحا ,وتقوم بحالة تفتيش دقيق للداخلين والخارجين من المديرية. ومنع العمال من الدخول إلى المديرية , الأمر الذي تضرر منه المزارعين.
وأضافت أن القوات الحكومية فرض قيود على إدخال مادتي الديزل والدقيق .
وأكدت المصادر أن إنزالا جويا لعدد من الجنود في منطقة الضهرة باء بالفشل وأودى بحياة عدد من الجنود.
وأدت المعارك الطاحنة إلى إغلاق عدد من المدارس مثل مدرسة بيت النخيف , وغظران , وعلي بن أبي طالب بالشرية . ونزوح عدد هائل من المواطنين باتجاه مناطق نهم السر , شرق بني حشيش.
وأكدت المصادر ان النازحين بحاجة ماسة للمعونات الإنسانية إلا أن المعارك تحول دون وصول أية معونات إلى تلك المناطق .
ونفت المصادر حدوث أي تقدم لقوات الحرس الجمهورية في جبل الجميمة الاستراتيجي المطل على المديرة ومطار صنعاء. مشيرة على ان نقاط عسكرية تابعة لاتباع الحوثي منتشرة على طول طريق بني حشيش.
ويتحدث الحوثيون عن توسع نطاق المعارك إلى مناطق في بني مطر والحيمة , مما قد يؤدي على قطع طريق صنعاء الحديدة, ولم نتأكد من صحة هذه الأنباء بعد.
وتفيد المعلومات أن الحوثيين يمتلكون صواريخ مضادة للدروع , ويقومون بالرد على القصف الصاروخ الحكومي بالمثل .
وحسب المصادر فأن السلطات الحكومية تقوم بحملات تجييش المواطنين بالقوة لمواجهة أتباع الحوثي وسط سخط ورفض بين الأهالي كبير , رغم المبالغ المالية والأسلحة التي تسلم لهم.
وقالت المصادر ان المواطنين يرفضون المشاركة باعتبارهم يدفعون الضرائب وأن عمل كهذا تقوم به المؤسسات العسكرية في البلد.

شبوة برس

سيديهات الخيواني..و"توراة" علي محسن



كتب/أسامه حسن ساري
OSAMA_SAR@HOTMAIL.COM


في أحد مقايل العزاء أقعدتني الصدفة إلى جوار جامع في حرف سفيان..اسمه
حسن..كنت سمعت عما تعرض له من ملاحقات ومضايقات من قبل عناصر
الجيش والأمن...
قال يا أخ أسامه " السلطة حمقاء ومتوترة وهناك من يستدرجها إلى هاوية
سحيقة."

قصته مع الظلمة والبغاة أدهشتني ووجدت فيها نسخة لقضية الناشط
السياسي والكاتب الرائع عبدالكريم الخيواني..
الخطيب حسن..زيدي من بني هاشم..بعد مضايقات شديدة وإفزاع لأسرته
وأطفاله ومحاولة قتله نتيجة بلاغات كاذبة بأنه متمرد ويمارس التحريض
وعميل..شغل المسترزقين من ظهور البسطاء..فقرر "حسن" التوجه من
خلال وساطة كبيرة إلى منزل "علي محسن الأحمر" الذي أمر بملاحقته..
عندما التقاه في مكتبه باشره علي محسن بكيل التهم .." أنت شيعي..
إمامي..رافضي..عميل لإيران...الخ".."لماذا يافندم..مالذي قالوا لك عني؟."
.."عندما فتشنا منزلك وجدنا كتيبات وإصدارات بعضها صدرت عن منتدى
الشباب المؤمن..وبعضها من إيران..منها كتيب عن زواج المتعة..تروجون
لزواج المتعة ياشيعة؟."

حسن: " ياأفندم أنا خطيب جامع..ومن حقي أن أطالع وأقرأ لكل المذاهب
والطوائف والسياسيين لأوسع ثقافتي ومداركي وأقوم بالتوعية عبر المنبر..
أما إصدارات الشباب المؤمن فمصرح لها من الدولة ولايوجد تعميم لمنع
تداولها..وأما كتيب إيران فأنت لو قرأته لوجدته يتحدث عن تحريم زواج
المتعة وليس عن إباحتها..كما يتحدث عن تحريم الزنا والدعارة المتفشية
في بعض مدن اليمن وفنادق العاصمة بتصريح منكم ودون منع لهم"
"حسن" ينهض من مقعده ويتجه إلى المكتبة الفاخرة التي تزين خلفية
مكتب "علي محسن" ويلتقط منها كتاب " التوراة"..التفت إلى الفندم قائلاً:
" أنت يهودي أم مسلم يافندم؟..إذا قلت مسلم فلمَ تقتني التوراة في منزلك
وتقرأها بينما تعاقب على اقتناء الكتب الاسلامية التي لاتعجبكم".

*الخلاصة.. علي محسن أعطى "حسن" مبلغ عشرة ألف ريال_حوالة خطية
لم تصرف حتى اليوم_ كمصاريف طريق ونقل وظيفته إلى مدينة
المحويت..وقبل أن يستقر " حسن" في منزله تعرض الليلة الأولى لمحاولة
قتل علنية دون أن تنصف أو تهتم لقضيته قيادة محافظة المحويت..فعاد إلى
بلاده في حرف سفيان.

*عبدالكريم الخيواني القابع في سجون السلطة ظلماً وبغياً..عندما داهمته
عناصر الأمن في منزله وفتشوه زعموا أنهم وجدوا محاضرات للسيد حسين
الحوثي وسيديهات تنقل حرب صعدة وجرائم السلطة هناك..ولفقوا للخيواني
الكاتب الحر تهمة القتل ضمن خلية صنعاء وتهمة اقتناء سيديهات تفضح
انتهاكات السلطة..رغم أنها تباع في شوارع صعدة ومعروضة على مختلف
مواقع الانترنت.

**الفرق بين سيديهات الخيواني و " توراة" علي محسن..أن الأول كاتب
صحفي وناشط سياسي وحقوقي ومفكر لايمنعه القانون من اقتناء أي مادة
إعلامية أو تطرح قضية ما.. وإذا كانت سيديهات الخيواني التي اقتناها أو
حصل عليها من زميل تتحدث عن تفاسير وآيات قرآنية ومواعظ دينية أو
تفضح جرائم ومنكرات حروب داخلية وتحمل قضية طرف من الأطراف اياً
كان اتجاهه..فإنها فكر إسلامي.. بينما توراة علي محسن فكر يهودي وثقافة
معادية للإسلام..وتعاليمها وتشريعاتها محرفة ومفتراة على الله تعالى..
ومنها استمد اليهود ثقافتهم العدوانية تجاه الاسلام عامة وآل بيت رسول الله
والهاشميين خاصة..فلماذا اقتنى علي محسن التوراة؟..لماذا لم يجرم فعله
ويهدم على رأسه منزله الفاخر؟..

**قد نعلم مبرر السلطة في منع وقمع ومعاقبة وتلفيق التهم ضد كل من
يقتني سيديهات أو يتناول قضية صعدة على واقعها المأساوي..ففي ذلك
فضح لانتهاكات وجرائم ارتكبها الجيش والبشمركة "تحت حماية الجيش"
في حق البسطاء والأبرياء من أبناء صعدة..انتهاكات بشعة يرتكبها
المتمترسون خلف الدروع والكاتيوشات تحت مسمى أداء واجب مقدس
طاعةً لولي الأمر..

** مبرر السلطة في هذا المنع والقمع والحجب والتهديد تبرزه محتويات
السيديهات التي يمكننا مشاهدتها على مواقع الانترنت بعنوان " طفل صعدة"
وعناوين أخرى..تصور أطفالاً رضعاً دهستهم مجنزرات الفرقة والمشاة
فاختلطت أدمغتهم مع التراب..ونساءً آمنات اقتحم خدورهن عناصر الجيش
والبشمركة وضربهون وانتهكوهن وقتلوا كل امرأة تدافع عن نفسها ومنزلها
البسيط.

تتحدث عن أطفال استيقظوا فزعين مرعوبين على فرقعات سقوف منازلهم
تحت وطأة ضغط هائل من الدخان والبارود الساخن والغبار الخانق والغازات
وشظايا الصواريخ والقذائف الكبيرة..أطفال بحثوا عن الحنان في صدور
أمهاتهم المضرجة بالدماء..فقدوا أباءهم..تيتموا..لم تترك لهم هذه الحرب
الطائفية التي تستنهدف الهاشميين والزيدية ملجأً يحميهم من الذل
والهوان..محيطهم متارس ولهب..طرقاتهم ألغام وقنابل لم تتفجر بعد..
ومدارسهم ومساجدهم ثكنات عسكرية إن لم تكن خراباً..مزارعهم
محترقة..ظلالهم غائرة شاحبة..

** تتحدث السلطة عن تنمية ومنجزات ومشاريع خدمية.. وقراراتها في
اليوم التالي تمحو ماخطته يد الأمس على التراب..والمباني الخدمية تتحول
إلى متارس للجيش أو أهدافاً للطيران والمدرعات..تبني وتهدم على دأبها في
كل شيء..
برامجها تتحدث عن وطن وانسان وطفولة وحقوق وحريات وعدالة
اجتماعية وسلام وحوار ومواطنة متساوية وتوزيع عادل للثروات..لكن تظل
النخبة المتربعة على عرش اليمن منذ 45 عاماً المعنية فقط بنيل هذه
الحقوق والاستفادة من منجزات الثورة الخالدة على حد زعمهم..فقد خلدتهم
أباطرةً للشر ومعاقلاً للفساد والجور..لكنها لم تغير شيئاً..وكل ما تحقق ليس
من أهداف الثورة بل من أهداف أدعيائها المنتسبين بهتاناً إليها..
وعندما تتحرك شفاه البسطاء مطالبةً بحقً ما أو برحيل المجرمين عن البلاد
، تدهسم البيادات المتعجرفة نزولاً عند رغبة الوالي وأداءً للواجب المقدس
تجاه الدستور..

وفي ظل هذه المسميات المهترئة..نهر الدماء لازال يتدفق في صعدة..في
حرف سفيان..في بني حشيش..في الجوف..في المحافظات الجنوبية..
والاعلام مكمم مثل " الناقة البلهاء"..والأحزاب تم حشر الدولارات السخية
في حناجرهم فصمتوا..وقبة البرلمان تشارك بأعضائها في شراء القرى
والمدن والمواطنين لهدمها وتخريبها وسفك دماء ابنائها..ومنهم الخائف
على منصبه..

وأي صحفي يجرؤ على احترام مهنته المقدسة فعلاً ويكشف الحقائق ،
يحجبونه عن أسرته وعن الشارع مثلما يحجبون المواقع الاليكترونية
باستثناء أن الأول يتعرض للانتهاكات والضرب..
وأي كاتب يتجرأ على الكتابة العادلة والمنصفة في هذه القضية بعد ماحدث
للخيواني ولغيره آخرين؟.

لايجب أن يقترب أحدٌ من ميدان وساحات هذه الحرب فإنها كما قال الخيواني
خاصة جداً " حرب علي"..حرب اسرة بعينها فقط..وهذه الأسرة خطوط
حمراء..لاتتعاطف..لاتشفق..غيَّبت الضمائر ، اشترت النفوس ، وجمدت
العروق الحيَّة.

الاعلام غائب ومحجوب عن ساحة الحرب..لأنه سيتحدث عن طفل برئ
ومسنة عاجزة وأرملة مرمية في الشارع بعد هدم منزلها..وعن انتهاكات
وجرائم بشعة ترتكبها السلطة تحت مسميات الوحدة والمواطنة والعدالة
الاجتماعية والسلم والأمن والاستقرار والخطوط الحمراء.. ولم أجد تفسيراً
لماتعنيه الخطوط الحمراء سوى أنها ترمز لـ"بيت الأحمر" وأصفيائهم.

