الأربعاء، 11 يونيو 2008

حرف سفيان.. مقبرة الأحياء منذ قيام الثورة وحتى قيام "الحوثي"

لم يسمع بها أحد إلا بعد أن دمرتها الحرب


كتب / أسامة حسن ساري
osama_sar@hotmail.com

المقدمة:
الإفراط في استخدام القوة لإثبات حضور القانون وفرضه على المواطنين دون القادات والمسئولين، لامتلاك الأخيرين حصانة أمام القانون والدستور.. أصبح ديدناً سلطوياً يعزف النظام على أوتاره المتفجرة في مختلف المواقف.. ذلك ما تعكسه مشاهد الدمار والحرب القائمة في "حرف سفيان".
كان بإمكان النظام إثبات مصداقيته، وردم فجوة الثقة القائمة بينه وبين عامة الناس في "سفيان" وغيرها من مديريات البلاد.. من خلال استخدام أوراق أخرى في اللعبة السياسية القذرة، بدلاً من إزهاق الأرواح وتضييع المصالح الوطنية.
خذوا لمحة عن مديرية "حرف سفيان" التي خرجت من رحمها وترعرعت منسجماً مع آلامها وآهاتها.. لتعرفوا طبيعة الحضور الذي سجله النظام فيها منذ قيام الوحدة اليمنية وحتى اليوم.. لن نتحدث عن ما قبل الوحدة لأن النظام لا ينكر انشغاله عن التنمية و الإعمار والبناء آنذاك بتثبيت الحاكم على الكرسي وزمرته ، والتخطيط تحت مظلات شعارات ومسميات زائفة لاغتصاب الوحدة.


بعد عام 1990م كانت سفيان كغيرها ضحية أهداف الثورة التي تم إجهاض نموذجيتها ووطنيتها والاحتفاظ بمكاسبها الشخصية.. ثم ضحية لحرب صيف 1994م.. كونها المقعد البرلماني الوحيد في المحافظات الشمالية للحزب الاشتراكي في انتخابات 1993م، لذا غربلتها الأحداث وانتصارات معسكرات النظام على الشعب.. وصنفتها ضمن قائمة المنفيين "المغضوب عليهم".. وورَّث النظام حقداً قارساً تجاه "سفيان"، عكس نفسه على مسارات وانحرافات برامج التنمية في المديرية عامة.. حرمان شامل من مختلف المشاريع الخدمية والتنموية وحتى على مستوى أبسط مقومات الحياة، كالتعليم والخدمات الصحية.. لا شيء باستثناء مدرسة ومركز صحي تم بناؤهما من قبل الحكومة السعودية قبل قيام الوحدة.

• أخفقت مساعي أبناء وقبائل سفيان لاستخراج مشاريع تنموية أو خدمية، وفرض عليهم أن يكونوا فقط عسكر على قاعدة "خليك في البيت".
لم يكن أمام أبناء سفيان الساخطين على نظام صادر حقوقهم وحرمهم من العدالة والمواطنة المتساوية، إلا الخضوع لنتائج الانتخابات النيابية في 1997م ليصعد مرشح المؤتمر إلى البرلمان بقاعدته الشعبية الضحلة.. ذلك ما أكده أحد أبناء سفيان المعاصرين "خالد محسن".. وحسبه أيضاً.. لجأ المؤتمر في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التالية لانتخابات 97م إلى تزوير أكثر من 8 آلاف بطاقة انتخابية وهمية بحيث أصبح الواحد من أبناء سفيان يملك ما بين 5-10 بطاقات انتخابية بأسماء وهمية وصورة شخصية مقتطعة من الجرائد والمجلات العربية والعالمية.. أي أن كبار الكتاب والسياسيين ونجوم السينما والطرب ورجال الأعمال العرب، يعتبرون ناخبين في حرف سفيان.


**خدمات للابتزاز**

حضور النظام في "سفيان" لم يبن على ثقة قوية أو قاعدة شعبية حقيقية.. بسبب سخط أبناء المديرية من سوء اختيار النظام لـ"ممثليه" في حرف سفيان.. يختار شخصيات ليس لها ثقل اجتماعي.. فهم - كما قال مقبل صالح عاطف – مسئولون "بمستوى يقرأ ويكتب.. ويغتسل في كل مناسبة عيدية".. وشخصيات نيابية وفي المجالس المحلية تحرص على تسخير الوقت والجهد لإخراج مشاريع مياه ومدارس وطرقات لمناطقهم - التي تبعد عن مركز المديرية ومناطق الكثافات السكانية عشرات الكيلومترات - فقط وكأنهم لا يمثلون مديرية كاملة.. باستثناء مشروع مياه لم ينجز بعد، وتعرض للدمار بأسلحة الجيش في مدينة الحرف.. وأيضاً شبكة اتصالات الهاتف الثابت يتم توزيع خطوطها - كما قال عاطف - بصورة نخبوية ولمن يدفع "حق ابن هادي".. وكذلك مولد كهرباء عملاق بإدارة غير حكومية تم توصيل شبكته الكهربائية إلى كل منزل في المدينة باشتراك دخول يربو على 25 ألف ريال من كل مواطن..وفاتورة شهرية اجتهادية وليس اعتماداً على قراءات العداد .. لكن لمدة عام فقط.. ثم بدأت مسيرة الابتزاز والاستغلال السيئ للخدمة.. كل ثلاثة أشهر يتعطل مولد الكهرباء بدون سبب، وكي يعود للعمل ينبغي أن يدفع كل منزل "خمسة آلاف ريال" ويجمعون ما يعادل قيمة ثلاثة مولدات عملاقة.. وهكذا لمدة ثلاث سنوات استمر وضع الكهرباء بابتزاز فصلي.. ثم سنة من التوقف التام، حتى تم جمع قرابة مليون ريال من المواطنين إلى جانب تبرع الحكومة بمليون ريال لإصلاح المولد وتم استلام المبلغ ولم يتم تسليم الطاقة للمواطنين.