**في حرف سفيان أصبحت مدينة الحرف أطلالاً وفي خبر كان..ودون أي
تعاطف مع دموع الأطفال اليائسة وملامح النساء والشيوخ البائسة يتم منذ
يوم الجمعة الماضية قصف وتدمير ثلاث قرى أخرى في سفيان تحت مبرر "
كافر تسبب في هلاك مدينة"..

**السيديهات التي شاهدنا محتواها على أحد مواقع الانترنت بعنوان "جرائم
ديكتاتور اليمن في صعدة" تصور أحد الشباب ملقياً في بطن وادٍ يحتضر إثر
إصابته برصاصة في رأسه..حوله ضباط وعسكر يشتمونه ويحققون معه
بطريقة قاسية دون أن يفكروا في إسعافه واتخاذه أسير حرب كما كان يفعل
المسلمون في حروبهم وغزواتهم..أما هذا فمواطن يمني.. وبدلاً من ذلك
يطلقون عليه الرصاص لاخماد أنفاسه تماماً.. كما يحدث في أفلام هوليوود.


**لهذا منعوا الاعلام من الاقتراب من ساحة حرب علي..وعلي..حتى لا
يكشف وينقل الأحداث مايؤدي إلى إحتقان الشارع العام واعتصامات
ومظاهرات ولفت لأنظار المنظمات الدولية والرأي العام العالمي..كما أن
السيديهات التي سجنت الخيواني بتهمة ملفقة تقدم ذات الرسالة والصورة
التي تحدث هذه الأيام في صعدة وحرف سفيان.

**إنما هل "توراة" علي محسن هي مبرره لقيادة الحملات العسكرية وتنفيذ
حروب الابادة الطائفية والاعتقالات ضد الهاشميين والعلماء الزيود وشيعة
آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وعلى مبدأ "من ليس معي
فهو ضدي"
قال تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى."

إعطاب مصفحتين وتفجير مدرعة وكسر زحف عسكري على منطقة آل غبير

تقرير من المكتب الإعلامي للسيد عبدالملك الحوثي ليوم السبت
أنصار الحق:
بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن – صعدة 24/5/2008م
اليوم (14) على شن السلطة الحرب الخامسة على (محافظة صعدة)
في صباح اليوم تقدم زحف بشري مدعم بالآليات العسكرية باتجاه (
منطقة آل غبير ) وتم كسره بعون الله وتأييده، كما استمرت المواجهات ما
يقارب (3) ساعات وأعطب فيه مصفحتين .
وفي عصر اليوم تقدمت (3) دبابات في مغامرة لإمداد (موقع جرف الهواء)
المحاصر منذ أسبوع تقريباً، فما لبثت في تقدمها إلا وانفجر بواحدة منها لغم
أرضي دمرها، ما جعل الدبابتين الباقيتين تتراجع عن المغامرة الفاشلة .
وبالله التوفيق
المكتب الإعلامي للسيد/ عبد الملك الحوثي
السبت 19/ جمادي الأول /1429هـ

المنبر نت
تقرير من المكتب الإعلامي للسيد عبدالملك الحوثي ليوم السبت
أنصار الحق:
بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن – صعدة 24/5/2008م
اليوم (14) على شن السلطة الحرب الخامسة على (محافظة صعدة)
في صباح اليوم تقدم زحف بشري مدعم بالآليات العسكرية باتجاه (
منطقة آل غبير ) وتم كسره بعون الله وتأييده، كما استمرت المواجهات ما

يقارب (3) ساعات وأعطب فيه مصفحتين .
وفي عصر اليوم تقدمت (3) دبابات في مغامرة لإمداد (موقع جرف الهواء)

المحاصر منذ أسبوع تقريباً، فما لبثت في تقدمها إلا وانفجر بواحدة منها لغم

أرضي دمرها، ما جعل الدبابتين الباقيتين تتراجع عن المغامرة الفاشلة .
وبالله التوفيق
المكتب الإعلامي للسيد/ عبد الملك الحوثي
السبت 19/ جمادي الأول /1429هـ

المنبر نت

المكتب الإعلامي للسيد عبد الملك الحوثي : المجاهدون مسيطرون على طريق صنعاء صعدة في حرف سفيان

المكتب الإعلامي للسيد عبد الملك الحوثي : المجاهدون مسيطرون على طريق صنعاء صعدة في حرف سفيان
أنصار الحق:
بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن – صعدة 25/5/2008م
ننفي صحة الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام من سيطرة السلطة
على الخط العام صنعاء – صعدة وأن هذا محض افتراء، ولا زال
أصحابنا مسيطرين على مواقع سفيان وعلى الخط العام .

المكتب الإعلامي للسيد/ عبد الملك الحوثي
الأحد 20/ جمادي الأول /1429هـ


رداَ على تنديد حزب الحق: أنصار الحوثي يطالبون بإخراج معسكرات الجيش من صنعاء كي لا تتضرر المدينة من الحرب


أنصار الحق:
بسم الله الرحمن الرحيم

قرأنا إدانة لحزب الحق،المنشور في الأمة نت، وما ادعاه من
تهديد لمسئولي الدولة، وأضاف عائلاتهم،
وممتلكاتهم واعتبر ذلك من المحرم شرعا، وما ذكره عن رفضه لنقل الصراع إلى
المدن، والتجمعات السكانية، ووصف ذلك بأنه إرهاب، لا يمكن تبريره على
الإطلاق،وردنا على هذا التنديد، أولا أنه قد جاء بعد اختطاف الأخ العلامة محمد مفتاح،
ثانيا أنه خلط بين مسئولي الدولة، وعائلاتهم، وذلك باطل كل البطلان، فليس أحد
أحرص على الحفاظ على الدماء البريئة، من آل الحوثي، حملة كتاب الله الذابين عن
الدين، الملتزمين بآداب الإسلام وأخلاقه، يشهد لهم كافة الشعب اليمني، بذلك،
أما المسئولون أنفسهم، وخاصة من لهم علاقة مباشرة، أو غير مباشرة بالحرب، فهم
أعداء، وينطبق عليهم جميعهم حكم البغاة المعتدين، والقتلة الظالمين،
وأما المدن، فمعلوم أيضا أن بيوت المواطنين المسالمين، وممتلكاتهم، لن تكون
هدفا لأي عمل حربي، وقد عرف وعلى مدى أربع سنوات من الحرب، نزاهة الحوثي،
وأنصاره، عن النهب والفيد، الذي يمارسه الإباحي على صالح وأعوانه، في كل
حروبه، وقد رآ الناس كيف أن أنصار الحوثي حينما يكونون في بيوت في مواجهة
الجيش الذي يكون هو في بيوت أخرى من أي قرية، يحافظون على ممتلكات المواطنين،
ثم يسلمونها كما كانت حين خرج أهلها منها، بينما البيوت التي يكون الجيش قد
دخلها وتمترس فيها، تكون قد نهبت، جميع محتوياتها، ولحقها الدمار، الكبير،
والعجب من الأخوة في حزب الحق، أن يطلعوا علينا بهذه التنديد، والفتوى،
وهم يعلمون تمام العلم، بأن ما نددوا به ليس مما يقترفه الحوثي، ولا أنصاره،
وأنهم إنما يمارسون عمل الدفاع الواجب عن النفس، والعرض، والمال،
كما في قول الله تعالى الواجب اتباعه دون غيره من الأوقاويل والأباطيل،
والضلالات { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين}
ثم لما ذا لا ينددون بما تقوموا به السلطة من تدمير للبيوت على رؤس الأطفال،وضرب المدن
والمساجد ، والطرقات، والمزارع، وجميع أساسيات الحياة،في صعدة،وسفيان، وبني حشيش،
بالطيران والمدفعية، والصواريخ، حيث قتل العشرات من النساء والأطفال، والعجزة، والشيوخ،
والمرضى، ولماذا لا يعدونه من الإرهاب؟ ألأنهم ليسوا بشرا، أم أن مساجدهم ليست مقدسة، أم أن
بيوتهم، وممتلكاتهم، ليست محترمة؟؟؟
أما اذا توسعت الحرب، وشملت المدن التي تسيطر عليها السلطة الباغية في الأرض،
يعتبرونه إرهابا، ولما ذا لا ينددون بتواجد الجيش في المدن، بين حاراتها، وأحيائها، وأزقتها، في
تمترس بالمواطنين واضح، وكيف إذا دخل أنصار الحق، إلى تلك المعسكرات، ونشبت بين
الشوارع معارك،هل ستقولون إرهابا،؟ ولماذا لا تقولون إن وجود المعسكرات داخل المدن، إرهابا،
وأنتم تعلمون أن الدول لا تضع معسكرات الجيوش في المدن،ولا تجعل بداخلها أهدافا محتملة
،حفاظا على سلامة الموا طنين ، فإذا أنتم خائفون من وجود معارك داخل صنعاء، لوجود
معسكرات الجيش، وقادة الإجرام فيها فأخرجوهم منها،لقد بان من هذا التنديد إنحياز الأخوة في
حزب الحق إلى جانب الظالمين، وقد يكون ذلك بسبب ما واجهوه من أذى، وحل حزبهم، واختطاف
العلامة محمد مفتاح، الذي كان الأولى بهم أن ينددوا باختطافه بدلا عن التنديد بمتخوف موهوم،
وأن يفتوا بحرمة إرهاب محمد مفتاح، والخيواني، والمقالح، إننا أنصار الحوثي، نعلن لأخواننا في
حزب الحق استغناءنا عن مثل هذه النصائح،وإذا كرروها فيعني أن المرض قد داخلهم، وأنهم قد
قرروا الانضمام إلى العدو،والمؤشرات قائمة قبل صدور هذا التنديد، والفتوى.
نسأل الله لنا ولهم السلامة، والعافية ، والصلاح، وأن يكفينا وإياهم شر
الظالمين وأذى المستكبرين، وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم،

أنصار الحق، والعدل،
25/5/2008

نقلاً عن المنبر نت

معارك طاحنة في بني حشيش والحوثيون يتحدثون عن توسع المعارك إلى الحيمة وبني مطر

أنصار الحق:
تتواصل المعارك الطاحنة في مديرية بني حشيش المتاخمة للعاصمة
صنعاء بين أتباع الحوثي والقوات الحكومية مع استمرار الحشود
العسكرية .
وقالت مصادر محلية في بني حشيش لـ"الوحدوي نت" أن القوات الحكومية
تقوم بإغلاق مداخل المديرية طيلة الليل حتى العاشرة صباحا , وتقوم بحالة
تفتيش دقيق للداخلين والخارجين من المديرية. ومنع العمال من الدخول إلى
المديرية , الأمر الذي تضرر منه المزارعون.
وأضافت أن القوات الحكومية فرضت قيوداً على إدخال مادتي الديزل والدقيق .
وأكدت المصادر أن إنزالا جويا لعدد من الجنود في منطقة الضهرة باء
بالفشل وأودى بحياة عدد من الجنود.
وأدت المعارك الطاحنة إلى إغلاق عدد من المدارس مثل مدرسة بيت النخيف
, و غظران , وعلي بن أبي طالب بالشرية . ونزوح عدد هائل من المواطنين
باتجاه مناطق نهم السر , شرق بني حشيش.
وأكدت المصادر ان النازحين بحاجة ماسة للمعونات الإنسانية إلا أن
المعارك تحول دون وصول أية معونات إلى تلك المناطق .
ونفت المصادر حدوث أي تقدم لقوات الحرس الجمهورية في جبل الجميمة
الاستراتيجي المطل على المديرية ومطار صنعاء.
مشيرة إلى ان نقاط عسكرية تابعة لأنصار الحوثي منتشرة على طول طريق بني حشيش.
ويتحدث الحوثيون عن توسع نطاق المعارك إلى مناطق في بني مطر والحيمة , مما قد يؤدي على قطع طريق صنعاء الحديدة, ولم نتأكد من صحة هذه الأنباء بعد.
وتفيد المعلومات أن الحوثيين يمتلكون صواريخ مضادة للدروع , ويقومون
بالرد على القصف الصاروخ الحكومي بالمثل .
وحسب المصادر فإن السلطات الحكومية تقوم بحملات تجييش المواطنين
بالقوة لمواجهة أتباع الحوثي وسط سخط ورفض بين الأهالي كبير , رغم المبالغ المالية والأسلحة التي تسلم لهم.
وقالت المصادر ان المواطنين يرفضون المشاركة باعتبارهم يدفعون
الضرائب وأن عمل كهذا تقوم به المؤسسات العسكرية في البلد.



الأمن القومي يقتحم منزل الناشط الحقوقي علي الديلمي ويعتقل أخاه بعد الاعتداء عليه بالضرب

أنصار الحق:
القومي قامت اليوم الاحد بمحاصرة واقتحام منزل عضو الحملة ومدير
المنظمة اليمنية للحقوق والحريات الديمقراطية الناشط الحقوقي علي
الديلمي وترويع النساء والأطفال ومن ثم التهجم على أخيه حسن الديلمي
بالضرب و جرجرته في الدرج واعتقاله، .
وقال البلاغ الذي تلقت " مأرب برس " نسخة منه ان هذا الانتهاك يأتي بعد
أن تلقت عائلة الديلمي يوم أمس إثر الانتهاء من اللقاء الموسع لتفعيل حملة
معاً ضد حرب صعدة تهديداً بالتصفية.
وأدانت حملة معاَ ضد حرب صعدة هذا الانتهاك وتطالب بالإفراج الفوري عن
حسن الديلمي تطالب أيضاً بوقف كل الإجراءات التعسفية على ذمة حرب
صعدة محذرة من خطورة هذه الممارسات التي لن تثنيها عن مواصلة
نشاطها المناهض للحرب.

مأرب برس

السبت، 24 مايو 2008

الهوية الايمانية..للسيد حسين الحوثي

دروس من هدي القرآن الكريم

الهوية الإيمانية

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ :

31/1/2002م

اليمن ـ صعدة

هذه الدروس نقلت من تسجيل لها في أشرطة كاسيت، وقد ألقيت ممزوجة بمفردات وأساليب من اللهجة المحلية العامية.

وحرصاً منا على سهولة الاستفادة منها أخرجناها مكتوبة على هذا النحو.

والله الموفق.

إعداد:ضيف الله صالح أبو غيدنة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ(6) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) ( (2) سورة الفاتحة

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.

السلام عليكم أيها الأخوة ورحمة الله وبركاته.

نشكر لكم في المقدمة حضوركم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب أجوركم.

في هذه الجلسة سيكون حديثنا حول مقارنة بين خيارين أمامنا.

وقبل أن نتحدث عن هذا الموضوع سيكون مقدمة حديثنا حول قول الله سبحانه وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (285- 286) سورة البقرة. صدق الله العظيم.

هذه الآية الكريمة هي الهوية الإيمانية لأنبياء الله ورسله وللمؤمنين جميعا، هي البطاقة الكاملة العناوين لأنبياء الله ورسله والسائرين على طريقهم من المؤمنين بهم، هي تقرير للمؤمنين أنه هكذا يجب أن يكون إيمانهم ، هو تعريف بالمسيرة الإلهية لأنبياء الله ورسله والصالحين من عباده جيلا بعد جيل، شملت وبصورة موجزة المجالات الإيمانية الكاملة بدأ من الإيمان بالله سبحانه وتعالى. وهكذا تتصدر الآية الكريمة بالتقرير على الإيمان بالله، ثم تنتهي بالمواجهة لأعدائه.

أنه إيمان على غير هذا النحو ليس إيمانا، إيمان لا يبدأ من الله وينتهي بالمواجهة مع أعداءه فليس هو إيمان الرسل والأنبياء والصالحين من عباد الله، لقد جاءت هذه الآية بصيغ إخبارية في التقريرات الإيمانية؛ لتوحي لنا بأنه هكذا يكون الإيمان، الإيمان الذي هو إيمان الأنبياء والرسل والصالحين من عباد الله .

وكما كررنا أكثر من مرة أن الإيمان، أن العقائد في الإسلام العظيم كلها عملية، إيمان يترك تأثير على النفس ، ثم نفس تترك تأثيرا في واقع الحياة، ما عدا ذلك يعتبر إيمانا أجوف لا يقدم ولا يؤخر، ولا ينفع لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأول المؤمنين بهذا الإيمان هو الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى وآله .

إن الآية هذه نزلت في القرآن الكريم الذي هو خطاب للناس جميعا في هذه الأمة والتي أولها الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى وآله ، هكذا إيمانه، وأن نعرف بأنه هكذا كان إيمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يعني ذلك أنه بغير إيمان من هذا النوع لا نكون صادقين حتى في إيماننا بالرسول صلوات الله عليه وعلى وآله ، ولن نلتقي معه في الطريق الإيمانية ولا في غاية تلك الطريق لا في الدنيا ولا في الآخرة، أو لم يقل الله له: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء}؟. لست منهم في شيء، لا تلتقي مع محمد صلوات الله عليه وعلى آله، لا تلتقي الأمة مع رسولها صلوات الله عليه وعلى وآله ، إلا في طريق إيمانية واحدة هي هذه الطريقة التي بدأ الخطوة عليها الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله ، هو الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله آمن بما أنزل إليه من ربه، وعندما آمن بما أنزل إليه من ربه كانت مصاديق ذلك الإيمان كلها حركة، كلها حركة نشطة كلها عمل، كلها استقامة وثبات، كلها إخلاص لله سبحانه وتعالى وانقطاع إليه وثقة عظيمة به؛ لأن ما أنزل إليه هو أنزل إليه من ربه الذي أرسله، وأرسله إلى من؟ هل إلى نفسه؟ أم إلى البشرية كلها؟.

الله أكبر/الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود/النصر للإسلام

هل كان الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله يكتفي بأن يبلغ الآخرين، ويرشد الآخرين، وبعض الآخرين، ويأمر وينهى أولئك الآخرين ثم هو يَقْبَع في زاوية من زوايا مسجده ويدعو لأولئك، أو يدعو على أولئك؟!. أم أنه كان هو في مقدمة المؤمنين في كل الميادين؟.

الإيمان بالرسول صلوات الله عليه وعلى وآله الذي يجب أن يترسخ في نفوس من يحملون العلم برسالته يجب أن ينطلقوا هذا المنطلق الذي انطلق منه الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله وأن يتحركوا بحركته.

لكن للأسف ما نشاهده عند الكثير ليس على هذا النحو الذي كان عليه الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله ، يجلسون في زوايا بيوتهم، أو في زوايا مساجدهم وَيَعِضُونَ الآخرين، أو يدعون للآخرين، وأحيانا ينطلقون لمعارضة العاملين في سبيل الله، وهم يؤمنون بما أنزل إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله هذا القرآن العظيم ، ويؤمنون بالنبي محمد صلوات الله عليه وعلى وآله لأنه في الوقت الذي نرى فيه هذه الآية هي تقرير للمؤمنين كيف يجب أن يكون إيمانهم؟.

هي في نفس الوقت توضح لنا ما هو مقاييس صحيحة وصادقة ننظر من خلالها إلى بعضنا البعض ونقيم على أساسها مواقف بعضنا بعض، فلا نتسمى باسم الإيمان، ولا نتسمى باسم أولياء الله، ولا نحمل اسم الصالحين إذا لم يكن إيماننا على هذا النحو.

{والمؤمنون} آمن الرسول وكذلك المؤمنون كل منهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله نفسه والمؤمنون كل منهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.

الإيمان بالله سبحانه وتعالى هل هو فقط مجرد تصديق بأنه إلهنا؟. وأنه ربنا؟ أم أنه لا بد أن يكون إيمانا واعيا، إيمانا عمليا، إيمانا يبعث على التطبيق، إيمانا يعزز الثقة في نفوسنا بالله سبحانه وتعالى فيما وعد به أولياءه في الدنيا والآخرة. هو من قال سبحانه وتعالى في كثير من آيات كتابه الكريم: أنه سيكون مع أوليائه المؤمنين سيكون مع عباده الصالحين، سيكون مع عباده الصابرين، هو من طمأنهم على أنه سيكون معهم، فأي عذر لهم في أن يقعدوا عما أراد منهم أن يتحركوا فيه؟، عما أراد منهم أن يعملوا به؟، عما أوجب عليهم أن يدعوا إليه؟.

الإيمان بالله وكذلك الإيمان بملائكته، والإيمان بملائكة الله له قيمته الكبرى، له أثره الكبير عند من يعرف الملائكة، وعند من يعرف الدور الذي يقوم به الملائكة، قد يرى الناس أنفسهم في ظرف من الظروف وهم عازمون على أن يتحركوا في ميدان المواجهة لأعداء الله، ولكنهم قد يرون أنفسهم قليلا، وقد نرتاح فيما إذا بلغنا أن هناك منطقة أخرى تتحرك نفس التحرك، أو عددا من الناس ينطلقون نفس الانطلاقة، ويقفون نفس الموقف، أليس ذلك مما يعزز من معنويات أنفسنا؟.

الإيمان بالملائكة باعتبارهم جند من جند الله، الإيمان بالملائكة متى ما كنت في طريق تصبح فيها جديرا بأن تحظى بوقوف الملائكة معك فإنك قد ترى في ميادين المواجهة آلافا من الملائكة من جند الله ينطلقون وبكل إخلاص وبكل نصيحة وبما يملكون من خبرة عالية لتثبيت قلوب المؤمنين متى ما توجه الأمر الإلهي إليهم { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ } (12) سورة الأنفال.

قد لا نشعر نحن بقيمة الإيمان بالملائكة وقد لا يشعر كل إنسان قاعد، كل إنسان لا يحمل هم العمل في سبيل الله، لا يكون إيمانه بالملائكة إلا مجرد تصديق بأنهم عباد مكرمون وأنهم كما حكى الله عنهم، { لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم . لكن في أن يترك ذلك الإيمان أثرا في نفسك لا يحصل شيء لأنه ليس في ميدان يرى فيه قيمة إيمانه بالملائكة، لكن أولئك الذين ينطلقون في ميدان العمل في سبيل الله سيعرفون أهمية الإيمان بملائكة الله سبحانه وتعالى.

لقد تحدث القرآن عن دور للملائكة في بدر، وفي يوم الأحزاب، وفي أيام غيرها في حركة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أولئك الذين خرجوا وعددهم قد لا يزيد على نحو ثلاثمائة شخص إلا عددا قليلا الله وعدهم بأنه سيعزز بجند من عنده يبلغ عددهم أضعاف أضعاف أولئك، هناك سيعرف الإنسان قيمة إيمانه بالملائكة وسترى بأنه لست أنت وحدك في ميدان المواجهة، سترى تلك المجاميع الصغيرة من المؤمنين بأنها ليست وحدها في ميدان المواجهة بل هناك آلافا من ملائكة الله سبحانه وتعالى، الذين ليسوا كمثلنا يقعدون، ويتثاقلون، ويعصون ويتحايلون، ويتهربون، ويبحثون عن مبررات. لا .. هم من ينطلقون انطلاقة واحدة { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم.