**المؤتمر "يزيد الطين بلَّة"**


90% من قرى وعزل مديرية "سفيان" لا تعرف المقصود من خدمات الدولة.. والأسوأ من ذلك أن المؤتمر الشعبي "زاد الطين بلَّة" في انتخابات المجالس المحلية حين بسط على محلي المديرية مرشحوا المؤتمر رغماً عن أنوف البسطاء و70% منهم " أميون أو يقرأ ويكتب " لا يفقهون معنى التنمية والمصلحة العامة.

• إلى وقت قريب كنت اعتبر حرف سفيان مقبرة الأحياء.. ومشائخها عندما يدخلون إلى صنعاء للمراجعة فليس إلا لهثاً وراء المعاشات، لأن معاملة المشاريع الخدمية قالت لهم السلطات أنها ليس من اختصاصهم بل من اختصاص المجلس المحلي.. أو عندما يقابلون رئيس الجمهورية سواء باستدعاء من قبله أو بملاحقة من قبلهم تستمر عدة أسابيع وتتأجل لـ 4-5 مواعيد.
وعندما يقابلونه - كما يقول ماجد محمد صالح - يزيِّن لهم الشيطان مصالحهم الشخصية فيحققها الرئيس.. وتتأجل مصلحة المديرية.. وهكذا.. والفجوة بين النظام وبين عامة أبناء سفيان قائمة.. والانتماء إلى الحزب الاشتراكي أو الرفض وعدم الاعتراف بالنظام الجمهوري هو السائد في اتجاهات معظمهم إلا ذوو المصالح الخاصة والربحية.
يقول "ماجد" أن حرف سفيان مقبرة أهلها منذ عقود.. واليوم أصبحت مقابر جماعية لأهلها بفعل القصف الشديد بالمدفعيات وسلاح الجو وضراوة الحرب..

ولأن الرئيس يمنّ – دائماً- على الوطن والمواطنين.. ويذكّرهم ببطولاته وما يقدمه لهم من هبات وصرفيات ومشاريع لمناطق دون أخرى..متناسياً أنه ملزم بذلك قانوناً وليس له فضل على أحد.. إعتقد أن مشائخ وأبناء سفيان سيذكرون فضله النخبوي عليهم.. فأطلق العنان للجيش ليحرق الأخضر واليابس فدمرت مدينة الحرف عن بكرة أبيها ويدمرون حالياً ثلاث قرى أخرى مجاورة للمدينة بذريعة القضاء على أنصار الحوثي.

والمشائخ لم تتضح مواقف بعضهم من طرفي الحرب.. وربما ذلك ما دفع الرئيس في اتصال لأحدهم قال فيه :" أنتم عين على اللحمة وعين على المرق".. بمعنى تنتظرون المنتصر لتأكلوا من إنائه.. إلا أنهم يرون أن الرئيس هو الجاني على نفسه بسبب انفلات النظام وعدم ضبط المفسدين إذ يدفع المواطنين للوقوف في صف الحوثي وتفضيله على الاستمرار في تجرع مرارة الوضع البائس.. نتيجة مصادرة النظام لحقوقهم وإجهاض مشاريعهم الخدمية والتنموية من استراتيجيات التنمية وخططها مما يجعلهم يستشعرون بنظرة النظام القاصرة نحوهم كأنهم من كوكب آخر..
فمن خلال أحاديثي مع بعض أبناء المديرية اتضح أن سؤ اختيار النظام لممثليه في المديرية هو سبب تفشي الظلم واستغلال المصالح العامة واستثمارها من قبل المتزلفين ومسئولي المديرية الحاصلين على مؤهلات عالية في الأنانية و حب الذات.. وأكد معظم أبناء المديرية أن أيادي ممثلي النظام فيها لعبت بمكر شديد لتفجير الوضع في الحرف طمعاً في تحقيق مصالحهم الضيقة.
وباستثنائهم فإن جميع وجهاء وأبناء سفيان تتمزق قلوبهم حسرة وكمداً بسبب إقدام الجيش على تدمير مدينة الحرف ومحوها من خارطة اليمن دون وضع اعتبار أو أهمية لسكانها الضعفاء والفقراء.


***المشائخ.. والرئيس***

ما علمته يوم الجمعة الماضية من مصادر مطلعة ومقربة من رئيس الجمهورية - فضلوا عدم ذكر أسمائهم - أن الفندم "الرئيس" اتصل بالشيخ بكيل حبيش يؤنبه على التهاون وعدم الوقوف بجدية - رغم أن آل حبيش خسروا أحد مشائخهم في الحرب وفتحوا الطريق للجيش إلى مدينة الحرف - فقال له الشيخ حبيش:
"يا فندم أنت اخترت شخصيات تمثلك ووثقت بهم وأوهموك أن الأمور مسيطر عليها وهادئة.. ونحن حذرناك منذ وقت مبكر من أن سفيان بنسبة 80% حوثيون لأنهم ساخطون ثم قدمت لنا وعود كاذبة".
ومن خلال بعض عقال قبائل سفيان علمت أن الرئيس بعد أحداث حرب "مران" عام 2004م اجتمع بمشائخ سفيان وحرص على شراء ولائهم لحماية بلادهم.. واعتمد لهم مقابل ذلك 500 اسم عسكري يسمونها ويستلمون رواتبها كيفما شاءوا.. ولكن إرادة الله تدخلت ليبقى أبناء سفيان أحراراً وغير خاضعين للمزايدات.. فما كان من ممثلي النظام في المديرية إلا أن سعوا لمحاولة استثمار هذه الأسماء وعرقلتها - رغبة في الاستيلاء عليها دون غيرهم - فهبط العدد إلى 200 اسم، مع ذلك لم تنجح المساعي وخسروا كل شيء.

علَّق على هذا أحد أبناء المديرية الحاج يحيى محمد سالم قائلاً: "كيف لا يسخط المواطنون البسطاء ، وهم مرميون في بؤر الجوع والحرمان".. وحتى على مستوى أكثر من ألف اسم في الشؤون الاجتماعية تم توزيعها لمن لا يستحقها.
والتعليم يضم مجموعة مدرسين بمؤهلات "التعليم عن بُعد" بعضهم لا يستطيع قراءة الفاتحة بشكل جيد.. والخدمات الصحية نهب وسلب وفساد ومخالفات قانونية في فتح صيدليات وعيادة لصالح مسئولي الصحة في الحرف، واستثمار شخصي للمشاريع والخدمات - كما يؤكد علي البروي-.
* فكيف لا يسخط المواطنون يا أفندم؟!.. فإنما هي " يداك أوكتا .. وفوك نفخ".


***حماية مجانية***


ذات المصادر أكدت لي أن مجموعة من كبار مشائخ سفيان ووجهائها استدعاهم الرئيس يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي.. وأثناء اللقاء بادرهم بالقول: "هذه آخر مقابلة لكم معي طيلة حياتي".. فوجئوا وضحكوا بسخرية واندهاش.. حاولوا التلميح له إلى حقوقهم فقال لهم الفندم: "احموا بلادكم من الحوثي مجاناً.. واختاروا إما معي أو معه، فإذا لم تحموا بلادكم سوف أحميها بالجيش.. وأحرق الأخضر واليابس".
الصدمة كانت من نصيب مشائخ سفيان.. فقال أحدهم للرئيس: (يا فندم لا يوجد أجير من دون أجرة.. وأنت تعطي غيرنا فلوس بـ"الشَيْوَلْ").. فضحك الفندم، ولم يتغير موقفه..