الله أكبر..الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود..النصر للإسلام

فإذا كانت معنوياتك ترتفع عندما تسمع بأن هناك عددا قد يكون أقل من هذا أو أكثر فإن عليك أن ترتفع معنوياتك وتستشعر القوة إذا ما كنت في طريقة ستقف معك فيه آلاف من ملائكة الله، إذا ما توجه الأمر منه سبحانه وتعالى إليهم، فقط عليك أن تبحث عن كيف تؤهل نفسك، على تلك المجاميع أن تبحث عن كيف تؤهل نفسها لتكون جديرة بأن تقف ملائكة الله معها.

فإيماننا بالملائكة هو إيماننا بجند من جنود الله، متى ما تصدر أمر إلهي نحوهم انطلقوا لتثبيت نفوس المؤمنين، فهم من سينطلقون بكل جد، وبكل إخلاص، وبكل نصح، ينطلقون ولديهم خبرة ولديهم معرفة، فيكون لهم تأثيرهم الكبير في تثبيت نفوس المؤمنين، أو في أي عمل يأمرهم الله أن يقوموا به ، إذاًُ لا بد من إيماننا بملائكة الله.

يأتي أيضا الإيمان بكتب الله، الكتب السابقة إضافة إلى القرآن الكريم، التوراة والإنجيل والزبور وغيرها كصحف إبراهيم وغيرها من الكتب السماوية الإلهية ما نعرفها وما لا نعرف أسماءها.

{ورسله} الإيمان بكتب الله ورسله السابقين له أثره أيضا فيما يتعلق بنفوس العاملين في سبيل الله حينما يرون أنفسهم بأنهم امتداد لخط إلهي واحد يتمثل في خط كتب الله ورسله والسائرين على نهج كتبه ورسله جيلا بعد جيل وعصرا بعد عصر، منذ أول نبي وأول كتاب إلى خاتم الأنبياء وخاتم الكتب القرآن الكريم وسيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى وآله ، هناك تشعر بطمأنينة، أنك تمشي وتسير في هذا الخط، الذي رسمت لك غاياته ونهايته في آيات القرآن الكريم، العاقبة التي يصير إليها أولياء الله، الجزاء العظيم الذي يناولونه في الدنيا وفي الآخرة، سترى نفسك لست وحيدا، وهكذا الرسول صلوات الله عليه وعلى آله عندما انطلق لحمل الرسالة، تنزلت آيات الله عليه لتخبره بأن هناك أنبياء سابقين عليه أن يؤمن بهم، أن يهتدي بهم، أن يصبر كصبرهم، مجرد إخباره بأنه واحد من سلسلة طويلة من الأنبياء والمرسلين السابقين له أثره الكبير في نفسيته في ميدان العمل، وهكذا المؤمنون.

الإيمان بكتب الله أيضا هو إيمان بتدبير الله الدائم المستمر للسابقين من عباده والمتأخرين، بقيامه سبحانه وتعالى بهداية عباده السابقين والمتأخرين، وأنه لم يأت في عصر من العصور ليهمل عباده، ولم تقفل ملفات كتبه في أي زمن من الأزمنة، ولا عن أي جيل من الأجيال على امتداد التاريخ، إيمان بوحدة الرسالات، إيمان بوحدة الهدي الإلهي لعباده.. هذا ما يتركه الإيمان بكتب الله في نفوس المؤمنين من أثر تركه قبل في نفس الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله .

{ورسله} الإيمان برسل الله سواء من عرفنا أسمائهم في كتاب الله الكريم ومن لم نعرف عنهم { ورسلا قد قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك} رسل أخبر الله محمدا صلوات الله عليه وعلى وآله بأسمائهم في كتابه الكريم، ورسل آخرين لم يخبره بأسمائهم.

الإيمان من جانبنا برسل الله يعني إيمان بأن الله سبحانه وتعالى – كما ذكرنا يتعلق بالكتب- لم يهمل عباده في أي فترة من فترات الأمة، لم يهملهم عن نبي من أنبيائه أو عن ولي من أوليائه، ووارث من ورثة كتبه يسير على نهج أي نبي من أنبيائه السابقين الذي تركوا كتبا في أممهم.

الإيمان بالرسل كشخصيات مهمة، أشخاص مهمون اصطفاهم الله، أكملهم الله لم يكونوا أناسا عاديين، أنت حينئذ ستحس وأنت تؤمن بأولئك العظماء على امتداد التاريخ تحس بافتخار، بعز برفعة نفس، أن قدواتك على امتداد التاريخ، أن من أنت تسير على نهجهم وعلى طريقهم هم أناس عظماء اصطفاهم الله وأكملهم واختارهم لأن يكونوا المبلغين لدينه، لهديه إلى عباده.

الإيمان بالرسل نحن بحاجة ماسة إليه على هذا النحو، والقرآن الكريم عرض لنا عددا كثيرا من الأنبياء والرسل، وشرح لنا كثيرا من أحوالهم، وأورد كثيرا من نصوص دعواتهم، وأبان كثيرا من أساليب دعوتهم، وكشف لنا كثيرا عن خصائص نفسياتهم فيما تحمله من جد، من اهتمام، من إخلاص، من نصح من حرص على البشر لهدايتهم إلى صراط الله المستقيم.

الله أكبر/الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود/النصر للإسلام

في مسيرة الرسل صلوات الله عليهم الكثير من الدروس، الكثير من العبر، لكنها كلها لن يكون لها قيمة، وهذه هي المشكلة أن من رضي لنفسه بأن يظل جامدا فكل شيء لن يكون له قيمة لديه، متى انطلقت , متى شعرت بتحمل المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى , أن تكون من أنصار دينه , أن تكون من العاملين في سبيله , حينها ستعرف قيمة كل شيء، وأهمية كل شيء، كم من الأنبياء في القرآن الكريم عرفنا كثيرا من أخبارهم، عرفنا كثيرا عن تلك الأمم التي بُعثوا إليها. ولكن نمشي على كل تلك القصص المهمة دون اعتبار دون استلهام ما نحن بحاجة إليه من واقع تلك الشخصيات المهمة، دون تعرف على السنن الإلهية، دون تعرف على الأساليب المهمة التي يجب أن يتوخاها، وأن يعمل بها العاملون في سبيل الله.

هكذا ستجد في سيرة الأنبياء، في أخبار الأنبياء، في قصصهم ما هو عبرة لأولي الألباب، ما هو دروس مهمة ، ما هو دروس عظيمة ومهمة.

الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله أخبرنا القرآن الكريم بأنه كان بحاجة إلى أن يقص عليه أنباء الرسل السابقين قبله، وقص عليه من أنباء الرسل، وقال: بأن الغاية من ذلك هو {ما نثبت به فؤادك}، لأن فؤاد النبي صلوات الله عليه وعلى وآله فؤاد رجل قلب رجل مهتم يعمل، يتحرك، وأمام كل الأحداث أمام كل المتمردين، أمام كل المعاندين ، أمام كل الظروف والمواقف الصعبة، سيكون لأخبار الأنبياء السابقين أثره الكبير في تثبيت فؤاده {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } (120) سورة هود{ {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } (111) سورة يوسف. رسل الله وتلك الأمم التي بعثوا إليها عدد كبير، وأمم كثيرة، وأجيال متعاقبة، وأزمنة مختلفة، ونفسيات متعددة، وأحوال متباينة.

من حسن حظنا نحن المسلمين الذي نحن آخر الأمم أن كان بين أيدينا رصيد عظيم رصيد مهم مليء بالعبر والدروس، مليء بالمواقف المتماثلة، والمواقف المتباينة، كلها دروس مهمة، تراث مهم.. فمن العجيب، ومن الغريب أن تضل أمة بين يديها هذا التراث العظيم هذا الرصيد المهم الذي عرضه القرآن الكريم بين يديها. تجد في أنبياء الله – على الرغم من كمالهم هم في أنفسهم باعتبار الظروف وباعتبار نوعيات الأمم التي بعثوا إليها- تجد وحدة الأنبياء ، روحية الأنبياء الواحدة على اختلاف الزمان والفارق الكبير بين كل نبي ونبي تشعر كأنك أمام مجموعة من التلاميذ عاشوا في زمن واحد، وتلقوا تعليمهم على يد أستاذ واحد، هذا نفسه هو شاهد حي على أن بإمكان منهج الله سبحانه وتعالى وهديه أن يبني أمة متوحدة.

من الذي يقرأ أخبار أولئك الأنبياء ثم لا يلمس أنه أمام روحية واحدة ونفس واحدة؟ تقرأ عن نوح، عن إدريس، عن إبراهيم، وهكذا وهكذا إلى أن تصل إلى نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى وآله إذا بك ترى نفسك أمام مجموعة واحدة كلها على قلب رجل واحد، نظرتها إلى الحياة واحدة، اهتمامها بعباد الله واحد، تفانيها لنقول لأنفسنا نحن في هذه الأمة التي تفرقت وتمزقت بعد أن حذرها الله في كتابه الكريم، ونهاها عن التفرق والاختلاف، وأن لا تقع فيما وقعت فيه الأمة السابقة، أو جملة من الأمم السابقة قبلها {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم} نقول لأنفسنا: ما الذي فرقنا؟ هل هو دين الله؟ هل هو هدي الله؟ إن هدي الله استطاع أن يوحد ويخلق روحية واحدة بمجاميع من أنبيائه ورسله وأوليائه على اختلاف عصورهم، على اختلاف بيئاتهم، على اختلاف مجتمعاتهم.

لنقول لأولئك الذين يشرعون الاختلاف، ويؤصلون للفرقة: ليست هذه هي روحية الأنبياء، ليست هي الروحية التي يمكن أن يخلقها هدي الله في نفوس الأمة، ليعرفوا هم جسامة الخطأ الذي ارتكبوه، وما زالوا يرتكبونه، أن ينطلقوا إلى أولئك الذين سيكونون هم الفئة التي تنطلق لإصلاح المجتمع، الفئة التي تحمل دين الله، ليقولوا لكل واحد منهم أن له صلاحية أن ينطلق معتمدا على نفسه فيدين بما أداه إليه نظره واجتهاده، مع علمهم ومع علمنا جميعا بالتباين الذي يحصل في وجهات النظر وفي النتائج التي تحدث بناء على اختلاف وتعدد وجهات النظر.. هل هذا دين الله؟ ليس هذا دين الله. نرجع إلى هدي الله في كتابه الكريم الذي أبان لنا أمة واحدة، وليس فقط الأنبياء بل عرض علينا شخصيات أخرى من أوليائه، ومجاميع أخرى من أوليائه ليبين لنا نفسياتهم كيف هي وهم في ميدان الاهتداء بهدي الله والالتزام بدينه، والعمل في سبيله، تراهم كذلك نموذجا واحدا تراهم نفسيات واحدة ، ونظرة واحدة ، ووعي واحد.

هذا مما يمكن أن نستفيده من خلال التعرف على أنبياء الله ورسله في القرآن الكريم، تجد في نفس الوقت الأمم التي بعث إليها الأنبياء والرسل كيف كانت أساليبهم واحدة، كيف كانت بواعث تمردهم وعنادهم ودعاياتهم ضد الأنبياء واحدة، {تشابهت قلوبهم} هكذا قال الله عنهم، إنما أحيانا – وهو الشيء الطبيعي- مع تعاقب الأمم أن تكثر الدروس وتتعدد المواقف التي تتجلى من خلالها الدروس والعبر في هذا الاتجاه أو في هذا الاتجاه، فإذا نحن نرى في أنفسنا أن بين أيدينا تراثا مهما، رصيدا مهماً لكننا نحن ونحن طلاب علم نرجع إلى الأنبياء أو نظرتنا للأنبياء فنجد أنها نظرة غير واقعية وغير حقيقية بسبب الأخطاء الثقافية التي تلقيناها فقدمت لنا الأنبياء مجموعة من المساكين الذين لا يعرفون كيف يتحركون، والذين لا يكادون يعرفون كيف يتكلمون، أناس لا حنكة لديهم، أطياب مساكين الله ، فلم يكن هناك ما يمكن أن يجعلنا نستلهم من حياتهم، ومن أساليبهم، ومن حركاتهم ، ومن أعمالهم ومن مواقفهم الدروس المهمة.. فإذا بنا نعطل تلك الآيات الكثيرة. على الرغم من قول الله لنا في كتابه الكريم: إن في قصص الأنبياء تثبيتا لفوائد نبيه.

رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله الذي نؤمن بأنه سيد الرسل كيف نظرتنا إليه؟ ومن أين يمكن أن نتعرف على شخصيته بالشكل الذي يملأ نفوسنا حبا له، وشعورا بعظمته، وكمال نفسيته، وكمال شخصيته، وقدرته الهائلة، وذكائه الكبير؟.

متى ما جئنا إلى السير التي تحمل عنوان سيرة النبي صلوات الله عليه وعلى وآله ثم نأتي فيتحدثون عن مولده ونبذة بسيطة من الإرهاصات التي حصلت عند مولده، ثم يبدأ المؤلف غزوة بدر، بعدها غزوة أحد بعدها غزوة كذا غزوة كذا. يتحدث عن الغزوة كم عدد المسلمين كم كان عدد الكافرين، ما الذي حدث أخيرا، متى كانت ومتى انتهت، ثم ينتقل إلى الغزوة الأخرى، فنخرج من كتب السيرة ولدينا معرفة بتواريخ أحداث غزوة بدر غزوة أحد غزوة حنين غزوة كذا إلى آخره، ولكن أين هي شخصية محمد صلوات الله عليه وعلى وآله التي تعرفنا عليها من بين ذلك الركام من كتب السيرة؟. بل نقرأ في كتب الكلام الأساليب التي توجهنا إلى كيف نعمل ونحن نستدل، ونحن نحتج ونحن نناقش، ونحن نبحث، ونحن نجادل الآخرين، وحتى ونحن ندعو الآخرين، وإذا بنا نرى أنفسنا بعيدين عن شخصيات الأنبياء وعن أساليبهم بما فيهم سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى وآله .

بل سترى أخيرا أن منطق الأنبياء ليس منطقيا وهم يتحدثون مع أممهم، وكأنهم لم يجيدوا ترتيب ونظم المقدمات المنطقية لإقناع أممهم. هكذا علمنا المعتزلة، وهكذا علمنا الأشعرية، هكذا علمتنا الثقافة الخاطئة، كيف لا نعتمد على كتاب الله ولا نستلهم ونحن في ميدان العمل شيئا من حياة أنبياء الله ورسله.. هذه هي الخسارة ونحن كلما حاولنا أن نبحث في جانب وجدنا أنفسنا أمام إشكاليات، أمام ضياع، أضعنا هنا الشيء الكثير، وأضعنا هنا الشيء الكثير، وضلينا هنا وضلينا هنا بسبب هذا وبسبب هذا.

الإمام الخميني رحمة الله عليه هو الشخص الوحيد – فيما أعلم – ممن قرأت لهم – ومقرواتي قليلة – لكني لم أسمع حتى ولا ممن قرؤوا أكثر مني عن آخرين، هو الشخص الذي كان يقول للناس: يجب علينا أن نهتم بدراسة حياة الأنبياء، وأن نتعرف على الأنبياء، وأن نستلهم منهم – ونحن في ميدان العمل- الكثير الكثير من أساليبهم وحركتهم، أن نتعرف على حركة الأنبياء، والقرآن الكريم قدم هذا. نحن كدعاة ونسمي أنفسنا أحيانا دعاة لماذا لا نحاول أن نتعرف على أساليب الأنبياء في الدعوة؟. أساليب مهمة، أساليب بالغة الدقة، وشخصيات قوية ومواقف جريئة، مع تواضع كامل لله، مع رحمة عظيمة بعباد الله، وحرص على هدايتهم.

ننطلق لنبحث عن أي كتاب هنا أو هناك مما كتبه الإخوان المسلمون أو غيرهم ولا نكاد نعرج على أخبار أنبياء الله إلا في القليل النادر، رسل الله هم سلسلة واحدة، وطريق واحد وصف واحد، وأمة واحدة. ورسل الله جاءوا بديانات وكان أعظم الديانات، وأعظم الرسل هو سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى وآله ، والإسلام العظيم، وهذا الكتاب الكريم الذي جعله الله مهيمنا على كل ما سبقه من الكتب؟!. فلماذا تفرق الناس؟. لماذا ندرس ونتعلم كيف نتفرق؟!. ثم ندين بالاختلاف؟!. فيصبح واجبا، يصبح التفرق حتما لا مفر منه، ونصبغه بصبغة شرعية، أليس هذا هو نكران لنعمة الله العظيمة بهذا الدين العظيم؟. أليس هو كفر بنعمة الله المتمثلة في نبيه محمد صلوات الله عليه وعلى وآله وفي القرآن، وفي الإسلام العظيم؟.

{لا نفرق بين أحد من رسله} ولن تفرق مسيرة واحدة، روحية واحدة، نفسية واحدة، وعمل واحد، لا بد أن تؤمن بهم، وإيمانك بهم هو إيمان أيضا بعدل الله وحكمته ورحمته لأن كل رسل الله هم رحمة لعباده، وكل رسل الله هم بمقتضى حكمته لأنه هو الملك، هو الرب، هو الإله، وكل البشر عبيد له فلا يمكن أن يتركهم دون أن يبين لهم ما يهديهم، دون أن يكون لسلطاته نفوذ فيهم عن طريق كتبه ورسله. هكذا المؤمنون لا يفرقون بين أحد من رسله، والمسلمون هم الوحيدون الآن في إيمانهم على هذا النحو {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } (286) سورة البقرة . لكن اليهود لا يؤمنون بعيسى ولا بمحمد، والنصارى لا يؤمنون بمحمد صلوات الله عليه وعلى وآله فهم مفرقون بين رسل الله، أما نحن والحمد لله فنحن مؤمنون برسله جميعا موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ومحمد صلوات الله عليه وعلى وآله ومن سبقهم من أنبياء الله. ولكن للأسف أننا افترقنا عنهم جميعا نحن لا نفرق بينهم لكننا في واقعنا مفارقين لهم جميعا.

الله أكبر/الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود/النصر للإسلام

فرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى وآله الإيمان برسالته العمل وفق ما هدى إليه وأرشد إليه هو يجسد الإيمان الذي لا تفريق فيه بين رسل الله، ولكن لو عرضنا أنفسنا وواقعنا على ما كان لدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من إيمان وعلى ما أرد رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله وهذا القرآن الكريم أن نكون عليه لوجدنا أنفسنا بعيدين جدا وابتعادنا عن محمد صلوات الله عليه وعلى وآله في واقعنا ملموس وهو ابتعاد أيضا عن بقية الأنبياء.

بل سنرى أنفسنا – وهو الموضوع الذي نريد أن نتحدث عنه هذه الليلة- كيف أننا أيضا بعيدون عن موسى عليه السلام ومتأثرون باليهود، عن روحية موسى، عن اهتمام موسى، عن جدية وحركة موسى عليه السلام، وأصبحنا نميل إلى المفسدين الذين تنكروا لشريعته، وتنكروا للتوراة، وتنكروا لمحمد، وتنكروا للقرآن، أليست هذه مفارقة لموسى؟.

ونحن أيضا نفارق عيسى عليه السلام ونلتجئ إلى النصارى ونتولى النصارى الذين هم اليوم ليسوا على منهاج عيسى، اليهود اليوم وقبل اليوم الذين ليسوا على منهاج موسى ولا على طريقته ولا على كتابه، رأينا أنفسنا مباينين لمحمد صلوات الله عليه وعلى وآله ، ثم رأينا أنفسنا أمام موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام في القرآن وأمام اليهود والنصارى في واقع الحياة فإذا بنا وراء اليهود والنصارى وبعيدين عن موسى وعيسى ونحن من نقول في إيماننا {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } (286) سورة البقرة لأن كل واحد من أنبياء الله في حركته في مسيرته ما أنت بحاجة إلى أن تهتدي به.

{لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } (286) سورة البقرة . ولا يعني ذلك بأن تعود أنت لتدين برسالة موسى التي كانت قبل رسالة عيسى وبرسالة عيسى أن تدين بها عمليا والتي كانت قبل رسالة محمد صلوات الله عليه وعلى وآله .

أنت لو حاولت هذا لأصبحت مفرقا فعلا لأنك حينئذ سترى في الإسلام أنه ليس لب تلك الرسالات، ليس غاية تلك الرسالات، ليس الشامل لكل تلك الرسالات، فأقول سأعود إلى هذا لأنه هذا لا يكفي، وأعود إلى هذا لأن هذا لا يكفي فأنت تفرق، بل أنت ستحك على كل ديانة بمفردها بالنقص، الإيمان الذي هو إيمان لا تفريق فيه بين أنبياء الله هو الإيمان برسالة محمد صلوات الله عليه وعلى وآله ، فالقرآن الكريم يؤكد لنا بأنه كتاب مهيمن على ما سبقه من الكتب ومصدق لما بين يديه من الكتب، فإيماني بالقرآن التزامي بالقرآن هو إيمان والتزام وتطبيق لدين الله الذي أراد أن يتعبدنا به، وأن يهدينا إليه، ما عرفنا منه وما لم نعرف.

ألم يقل هو لمحمد صلوات الله عليه وعلى وآله {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى } (13) سورة الشورى . هذه شريعة الله الواحدة ونحن عندما ننطلق في الإيمان بهذا أو بهذا بعد هذا الإيمان أيضا بمجموعهم كرسل لله هو استجابة لله سبحانه وتعالى، وهذا هو ما كان يريده من اليهود ومن النصارى أن يقول لهم هو من يبعث الرسل. فالرسول الذي أنتم تؤمنون به موسى،والرسول الذي تؤمنون به عيسى الذي بعثه وأرسله هو الله الذي بعث محمد وأرسله، فلماذا لا تؤمنون به؟ له الأمر وحده ، له الحكم وحده، له التدبير وحده، هو الذي يبعث من يشاء من رسله متى ما شاء ومن أي فئة شاء، فإيمانك بالله يفرض عليك أن تؤمن بهذا النبي كما آمنت بالنبي الذي قبله، أن تؤمن بهذا الكتاب كما آمنت بالكتاب الذي قبله، بل نحن في إيماننا نحن المسلمين بموسى وعيسى وغيره من الأنبياء السابقين إنما كان عن طريق إيماننا بمحمد وبالقرآن، فلولا محمد ولولا القرآن لما صح لنا إيمان بهم، ولما عرفناهم، ولما اعترفنا بهم.

أحيانا يقول اليهود: نحن وأنتم مختلفون في محمد ومتفقون على موسى، لماذا لا ننطلق جميعا على ما نحن متفقون عليه؟ وقد يقول النصارى: نحن وأنتم مؤمنون بعيسى ومختلفون في محمد، لماذا لا ننطلق جميعا على ما نحن متفقون عليه؟. نقول لهم: إنما آمنا بموسى وعيسى عن طريق محمد فإذا لم تصح نبوته فلا صحة للنبوات السابقة قبلها لدينا، وهكذا المؤمنون يقول الله عنهم: { وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } سمعنا وأطعنا سمعنا كتبك، سمعنا رسلك سمعنا هديك وأطعناك، وهذا هو في واقعه ميثاق بين الناس وبين الله، ميثاق أعطيناه الله على أنفسنا، ألم يقل: {وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا}؟. أن ترى نفسك في وضعية لا بد أن تقول فيها سمعنا وأطعنا، أن ترى أنه لا مناص من أن تقول: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } وهو ما نحن عليه، أليس كذلك؟ إذاً نحن أعطينا ميثاقا لله أن نلتزم، والمؤمنون هكذا يقولون: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } سمعنا وأطعنا، والطاعة أليست لا تتجسد إلا في الالتزام في العمل؟. متى يمكن أن تكون مطيعا إذا لم يكن هذا منك إلا مجرد قول. سمعنا وأطعنا انطلقنا لنعمل وفق ما سمعنا.