***مأساة النازحين***


المأساة التي تكرر نفسها بصورة مختلفة، أن مئات الأسرة النازحة، من مدينة الحرف بدون مأوى أو غذاء أو دواء.. ولكن المعنيين لم يشعروا بالظلم الواقع على هؤلاء النازحين، وآلامهم لا تستثير وجدانهم وتدفعهم إلى مطالبة السلطة بتوفير الإغاثات.. بدلاً من المطالبة بأثمان صمتهم على هذا الجور.
• هذه هي حرف سفيان يا فندم.. وضع يولِّد حالة هستيرية من الهوس العاطفي وتأنيبات الضمير "لمن يحملونه".. كثير من طلابها يتعلمون تحت أشجار السدر "لا توجد مدارس".. وكل أبنائها اليوم يشربون من البرك والمياه الراكدة.. ويقضون لياليهم وأسمارهم على ضوء الشموع والفوانيس..عرضةً للأوبئة والعدوى.
• إنها حرف سفيان.. بُعدٌ آخرٌ يتلوى في متاهات الأزمان.. لا أحد يسمع بهذا الاسم.. إلا بعد تدميره وانتقاله إلى عالم لامرئي.. مأساة فعلاً .. أن تتناول الفضائيات ووسائل الإعلام المحلية والخارجية ذكرك وأسمائك فقط عند وفاتك و انمحائك من الوجود.. فوق هذا لا تذكر لك أي فضائل.
ما يحدث في "حرف سفيان".. نسخة مما يحدث في صعدة وبني حشيش تجار حروب.. وأيادي عابثة على علاقة قوية بالنظام.. و مشائخ لا يفقهون أنهم هدفٌ أول لهذه الحرب الطامة التي تختلقها السلطة.
ولن يفقهوا أبداً أن حبهم للرئيس وإيمانهم بمشروعية إدارته للفساد ، لن يمنع حاشية الفندم وأصفيائه من مدنيين وعسكريين من الكيد للمشائخ تصفية ً لأنصار الرئيس ، وتمهيداً لتفعيل استراتيجيات ومخططات خارجية لبعض دول الجوار تربي نظاماً جديداً مصدّراً لا يقبل بتعددية ولا بهاشميين ولا بشيعة زيدية.. وإنما نظام ومجتمع شديد المرونة " بيبي جوي".. قابل للتطبيع والتأقلم مع مختلف التيارات والفكر الصهيوأمريكي والعولمة كمتلقي فقط .. لا مشارك.. علاوةً على الزج بالرئيس نفسه في مستنقعات موحلة تنجم عن الأزمات والحروب الداخلية و صوملة اليمن..فالحاشية والطوق المدني والعسكري المحيط بالـ"فندم".. طموحون كغيرهم وربما سئموا البقاء في الظل بينما غيرهم يحصد النقاط والأرصدة البطولية في سجلات التاريخ.. فأوقف الحماقات يافندم ، أو تحمل النتائج ، .. فإنما هي " يداك أوكتا.. وفوك نفخ".

• أحد النازحين من أبناء الحرف.. فارس محسن جابر.. أكد أن مأساة النازحين يندى لها جبين كل حر وشهم ووطني خالص الإنسانية.. إنهم مشردون في الجبال والشعاب والوديان بلا غذاء أو دواء أو أغطية.. سيّما أن معظمهم أطفال ونساء .. وقال فارس:
- "تم اعتماد إغاثة لنا من قبل الدولة و مختصوا الهلال الأحمر، ولكن سمعنا أن محافظ عمران ألغاها و حرمنا من هذه الاستحقاقات الإنسانية بحجة أن هذه الإغاثات لن تذهب لنا و إنما للحوثيين.. فحرمونا حرماناً مضاعفاً.. فأول قافلة إغاثة أرسلها إلينا الهلال الأحمر نهبها بعض قبائل حاشد على مرأى ومسمع من الجيش والأجهزة الأمنية.. واعتقد أن خيام النازحين ستتحول غداً إلى براكين ناقمة وساخطة وأصحاب مظالم سئموا التشرد والاستسلام للذل.. فلن نقبل أن يدفننا النظام للمرة الثالثة ونحن أحياء.. فالمرة الأولى تعرضنا على مدى سنوات للتهميش وتجاهل وجودنا في اليمن، وحرماننا من المصالح الخدمية.. والثانية تدمير مدينتنا ونهب ممتلكاتنا.. والثالثة لن نقبل بها.. ولن نظل "موتى أحياء" في خيام نائية يتجاهلنا الجميع وينتظرون نهب ما يجود به علينا الهلال الأحمر من فتات وصدقات.. وعلى محافظ عمران أن يعيد النظر في الإغاثة الخاصة بنا".

**صَبَرْنا ثم دافعنا**


ما يحدث في "حرف سفيان".. هو ردة فعل وأثر رجعي لسنوات طويلة من الظلم والفساد والاستهتار بالإنسانية والمصالح الوطنية وتمييع قيم الحياة .. وعدم المساواة ولو حتى أمام القضاء بين الطبقات الاجتماعية.. وهو بمثابة ثورة اجتماعية على التمييز العنصري و المناطقية والطائفية التي تنهش لحم اليمن ككل.
• بعض المواطنين النازحين يحملون أنصار الحوثي مسؤولية التمترس في المدينة مما تسبب في دمارها وضياع ممتلكات سكانها.
في هذا الخصوص اتصلت بأحد أنصار الحوثي من أبناء الحرف - جار الله علي - يلقبونه "أبو زيد".. والذي جاء على لسانه:
* "يا أخي أين نذهب بالله عليك.. نحن من أبناء مدينة الحرف أكثر من 50 شاباً نردد الشعار المناهض لأمريكا و إسرائيل ، ونرفض أي حروب داخلية، لكن تضاعف اعتداء السلطة علينا.. فمنذ عام 2004م وحتى اليوم.. كانت عناصر الجيش وأطقمهم يداهمون بيوتنا ويعتقلوننا ليس لغرض تنفيذ القانون، وإنما ليقوم آباؤنا بإخراجنا من السجن بعد دفع 50 ألف ريال لقائد الكتيبة الرابعة التابعة للفرقة.
وهكذا ظلوا يتسلطون على منازلنا ويهتكون حرماتنا ويقتحمون المنازل في الليل وليس فيها إلا النساء والأطفال ليستمروا في ابتزازنا.. لم نقاتل أو نعتدي.. وكنا نخزن نحن وأفراد من الجيش في كثير من الأوقات.. ولكن يداهمنا عناصر قائد الكتيبة معظم الأيام وكلما احتاج نقود.. ويسجن أولياء أمورنا.. كي يدفعوا.. وإذا لم يظفر بنا أو بأقاربنا يرسل طقم ودبابة لتدمير مزارع القات حقنا.. وصبرنا كثيراً عسى أن يتدخل أي رجل رشيد.. و أسألوا مشائخ البلاد عن هذا.. وسيؤكدون لكم صدق قولنا.. هذه مدينتنا وبيوتنا.. أين نذهب منها.. علماً أن الدستور والقوانين التي لم تقف يوما إلى جانبنا لا تعطي الرئيس ولا الجيش أي حق في مقاتلة الشعب تحت أي مبررات كانت ، فما بالك بالادعاءات الكاذبة لتبرير حربهم علينا.. فاضطررنا مع تزايد المضايقات في الأيام الأخيرة إلى الدفاع عن أنفسنا".
آخر من أنصار الحوثي في الحرف - علي محسن - قال:
- "كُنَّا قليل جداً.. ودافعنا عن أنفسنا.. لكن القصف دمر المدينة وتم نهب الممتلكات فكثر الذين يدافعون عن أملاكهم وحقوقهم.. وقلنا يكفي ظلم وحرمان".


**يداك أوكتا.. وفوك نفخ**

جميع من تحدثت معهم من أبناء سفيان من ضحايا ونازحين أو من أنصار الحوثي.. يؤكدون أن النظام أقصاهم وغيَّب قضيتهم الحياتية عن طاولاته.
وهم مواطنون تتكرر صورهم وتتشابه أحلامهم في صعدة وصنعاء وتعز والضالع وحجة ولحج وشبوة وأبين وعدن والحديدة وإب وغيرها.. تلتقي طموحاتهم وتطلعاتهم عند أبواب النظام الموصدة أمامهم.. إنهم رؤى حياة.. وطلائع نور أبجدتها ثلاثون عاماً من اتكاء ذات الوجوه على أحلامهم البريئة.
إنهم شباب أثخنته الجراح.. يحب الوحدة.. وينتمي إلى الأرض وينبتون من طهرها.. ربَّتهم الأزمات والمعاناة.. وهم صنائع الحرية، أطاعوا القانون فلم يطعهم، وانتموا إلى الديمقراطية فاستوحشت منهم.
ما يحدث في "حرف سفيان".. شباب تجولت أعينهم على خرائب بيوتهم.. وشاهدوا العسكر يقتلعون النوافذ والأبواب بالفؤوس و"المفارس".. ويخربون جدران المنازل بحثاً عن خزانات سرية للنقود والمجوهرات.. ويجمعون المفروشات والستائر والملايات ليتبولوا عليها ثم يرمونها في البيارات أو يعجنونها بالتراب ومعظمها يحرقونها ليحرموا الناس منها.. ويحطمون البلاط وأدوات الطبخ.. وينهبون البطانيات والدواليب واسطوانات الغار وملابس النساء والأطفال..
بل أسوأ من ذلك.. شاهدوا امرأة بريئة تحاول دخول منزلها برفقة نساء أخريات.. في موقع بعيد عن مدينة الحرف وعن الحوثيين.. لتأخذ ملابسها فمنعها حماة الوطن من دخول بيتها بعد أن احتلوه وعبثوا بمحتوياته.. وصوبوا البندقيات إلى صدرها النقي.. ثم أطلقوا الرصاص من فوقها لإرعابها.. وهي تلجأ إلى الله تعالى أن يعيدهم إلى أهاليهم في أكياس "قمامة".
هذا يا فندم ما حدث ويحدث في حرف سفيان ويثير الناس على النظام.. فالمعذرة يا دولتنا.. المعذرة يا سلطة.. المعذرة أيها النظام.. "يداك أوكتا.. وفوك نفخ".


الخلفيات الخارجية لحروب صعدة : (خفايا وأسرار)



عبدالباسط الحبيشي

أكثر من واجب الدفاع عن النفس لم يَثبُت حتى الان أن أهل صعدة
بشكل جماعي قاموا بإرتكاب جريمة عُظمى تضُر بمصلحة الانسان أو
الوطن استدعت حشد الجيوش والطائرات والدبابات وكل أنواع
الاسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً لقتلهم وقهرهم وهدم منازلهم
والتنكيل بهم.
هذه الجيوش الجرارة وعتادها الثقيل أنشئت
وأستقدمت وجُلبت أساساً من مالِ هذا المواطن لحمايته وهو وحده
صاحب هذا الجيش وصاحب الحق الوحيد فيه وفي إتخاذ قرار الحرب من
باب أولى ضد أعدائه وليس ضد نفسه لانه لا يوجد جيش في الدنيا
يَشُن حرب على أهله ومواطنيه مهما كانت الاسباب إلا في ظل
حكومة تعمل لمصلحة قوى أجنبية.