وعندما قال المؤمنون: سمعنا وأطعنا لم يكن من منطلق التمنن على الله سبحانه وتعالى والشعور بالقفزة الكبيرة إلى حيث لا يرون في أنفسهم أي تقصير {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} ونحن سمعنا وأطعنا هديك من منطلق شعورنا بضرورة أن نؤمن بهديك وحاجتنا الماسة إلى هديك الذي جئت به على يد رسلك نحن بحاجة إليه في حياتنا،نحن نحس بالشرف العظيم لنا أن نهتدي بهديك ، نحن نحس بأنفسنا أن تتزكى بهديك، إلى أن تتطهر من الذنوب بهديك، فلك المنة علينا، وأنت من نرجع إليه في كل تقصير يحصل منا.

{ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } ما أكثر ما يتكرر هذا الأسلوب في القرآن الكريم، ليقول لأولئك الذين يتمنون على الله بأنهم استجابوا، بأنهم اهتدوا أن عليهم أن يفهموا أن هذه النظرة إلى أنفسهم نظرة مغلوطة، نظرة سيكون ضحيتها إيمانهم، سيكون ضحيتها مصيرهم، سيكون ضحيتها زكا أنفسهم {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ } (17) سورة الحجرات . المنة لله على عباده، ونحن عندما نرجع إلى هدي الله الواسع، نحن مسلمين نحن من في هذه القاعة، ألسنا نتعرف كثيرا عندما نرجع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى عندما نسمع شيئا عنه ونتعرف على كثير من التقصير لدينا فيما يتعلق بهدي الله، حينئذ انطلق وقل لله: غفرانك ربنا عما بدر من تقصير.

هدي الله واسع، ومجالات العمل به واسعة، مجالات النفس التي انطلق لتزكيتها واسعة، إشكالياتها كثيرة، أدناسها متعددة، أمراضها كثيرة، انطلق دائما فكلما اكتشفت علاجا لمرض نفسك كلما اكتشفت وسيلة كنت بعيدا عنها لتزكية نفسك حينها قل: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ َ} (286) سورة البقرة

الله أكبر/الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود/النصر للإسلام

الإيمان بالله الذي ينطلق الإنسان فيه من واقع الشعور بأنه عبد لله، بتواضع لله، بشعور بحاجته إلى هدي الله هو من ينطلق ليتلمسه ويبحث عنه، ما هو الشيء الذي أنا لا بد أن أعرفه؟. ما هو العمل الذي أنا لا أزال مقصرا فيه؟. ينطلق ويعتذر إلى الله سبحانه وتعالى من كل تقصير يكتشفه، لكن ذلك الذي دخل بنفس المُتَمَنِّن على الله أو على أوليائه الذين انظم إلى صفهم هو من لا يفكر بأن لديه تقصيرا ما، هو من لا يفكر بأنه ما يزال بحاجة إلى معرفة ما، أنه ما زال بحاجة إلى اهتداء كثير في مجالات كثيرة، يعيش نفسا تنظر إلى محيطها بنظرة اختيال وكبرياء وإعجاب وغرور فيعيش جاهلا، يعيش ضالا، يعيش قاصرا وناقصا، لأن الإنسان الذي يمن على الله أن استجاب لهديه هو من ينظر إلى نفسه نظرة اختيال وإعجاب، ومن ينظر إلى نفسه نظرة إعجاب نظرة اختيال، هو من لا يفكر أو من لا يشعر أيضا بأن لديه قصور، أو أن لديه نقص، أو أنه بحاجة إلى أن يعرف منك أو يعرف من هذا أو يزداد معرفة حتى بكتاب الله الكريم.

{وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} إليك مرجعنا في كل أمورنا في هذه الدنيا وإليك مرجعنا في الآخرة بعد الدنيا فنحن من نحن بحاجة إلى أن نقول سمعنا وأطعنا لأن إليك مرجعنا لأن إليك مصيرنا.

{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (286) سورة البقرةهذا مما يؤمن به المؤمنون من أن الله سبحانه وتعالى فيما أنزله إلى رسله، فيما دعا إليه رسله، فيما قالوا فيه وله: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} كله تشريع كله هداية فيها سعة لنا ونحن نتحرك فيها، ونحن نلتزم بها، ليس فيها تكليفات لا نطيقها، ليس فيها تشريعات لا نطيق أن نتحملها كلها مما هي في وسعنا أن نعملها وأن نلتزم بها، وسنعرف هذه. وهذه قضية مهمة يجب أن نعرفها لأننا أصبحنا الآن في واقعنا ننظر إلى كثير من تشريعات الإسلام ونعدها في قائمة المستحيلات، منها توحد الكلمة، منها الجهاد في سبيل الله، منها العمل على إعلاء كلمة الله، منها العمل على إقامة دولة الإسلام، كل هذه في قائمة المستحيلات.

المؤمنون يرون أن كلما أوجبه الله عليهم، كلما دعاهم إليه، كلما شرعه لهم، كلما هداهم إليه كله { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} داخل هذه الدائرة، ولكن بجهلنا نحن، نحن الذين صنفنا مجموعة كبيرة من هدايته من تشريعاته المهمة في قائمة تكليف ما لا يطاق، في قائمة المستحيلات، في سجل الغائبات، أليس هذا ما هو حاصل؟.

تحصل هذه عند من ينظر إلى الدين في مهمته في الحياة نظرة تجزيئية، لي وحدي، ولك وحدك ولهذا وحده إلى آخره. أنظر إلى الدين كدين للأمة وأنك واحد من بناء هو صرح الأمة حينها سترى الإسلام مترابطا، وتراه لكل مجالات الحياة شاملا، أن تنظر إلى التشريعات التي شرعها الله سبحانه وتعالى، إلى كل ما هدانا إليه، إلى كل ما ألزمنا به كمنظومة واحدة، وستجدها حينئذ كلها يخدم بعضها بعضا، ويهيئ بعضها للوصول بك إلى البعض الآخر الذي تراه في قائمة المستحيلات، لكن أن تنظر نظرة تجزيئية للتشريعات الإلهية وللهدي الإلهي ستراها متباينة عن بعضها البعض، ثم لا تدري وإذا بك ترى مجموعة كبيرة منها في قائمة المستحيلات.

فتعيش أنت حياتك وأنت تنظر إليها هذه النظرة، وطلابك الذين علمتهم يعيشون حياتهم أيضا من بعدك وهم ينظرون هذه النظرة، وكذلك أبناؤك، وكذلك مجتمعك الذي تتحرك فيه لإرشاده، وتمر في الحياة الكثير من المتغيرات التي تجعلك لا تفهم علاقتها بهذا أو بهذا، من الأشياء التي قد جعلتها وصنفتها في قائمة المستحيلات، ستمر بك وأنت لا ترى لها قيمة ولا تلمس لها أثرا، ولا تلتفت إليها.. ثم في الأخير تتعبد الله جهلا بالذل الذي أنت فيه ، وبضياع الحق الذي أنت وغيرك من الأمة عليه، وتحت سيادة الباطل وانتشار الفساد تتعبد الله أنك مسكت على ما تبقى من دينك، وأصبحت تنظر إلى ما تبقى من عمرك يوما بعد يوم يمر لتقول في الأخير: هذه دنيا وإن شاء الله ينتهي كل شيء ثم ندخل الجنة عندما نحشر بين يدي الله.

ما يدريك؟ ربما لا يكون بينك وبين الجنة أي صلة، ربما لا تكون ممن يسير على طريق الجنة لأنك من جئت لتجزئ طريق الجنة الذي هو الصراط المستقيم فتصنع فيه العقبات، تلك التشريعات التي جعلتها مستحيلات، ذلك الهدى الذي جعلته بعيد التأثير، أنت هنا شقيت طريقا للجنة لا تصل بك ولا بالآخرين ممن يسيرون عليها إليها، طريقا مليئة بالمستحيلات، ومن الذي سيصل الغاية عن طريق المستحيلات؟. هل أحد؟. هل المستحيل يؤدي إلا إلى المستحيل؟.

حينئذ يجب علينا جميعا أن نراجع أنفسنا وأن ننظر إلى دين الله نظرة صحيحة، إنها شريعة سمحة، إنها شريعة كلها تحت قول الله سبحانه وتعالى: { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (185) سورة البقرة . { مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم فيْ الدَين مِّنْ حَرَجٍ}. لكن أسأل كثيرا من المتعلمين كم ستطلع لك في قائمة الحرج من أشياء كثيرة فترى نفسك من يغمض عينيه إذا ما مر بقول الله سبحانه وتعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (185) سورة البقرة يريد بنا من خلال ماذا؟ من خلال هديه، من خلال تشريعه، وهو هو من قال للمؤمنين بأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها لا يكلف نفسا إلا ما آتاها، لأنه هكذا الإنسان عندما ينظر إلى التشريعات ينظر إلى نفسه فيرى أنها صعبة بالنسبة إليه ، أنت عندما تنظر إلى نفسك النظرة الأولى انظر إلى دين الله بأنه للأمة ، انظر إلى دين الله وهديه بأنه تشريع مترابط، ثم انظر إلى نفسك في الأخير سترى بأنك لم تكلف أنت شخصيا إلا ما فيه سعة.

نحن مثلا، من في هذه القاعة، ألسنا نرى أن بإمكاننا أن نتوحد؟. ما الذي يمنعنا على أن نتوحد؟ هل هناك قرار دولي يمنع مجاميع معينة عن التوحد؟ هل هناك قانون يقضي بعقوبة على من يتوحدون؟. حينئذ نقول: أن بإمكاننا أن نتوحد، أليس سهلا؟ أليس يسرا؟ وهكذا بقية تشريعات الدين.

هو من يقول للمؤمنين أيضا أو يعبر عن لسان حالهم أنه هكذا في واقع إيمانهم تكون نظرتهم إلى الدين بأن كل تشريعاته وهديه وأحكامه هي مما فيها سعة على أنفسنا، حتى تلك التي أصبحنا الآن وعلى مدى زمان طويل ننظر إليها أنها من ضمن المستحيلات، ومن ضمن ما لا يطاق، المؤمنون هكذا يقولون ويعتقدون {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} (286) سورة وهم يقرؤون أن الله كلفهم بالجهاد في سبيله أليس كذلك؟ هم يرونه مما في وسعهم أن يعملوه كيف؟ هم ينظرون إلى الدين أنه عندما شرع الله هذا المبدأ المهم كم شرع له من أشياء مهمة هي في متناول الناس يصبح واقع ذلك المبدأ يصلون إليه تلقائيا بل يشتاقون إليه فلا يشعرون بحرج إطلاقا وهم ينطلقون فيه، ألم يكن الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله والإمام علي عليه السلام ونبذة من أولئك الذين يعرفون الدين أكثر مما نعرف، كانوا ينطلقون في ميادين الجهاد في سبيل الله بنشوة وارتياح وسرور، ألم يكونوا يتسابقون في ميادين الجهاد؟.

هو هذا الدين، هي تلك النظرة التي جعلتهم يفهمون أن كل شيء في هذا الدين لا يخرج عن السعة التي تطيقها أنفسنا بل تشتاق لها أنفسنا، أليست العبادات أليست كل أحكام الله عند أوليائه لها مذاقها ولها قيمتها؟. يرتاحون لها. ألم يكن الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله يقول: ((وجعلت قرت عيني الصلاة)). وهكذا في بقية العبادات لا يشعرون بحرج من خلال فهمهم لعظمة هذا الهدى، من خلال فهمهم للأثر العظيم لهذا الدين، من خلال فهمهم أنه يسر كله، أنه لا حرج فيه كله، فتكون نظرتهم إليه نظرة المشاق، نظرة المرتاح، نظرة من يشعر بالسرور وهو ينطلق في أي ميدان من ميادين العمل بهدي الله وتطبيق أحكامه.