ومرجعية هذه الحقيقة المُره التي يقع اليمن في براثنها منذ زمن طويل تبرز في
عمومية المشهد والصورة وليست في تفاصيلها الصغيرة وأرهاصاتها التافهة ويكمن
الفهم الدقيق لها من خلال معرفة الكيفية في تنفيذ السياسات الدولية ومنها
الطريقة في تطبيق "جدلية التوازن" المُسخرة لخدمة أجندات واستراتيجيات بعض
القوى الخارجية... هذه النظرية مبنية على التوافق بين المتناقضات التي صاغها
"هيغل" واخذ بها صناع القرارات العولمية الذين قاموا بحياكة سياساتهم الدولية
منها والتي تقوم على ضمان إستمرار مصالح أصحابها من خلال خلق التناقضات بين
أطراف المعادلات السياسية والايديولوجية المختلفة التي تؤدي إلى حروب طاحنة
بعيدة عن حسابات نتائج الأنتصار أو الهزيمة لصالح او ضد طرف من الاطراف
المتصارعة أو كما قال الكاتب الغربي الشهير جيم مارس "هي العملية التي يتم
فيها تصالح المتعارضات او الفرضية ونقيضها والتسوية بينهما في توليفة
تركيبية". ويتم تطبيق هذه السياسة في اليمن بدقة شديدة في كل المجالات
المختلفة ومنها حروب صعدة.
إستمرار حروب بين طرفين أو عدة أطراف دون إحراز النصر من أحدهما ودون إيقاع
الهزيمة على احد أطرافهما رغم تفاوت موازين القوة الشاسع والفاضح بينهما تدل
على أن الأهداف المعلنة من هذه الحروب ليست هي الاهداف الحقيقية بل أن أهدافها
الاساسية غير معلنة وفي الغالب مادية وسياسية وبالاحرى مادية تتمثل في إدرار
أرباح طائلة ومستمرة على أصحاب مصانع الأسلحة وعمولات ضخمة ومُرَكَبة تَصُب في
جيوب وكلائها الحصريين في اليمن وهم المدعو علي عبدالله صالح وأعوانه بالأضافة
إلى الميزانيات المهولة المصروفة يومياً من أموال الشعب لتجار وصناع هذه
الحروب وايضاً دفعات أموال المساعدات الخارجية التي تتراوح بمئات الملايين من
الدولارات التي تُصرف لإسباب متعددة لا تخلوا من إبتزاز من دول الجوار لا سيما
آل سعود الذين يشكلون طرف مُستَخدم في المعادلة السياسة في إطارها الاقليمي.

لذا نقول لكل المستغربين من مصادر الدعم اللوجستي لاسيما الأسلحة وكيفية
إيصالها وتسليمها إلى الحوثيين المتهمين بالتآمر مع الخارج زوراً وبهتاناً من
قبل السلطة اليمنية التي دأبت على تشويه الحقائق ، أن ألحوثيين براء بناء على
المعطيات الملموسة على أرض الواقع وأن ألاسلحة التي يستخدمونها هي فعلاً كما
يصرحون أنهم يحصلون عليها من قبل الجيش المعتدي عليهم بعدة وسائل منها:
بإختصار، أن أفراد القوات المسلحة تحارب دون عقيدة ودون هدف كما أنها مخترقة
ويتم تسريب خططها الهجومية والدفاعية عنوة للطرف الاخر لأن الهدف الاساسي من
الحرب هو الحرب ذاتها وأستمرارها مع الحرص على عدم منح الطرف الاخر وسائل
التفوق ، بيد أن السحر قد أنقلب على الساحر من حيث "يمكرون ويمكر الله بهم"
وانتقلت ساحة المعركة دون إرادتهم ومخططاتهم إلى قاب قوسين او أدنى من عقر
دارهم. وليست الدعايات الكاذبة والمختلقة التي يحاولون تسريبها عبر قنواتهم
الاستخبارية بإن هناك خلاف بين علي عبدالله صالح وعلي محسن الاحمر هي سبب
الضعف القائم في حسم المعركة. ألم تتوصل دولة قطر إلى عدة إتفاقات ونقضتها
السلطة مراراً؟؟؟ ألم يهني ويبارك الملك عبدالله آل سعود صاحب المصلحة الاولى
الرئيس صالح على إبطال كل اتفاقات الدوحة واستخدام عوضاً عنها لغة القوة ضد
مواطني صعدة؟

ثم الا ترون وجود تواطوء إقليمي ودولي كبيرين من خلال التعمد في التعتيم
الاعلامي الشديد على ما يحدث من جرائم قتل ومجازر وإبادة وتشريد لعشرات الالاف
من البشر التي يندى لها الجبين بنفس طريقة التعتيم على الهجوم العولمي على
العراق ، في حين تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد الاعتداء على الصحافي عبدالكريم
الخيواني – ليس إستنقاصاً من رسالته الوطنية الشريفة ودوره المتميز بل لتوضيح
الصورة - حيث يسقط مستوى هذا الإهتمام الدولي به تقريباً إلى الصفر عند
إكتشاف أنه يتعاطف في كتاباته مع الحوثيين!؟؟ ويُترك مصيره لجلاوزة الأمن
المخترق وبقية كلاب السلطة؟

وفي الوقت نفسه تجري على نارٍ هادئة صفقة صعدة بعيدة عن الأذهان والأعين وحتى
عن الحرب الإجرامية المتكررة والمتواصلة ضد أخواننا أبناء المحافظة الشامخة عن
طريق قضمها ببطء من قبل آل سعود لتلتحق كسابقاتها بعسير ونجران وجيزان وذلك في
إطار المسلسل التآمري القائم لتصفية اليمن من خارطة الجزيرة العربية الذي بداء
خطواته العملية منذ تولي الرئيس صالح السلطة في 1978. أو لم يعترف المرحوم
الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس مجلس النواب لعقود قبل وفاته أن علي
عبدالله صالح قد فًرض رئيساَ على اليمن من قبل آل سعود وهو لايزال ضابطا
صغيراً مغموراً رغم الرفض المشائخي له؟؟ أليست هذه إدانه كافية بالعمالة بحد
ذاتها؟ ومع ذلك نستغرب أنه لم يجد هذا الاعتراف الفضائحي الصريح آذاناً
صاغية!!.

ولتوضيح بل وللتذكير عن بعض الجزئيات من مسلسل المشهد التآمري فإن بيع أراضي
واضلاع اليمن عسير ونجران وجيزان لم يتم تنفيذه في يوم وليلة بل تم على مراحل
طويلة وبدأت إجراءاته العملية يوم إغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي آخر القلاع
الشامخة التي إنتصبت في حلقوم وبلعوم التوسع الفاشي السعودي العميل ليتسنى بعد
ذلك إخراج معاهدة الذل المسماه ب "الطائف" من تحت القمامات المتعفنة التي تم
التوقيع عليها في عهد ألإمام يحي حميد الدين وعبدالعزيز بن سعود سنة 1934 في
مدينة جدة التي رفضها الشعب اليمني قاطبة لدرجة أنه لم يُراعى التجديد لها في
الموعد المحدد بستة أشهر قبل نهايتها والتي أنتهت صلاحيتها في 1994 بعد أن تم
تجديدها مرتين كان آخرها من قبل القاضي الحجري والاستاذ نعمان الذين تم
إغتيالهما لنفس السبب.

ومن الملفت للإنتباه أن صلاحيتها إنتهت في نفس سنة حرب الإنفصال المدعوم
سعودياً ، وبعد أن كان التعاطي او التحدث عنها من المحاذير والمحرمات من قبل
الجميع لما تحتويه هذه المعاهدة من صفقات ذُل وخيانه توصل إليها الطرفان من
وراء ظهر الشعب اليمني. بيد أن حرب 94 قلبت الطاولة وحولت معاهدة "العار" بين
ليلة وضحاها إلى مرجعية تاريخية وقانونية ليتم رفع مستواها من مزابل التاريخ
إلى مصاف المعاهدات الدولية المحترمة وتعميمها مباشرة من قبل ألابواق
الإعلامية الرسمية التافهه التابعة للطرفين تمهيداً لصفقة الترسيم الحدوديه
بين علي عبدالله صالح وآل سعود. إتفاق موعد حرب الإنفصال مع موعد إنتهاء
صلاحية هذه المعاهدة لم تكن من دواعي الصُدف بل من ضرورات السبق الإنتهازي بين
الفرقاء لتقبيل أيادي الأسياد وتسليم عهدة العمالة والخيانه بكل ماتعنيه هذه
الكلمة من معنى.