الله أكبر/الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود/النصر للإسلام

وهكذا هم أيضا يؤمنون بالجزاء ، والجزاء لكل نفس فتطمئن كل نفس بأن جزاء عملها لا يضيع وإن كانت واحدة من آلاف المنطلقين في ذلك الميدان العملي لتطبيق أي حكم من أحكام الله، والسير على أي هدى من توجيهاته وإرشاداته، إيمانهم بالجزاء، والجزاء الذي جاء في القرآن مؤكدا ومكررا الجزاء الحاسم {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}, فينطلقون في أعمالهم من منطلق الثقة بالله سبحانه وتعالى أن أعمالهم لا تضيع ، من منطلق خوفهم من الله أن كل تقصير منهم عليهم محسوب ومرصود {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فهم ينطلقون بدون أي تقصير.

ومع ذلك يطلبون من الله سبحانه وتعالى أن لا يؤاخذهم على تقصير يحصل منهم أو سيئة يقترفونها في حالة خطأ أو نسيان {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (286) سورة البقرة. أما نحن فنتعمد الترك، أما نحن فنتعمد التقصير.. فأين نحن من أولئك الذين هم بعيدون جدا عن أن يحصل منهم تقصير متعمد؟. أن يحصل منهم اقتراف لسيئات أو عمل لمعاص بتعمد، بل هم من وصل بهم الأمر إلى أن يخافوا من أن يحدث منهم شيء في حالة خطأ أو نسيان، وهم يؤمنون أيضا بأن الخطأ والنسيان – وإن كان معفواً عنه فيما يتعلق بالجزاء الأخروي- فإنما يحدث من الإنسان ولو على سبيل الخطأ والنسيان في واقع الحياة قد يكون له أثره {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (286) سورة البقرة..

أليست هناك آية تقضي بأن ما حصل من الإنسان خطأ لا يؤاخذ فيما يتعلق بالجزاء الأخروي؟. {ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} جناح. هناك من المفسرين من يقول: بأن خطيئة نبي الله آدم كانت على سبيل النسيان وكانت على سبيل التأويل أي وقع فيها خطأ ونسيانا، نحن حتى لو سلمنا بأنها كانت على هذا النحو، ألم يعرض الله لنا بأنه حصل الأثر السيئ لتلك الخطيئة بالنسبة لآدم نفسه؟. ألم يشق؟ ألم يطرد من الجنة؟ ألم تنزع عنه وعن زوجته ملابسهما؟. شقي فعلا حتى وإن كان الله قد تاب عليه فيما يتعلق بالمؤاخذة في الآخرة أو بالمؤاخذة على أوسع نطاق ممكن أن يستحقها لاقترافه تلك الخطيئة ..

إذاً وحتى لو قلنا بأن المعاصي أو التقصير الذي يحصل منا على سبيل الخطأ والنسيان فإن أثره في الحياة لا بد أن يقع، أو لسنا الآن نعمل على أن نكتشف أخطاءنا؟. ونكتشف ما ضيعنا من أعمال وقصرنا فيها؟. ونحن ناسون بأنها واجبة علينا، أو أن علينا أن ننطلق فيها؟ أليس هذا هو ما نعمل؟ ثم أليس الواقع؟ أليست الساحة تشهد بأن آثار تقصيرنا قائمة؟ أن مساوئ الوضع الذي نحن فيه هو آثار لذلك التقصير على الأعمال التي كان يجب علينا أن ننطلق فيها وعلى الأمة أو حتى على جزء من الأمة أن تنطلق فيها؟. ولكنها ابتعدت لخطأ أو نسيان، ألم يكن الكثير منا ناسين أن هناك أشياء مهمة؟. بل كنا ناسين أننا نعيش في وضع سيئ، أليس كذلك؟ هناك خطأ، هناك نسيان، لكن هل أننا لم نؤاخذ على خطئنا ونسياننا؟. نحن مؤاخذون عليه وقد أوخذنا فعلا عليه، أليس المسلمون الآن تحت أقدام اليهود والنصارى؟ أليسوا مستضعفين؟ أليسوا أمة – الآن – مستكينة ،مستسلمة خاضعة ،ذليلة ،جاهلة ،ممزقة؟ الأمة هذه التي هي مكونة من آلاف من مجاميع البشر من الناس المساكين الناسين لما يجب عليهم أن يعملوا، أليس هو هذا الواقع؟.

المؤمنون يبحثون عما يجب عليهم أن يعملوه، ويخشون من أن يقصروا خطأ أو نسيانا؛ لأنهم يعلمون أن هناك مؤاخذة على الخطأ والنسيان في واقع الحياة.

وأحيانا قد تكون المؤاخذة على الخطأ والنسيان توصلك إلى ترك متعمد لحق، توصلك إلى دخول في باطل متعمد، أو توقعك في ضلال بل توقعك في كفر من حيث لا تشعر {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم يردوكم بعد إيمانكم كافرين} ألسنا في مسيرة أن نرتد بعد إيماننا كافرين؟. ونحن ناسون، ونحن مخطئون لا ندري ماذا يجب علينا أن نعمل؟ ولا نعرف ماذا ينبغي أن نعمل بل ناسين تماما، لماذا ناسين لأن نفكر في ماذا ينبغي أن نعمل؟. فقد يصل الناس إلى درجة الكفر أثرا للمؤاخذة على نسيانهم نسوا وتناسوا وأخطئوا وتجاهلوا فأصبح واقع على هذا النحو، واقع سيكون هم ضحيته عندما يرون أنفسهم يساقون إلى مواقف باطلة.

أولسنا الآن يطلب منا أن نسكت عن أمريكا وعن إسرائيل؟ من الذي شجع أولئك أن يطلبوا من المسلمين أن يسكتوا؟ سكوتنا عن العمل ونحن في مرحلة النسيان لما يجب أن نعمل، لما يجب أن نفكر فيه، لما يجب أن نعمله، أصبحنا نرى أنفسنا يطلب منا قسرا أن نسكت عن أمريكا وعن إسرائيل، أن نسكت عن لعن اليهود والنصارى أن نسكت عن فضح حقائقهم وفضح تضليلهم وفضح ما جنوه على هذه الأمة.. المؤمنون حذرون جدا.

لكن مما جني علينا نحن طلاب العلم أن فهمنا بأن الخطأ والنسيان معفو عنه ولم يقل لنا أولئك بأن الخطأ والنسيان ستبقى المؤاخذة عليها في واقع الحياة على هذا النحو.

الله أكبر/الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود/النصر للإسلام

{رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (286) سورة البقرة. أما نحن فالمتعمدون، أليس كذلك؟ بل ربما قد يكون فينا – والله أعلم – من لا يزال مصرا على أن لا يكون له أي عمل، أليس هذا تركا متعمدا؟. إذاً افهم من خلال هذا مقدار إيمانك، الإيمان الذي بدأ بالرسول صلوات الله عليه وعلى وآله أنه إيمانك وبدأ بالإيمان بالله، وسارت على هذا النحو معالمه، معالم الإيمان هي على هذا النحو، أولئك المؤمنون الذين يخافون أن يقع منهم تقصير على سبيل الخطأ والنسيان أما تعمدا فهم يرونه في أنفسهم بعيدا جدا جدا عنهم، ممن يرون أنفسهم من غير المحتمل أن يقع منهم تعمد لتقصير أو اقتراف معصية.

{ربنا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} (286) سورة البقرة. نحن مؤمنون بأن الله –فيما يتعلق بالشرائع- لا يكلف نفسا إلا وسعها، ما كلف عباده إلا ما فيه سعة لهم.

لكن قد تبرز هناك أحمال كما حصل على بني إسرائيل {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا} كانت هناك مراحل ما زال التشريع فيها قائما فكان بسبب تقصيرهم في مجال ما ، يكونون جديرين بأن يحملوا أحمالا ثقيلة تشريعية، لكنها تسجل في قائمة الاستثناءات وليست هي السنة الإلهية الثابتة في التشريع، وهكذا ألم يحرم عليهم الاصطياد يوم السبت؟. ثم تظهر الحيتان يوم السبت، أليس هم سيرون أنفسهم في حالة من الضيق والحرج وهم يرون السمك يوم سبتهم شرعا فوق سطح الماء ويوم لا يسبتون لا تأتيهم، من هذا الأحمال تأتي.

كيف قد تكون الأحمال بالنسبة لنا وملف التشريع قد أقفل فلا نبي يبعث من جديد محمد صلوات الله عليه وعلى وآله هو خاتم النبيين؟؟.

قد يكون في نتائج تصبح أنت ملزم بها أو ترى نفسك داخل في باطل وترى نفسك في ضلال، مثلا: من المعروف أنهم يقولون: بأن الناس إذا لم ينطلقوا في ميدان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تصبح وضعية البلد الذي هم فيه فسقا ظاهرا أو كفرا، عصيانا ظاهرا لله سبحانه وتعالى يغيب في أجوائه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فترى نفسك أو ترى هذه المجموعة نفسها مقصرة في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ترى نفسها عاجزة عن أن تعمل شيئا حينها سيجب على كل واحد أن يرحل من بيته وماله ويغادر إلى منطقة أخرى، الهجرة: أليست هذه من أصولنا أيضا؟ الهجرة. في الدين ما يشكل ضغطا بالنسبة للناس في ما إذا قصروا، وسائل ضغط، نتائج ثقيلة في الأخير، تقصيرك أنت الآن وتقصيري وتقصير هذا وتقصير الرابع عن أن تجتمع كلمتنا، وتتوحد كلمتنا، ويتوحد صفنا لننطلق جميعا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل ما نملك، سأرى نفسي وترى نفسك في وضعية تفرض علينا أن نغادر بيوتنا ونغادر أموالنا.

نقول لأولئك الذين يبخلون بجزء بسيط من أموالهم في سبيل أن تحيا أمة أو أن تؤهل أمة لتكون قادرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيجدون أنفسهم في يوم من الأيام في مرحلة عصيان كامل أن تبقى في بيتك ومالك، فإما أن تنطلق لتضحي بنفسك وأنت ترى بأن تلك العملية قد تقوم بها وليس لها تأثير يذكر ..

ألسنا نرى الفلسطينيين الآن يضحون بأنفسهم أحيانا رجالا ونساء عملية في وسط السوق، عملية داخل شاحنة، وغالبا ما تكون ضد مواطنين يهود، أي ليس لها أثرها الكبير وإن كانت عملية شجاعة وعملية مهمة لكن لاحظ من هو الضحية؟. هم في الغالب ليسوا أولئك العساكر، ليسوا أولئك الجنود الذين هم درع الدولة الصهيونية، الذين هم وسيلة الظلم، الذين هم يقومون بتلك المجازر، لا يستطيعون أن يصلوا إلى معسكراتهم، لا يستطيعون أن يصلوا إلى ثَكَنَاتهم، أعمال فردية لا يستطيعون أن يتكونوا ولا بشكل مجاميع ولو على أقل تقدير إلى مائة شخص إلى خمسين شخصا، هل هناك من يمكنهم من هذه؟. لا ... قد ينطلق بمفرده ثم ليس بإمكانه أن يصل ثكنة عسكرية في أغلب الأحوال فيفجر نفسه هناك في هذا الشارع أو في ذلك السوق، فليقتل ما يقتل، سيقتل لكن هل هناك نكاية حقيقة ومؤثرة جدا بالعدو؟. لا.

قد يرى الناس أنفسهم في وضعية كهذه فإما أن تفجر نفسك لتقول لله ها أنا قد أعذرت، وما يدرينا لعله لا يقبل منك حتى حالة كهذه؟. لأنك فرطت يوم كان العمل اليسير سيترك أثرا كبيرا في نصر الدين، وفي القضاء على المنكر، وفي سيادة المعروف، فتنطلق لتفجر نفسك أو تقيم على فسق، على ضلال، وأنت تعلم أنه واجب عليك أن تهاجر فتترك بيتك ومالك، أو أن تنطلق في حمل ثقيل لتنزع نفسك من مالك وبيتك لتغادر إلى منطقة أخرى، أليس هذا حمل أولئك الذين يستثقلون ألف ريال في سبيل الله، سترى نفسك في واقع من هذا النوع إذا لم تنطلق، أم أن الفساد يقف عند حد؟. أم أن الظلم يقف عند حد؟. لا ... الفساد لا يقف عند حد، الظلم لا يقف عند حد إذا لم يوقفه المؤمنون بأيديهم، أو ننتظر الظالمين أو ننتظر الفاسقين هم من يوقفون الفساد والظلم، لا ...

إذاَ سيصل بالناس الحال إلى أن يروا أنفسهم أمام أحمال ثقيلة في ميدان العمل، ينطلق ليفجر نفسه فلا يرى أن هناك نكاية شديدة في العدو، أو أن يخرج من بيته وماله فتكون الأعمال مجهدة وتكون الانطلاقة لتبتعد عن مالك وعن عمارتك عن مزارع القات عن مزارع البن عن العمارة الجميلة فتغادرها وترى نفسك ملزما بأن تهاجر عنها وتتركها، أليس هذا حملا ثقيلا؟.

سيكون ثقيلا فعلا، ولكن سيكون حينها لا مناص منه، واحد من اثنين: إما أن يكون مسكنك أحب إليك من الله ورسوله وجهاد في سبيله، أو تنطلق لتجاهد في مرحلة ليس معك أحد ولا تستطيع أن تقوم بعملية مع مجموعة بسيطة من زملائك، بل لا تستطيع أن تُكَوِّنَ مع الآخرين جيشا ولا كتيبة واحدة.

ثم ما هو العمل الذي ينكي بالعدو؟ إن أردت أن تتكلم كمموا فمك وضربوك وداسوك، وتكون أنت من تتكلم وحدك ولا ينفع كلامك، ترى نفسك أنه لا مجال وليس هناك أي وسيلة أخيرة إلا أن تربط نفسك بالمتفجرات ثم تنفجر، تنفجر بكل ما تعنيه الكلمة غيضا وتنفجر ألما على ما ضيعت وتنفجر حيث ترى أنه لا وسيلة غير هذا الانفجار لتعمل ما يمكن أن يكون له أثر ولو بسيط في العدو، أنت تركت يوم كانت الكلمة الواحدة يمكن أن يكون لها أثر عمليات متعددة من هذا القبيل في مرحلة كتلك المرحلة المظلمة.

الكلمات في مراحل معينة هي من تفجر أوضاعا، هي من تهز عروش ظالمين، هي من تبني أمة، لكن ستجد نفسك – أنت المؤمن المقصر – في مرحلة لا تستطيع أن تقول كلمة فلا يكون أمامك إلا هذا العمل أن تفجر نفسك أو تترك بيتك ومالك وتغادرها إلى حيث يكون هناك أجواء بعيدة عن أجواء البلد الذي أنت فيه.

الله أكبر/الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود/النصر للإسلام

{رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} (286) سورة البقرة. أبعدنا يا إلهنا عن أن يكون في أعمالنا في تقصيرنا في تفريطنا ما يجعل النتيجة أن نتحمل أوصالا شديدة وثقيلة.

{ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} حتى فيما يتعلق بالابتلاءات، الابتلاءات نفسها التي قال الله عنها: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} كثير من الابتلاءات –في علم الله- قد يستطيع الناس أن يتفادوها فيما إذا انطلقوا بإخلاص وجد واستجابة لله ولرسوله في علم الله، حيث ينفع الدعاء، ألسنا نسمع أن رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله يقول: ((الدعاء يرد القضاء)). لكن الدعاء في مرحلة لا يستجاب لا يرد قضاء، وقد يكون القضاء من جانب الله بشكل ابتلاءات بشكل عقوبات، كثيرا كثيرا يتردد ويتكرر، متى ما صحح الناس أوضاعهم مع الله ورجعوا إلى الله وانطلقوا في الأعمال التي ترضيه كاملة حينها سينفع دعاؤهم، حينها سيكف الله سبحانه وتعالى كثيرا من العقوبات التي كانوا يستحقونها ويستحقها أمثالهم بسبب تقصيرهم.

{رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} (286) سورة البقرة. نحن مؤمنون بأن الله لا يحملنا في ميدان التشريع ما لا نطيقه، بل المجال أيضا مجال التشريع من جديد قد أقفل بموت رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله خاتم النبيين، هل هناك احتمال أن تضاف تشريعات قاسية؟. هل يحتمل أن يكون هناك توبة بالنسبة لنا تفرض من جانب رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله أن نقتل أنفسنا؟ ألم تكن توبة بني إسرائيل بعد أن عبدوا العجل أن يقتلوا أنفسهم؟. قتل أنفسهم في قضية عبادتهم العجل، كانت توبتهم أن يقتلوا أنفسهم فانطلقوا ولا خيار أمامهم إلا هذا أن يقتلوا أنفسهم، هذا من تحميل ما لا يطاق، لكن ليس كتشريع ضمن السنة التشريعية الإلهية إنما هذه الأحمال التي كان سببها من عندك أنت، فأنت الذي حملت نفسك.

{رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ} (286) سورة البقرة. المؤمنون حريصون جدا على نجاة أنفسهم. بعد أن قالوا: سمعنا وأطعنا هم يعلمون بأن كل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، وكثير من الأعمال تنطلق من الإنسان حتى على سبيل الخطأ والنسيان، وكل عمل هم يرون أثره سيئا، فهم يحرصون جدا على أن يبحثوا عن نجاة أنفسهم من عقوبات أعمالهم التي يقترفونها سواء عمدا أو خطأ أو نسيانا فيدعون الله ويطلبونه بكل المجالات التي تحقق لهم النجاة {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ} (286) سورة البقرة. المهم أن تنجينا من عقوبات أعمال نقوم بها ونقترفها على أي سبيل كانت عمدا أو خطأ أو نسيانا، اغفرها سواء من باب عفوك أو من باب رحمتك أو من باب مغفرتك {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ} (286) سورة البقرة. ألم يطلبوا الله من كل المجالات ومن كل الأبواب أن يتجاوز عنهم؟ هذا ينبي عن شدة حرصهم على نجاة أنفسهم فهم يطلبون من الله من كل الأبواب عسى أن يحصل التجاوز من هنا أو من هنا أو من هنا.

{وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا} (286) سورة البقرة. أنت وحدك مولنا ولينا ولي أمرنا من له الأمر فينا من له الاختصاص تدبير أمرنا وشؤوننا ، أنت ملكنا أنت إلهنا أنت وحدك مولانا ، مولانا هنا بمعنى ولينا ولي أمورنا من إليه نرجع ، ومن به نرتجى ، ومن منه ننتصر ونطلب التأييد ، ومن بهديه نهتدي ، ومن له وحده نذعن ، ومن بحكمه وحده نرضي ، ومن له وحده نستجيب .

{ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (286) سورة البقرة. أليس أنت مولانا تنزل لنا المطر وتبارك لنا الأرزاق ، تعمل معنا هكذا أصبح واقعنا نريد من الله أن يعمل معنا يهيئ الأشياء التي نحن بحاجة إليها ولا نستجيب له ، ولا نؤمن به أيماناً فعلاً عمليا بأنه مولانا ، ولا ننطلق في ميادين المواجهة لأعدائه ، أما المؤمنون فهم قالوا هذه من واقع الشعور بالحاجة ، وهم لم يدعوا فقط لأن لأن ينطلقوا في ميادين المواجهة بل هم في ميادين المواجهة مع أعداء الله ، هم في مواجهة مع أعداء الله لهذا كان دعاءهم دعاء من يعمل ، دعاء من يعمل في ميادين المواجهة {أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (286) سورة البقرة. .

وهكذا المؤمنون يدعون الله سبحانه وتعالى وهم في ميادين العمل وليس في زوايا بيوتهم ولا في زوايا مساجدهم بعيدين عن واقع الحياة ، بعيدين عن الأعمال التي لا بد إن ينطلقوا فيها كما أمر الله سبحانه وتعالى .

المؤمنون يدعون الله دعاء من يؤمن بأنه هو وحده وليه {أَنتَ مَوْلاَنَا} (286) سورة البقرة. أنت مولانا ، وها نحن في ميدان المواجهة لأعدائك {فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، هكذا هو دعاء المؤمنين .

من هذه الآيات تعرفنا على ما يتعلق بالإيمان برسله والذي كان نريد أن يكون هو موضوع هذه الجلسة ولكنها طالت يمكن إنشاء الله أن نتعرض لها في الأسبوع المقبل في ما يتعلق بالمقارنة في واقعنا بين ما عرضه القران الكريم عن أنبياء بني إسرائيل وبين ما عرضه عن اليهود والنصارى من خبثهم ، وخبث نفسياتهم لأننا في واقع الحال بين هذين الخيارين : إما أن نقتبس من نفسيات أنبياء بني إسرائيل أنفسهم ، أو أن نقتبس من بني إسرائيل الحديثين الذين يسعون في الأرض فساداً فنرى في الأخير الروحية التي نحملها هل هي روحية موسى وعيسى وسليمان وداوود وإبراهيم وغيرهم من أنبياء بني إسرائيل ؟. أم أنها روحية المفسدين في الأرض ؟. على أساس أن نتلمس الفارق ، نضع أقدامنا على الطريق الصحيح لأنه ليس هناك – فيما أعتقد – واحد منا يرضى أن يصير على طريقة قارون أو شارون ، وأن يكون من يصنع ثقافته ونفسيته قارون أو شارون ، أو أن يكون ممن يصنع نفسيته موسى ، أليس كلنا نؤمن بموسى ؟. في حياة نبي الله موسى الكثير من العبر وترددت قصته كثيراً في القرآن الكريم ، وربما مما يمكن أن نفهمه من خلال الحديث الكثير عنها عن قصة موسى وفرعون ، أنها هي القضية التي ستبقى لنا علاقة بها مستمرة ليقال للمسلمين في ما بعد : أولئك الذين يدعون أنهم أتباع موسى وعيسى هم من يسعون الآن في الأرض فسادا وعلى امتداد تاريخكم أولئك أنبياؤهم فأنتم بين خيارين تعرفوا على أنبيائهم وتعرفوا عليهم ،على أولئك المفسدين في الأرض منهم ثم اختاروا أنتم ، ثم قيموا واقعكم أنتم ، ثم انظروا أنتم أيهما أكثر تأثيرا في نفسياتكم هل إبراهيم وموسى وعيسى الذين هم مسيرة واحد وروحية واحدة مع محمد صلوات الله عليه وعلى وآله ؟ أم أولئك الذين يسعون في الأرض فساداً ؟.

وفعلاً سنجد أننا نمشي وراء الذين يسعون في الأرض فساداً حكومات وشعوب وأننا نرمى بأولئك الأنبياء العظماء الذين من بني إسرائيل بدءاً بإبراهيم جد بني إسرائيل وجد الأنبياء من بني إسرائيل إلى أخر نبي من أنبيائهم .

إنشاء الله سنتعرض لهذا الموضوع في الأسبوع المقبل .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المؤمنين الواعين المستبصرين ، المستقيمين وأن نكون من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....