التدخل السعودي في حرب صعدة والصرف عليها ليس من قبل الصدف ايضاً لكنه مؤشر
لبداية إستحقاق جديد بناء على إتفاقات سرية تكتب صفحاتها بدماء اليمانيين بكل
وحشية في ظلام ليل كالح السواد كما كتبت إتفاقات إغتيال الحمدي وإتفاقات
الطريقة التي تم بها التخلص من أحمد الغشمي غير القصة المزورة المعلنة حتى
الان بإسم المفترى عليه الحاج تفاريش التي مهدت لتنفيذ تولي المدعوعلي صالح
السلطة وإتفاقات حرب الإنفصال وإتفاقات إتمام صفقات عسير ونجران وجيزان
وإتفاقات نشر الفساد وإتفاقات إفقار وتجويع الشعب وإتفاقات نهب الثروات بل
وحتى إتفاقات تحويل اليمن إلى مركز زواج المسيار والدعارة السياحية وضرب القيم
الاسلامية في مقتل بالاضافة إلى إتفاقات شحن العمال اليمنيين ورميهم في الحدود
بعد إتهامهم بالتسول وقد يصاب البعض بالذهول والدهشة عندما يعرف أن حرق
اليمنيين في أراضيهم المغتصبة قد تم بموافقة رسمية مسبقة لذا لم تنبس حكومة
النصب والفساد ببنت شفه في الدفاع عن مواطنيها. لأن هذا ليس دورها طبعاً...
هذه هي المنجزات العظيمة التي يتفاخر بإنجازها علي صالح ليل نهار! إلا يقال
بإن "كل إناء بما فيه ينضحُ"؟؟
ولم تتم كل هذه القضايا بالصدفة بل كل شئ مرسوم ومخطط له سلفاً وتكتب حروفه
ببراعة إجرامية فائقة كما تكتب اليوم مسرحيات وسيناريوهات الإنفصالات الجديدة
القادمة إذا لم يستفيق الشعب اليمني شمالاً وجنوباً لما يحاك ضده ومن وراء
ظهره بنفس الطريقة التي ترسم الان على قدم وساق خرائط حروب صعدة الهمجية.

ما هو مبرر حروب صعدة إذاً...؟؟ هل سببه الفكر الزيدي الشيعي او حتى الاثنى
عشري كما يقال؟؟ لو أفترضنا بإن ذلك صحيحاً ألم يبيح الدستور اليمني حرية
الاعتقاد أياً كان. ألا توجد جماعات أخرى في اليمن لهم معتقداتهم ويمارسونها
بكل حرية فضلاً عن دعم السلطة لها كالجعفرية وغيرها بل وحتى الديانة
اليهودية؟؟؟ لماذا تمايز الحوثيون عن غيرهم؟.

ماذا لو لم يكونوا في صعدة وكانوا في حراز مثلاً او في جِبلة هل سيتم
محاربتهم؟؟؟ أم لأنهم في محل تماس مع مذهب آخر يدعى المذهب السلفي الوهابي
(التوسعي المنبطح) الذي تم تدجينه وتهجينه وتجنيده من قبل سادة النظام
الامبريالي العولمي ليكون الاداة الفاعلة في تطويع العالم العربي والاسلامي
منذ عقود طويلة وتم نشره وتعميمه في كل بقاع العالم الاسلامي ليُلبي سياسات
وطموحات وأطماع قادة الاستعمار الجديد فمَنَع الحوثيون تقدمه وتوسعه وبلطحته
في منطقتهم التي هي جزء من اليمن بلد الايمان والحكمة بالنسبة للعالم
الاسلامي. ألم يتخرج من بين أكمام وجوارب هذا المذهب المُخترق أسامة بن لادن
الذي تبنى أحداث الحادي عشر من سبتمبر المخططة لها عولمياً تطبيقاً لسياسة
(تصالح المتعارضات) آنفاً ليكون السبب في ضرب وإحتلال أفغانستان والعراق ويظل
الفزاعة التي يرعبون بها كل الشعوب بما فيها الامريكية والأوروبية من أجل
إستمرار هيمنتهم على العالم لدرجة إعادة إنتخاب الرئيس بوش لدورة ثانية رغم
معرفة شعبه بفشله وخيبته بسبب نهيق بن لادن قرب الانتخابات الرئاسية الامريكية
السابقة؟؟

أم أن أسباب حروب صعدة هي الدعاوى التي أعترفت السلطة بكذبها لاحقاً بأن
أفراد من الحوثيين لهم علاقات بإيران وليبيا ؟ وليكن إذا كان هذا الادعاء
صحيحاً طلباً للنجدة والدفاع عن أنفسهم ووطنهم. لماذا يتم التشهير بهم
وإستثنائهم من التعامل مع الخارج في الوقت الذي يُسمح للأخرين على الملاء وفي
وضح النهار إستلام الميزانيات المنتظمة بملايين الدولارات بهدف إلغاء اليمن من
الوجود ، فهل يستدعي ذلك قصف مدن وقرى بمن فيها؟ ماذا تركت هذه السلطة
لإسرائيل من أعمال إرهابية وإجرامية ضد أخواننا الفلسطينين ولم تقم بها حتى
ألان؟؟

مالم ننفض عن عقولنا غبار العجز القائم على التقاعس لحل ألغاز الكلمات
المتقاطعة وفرز الثوابت الوطنية عن حملات الكذب والغش والخداع والتزوير
والعمالة التي تمارسها السلطة سيتحمل الجميع مسؤولية هذا الصمت إزاء العبث في
مقدرات بلادنا وهتك أعراضنا وانسانيتنا , وأولويات كشف هذا الزيف هو الإعلان
الصريح والواضح عن كل العملاء المُندسين الذين تم تجنيدهم للعبث بحياتنا
وأرضنا ومقدراتنا وثقافتنا وتارخينا تنفيذا لمصالح خارجية.

كتب/ عبدالباسط الحبيشي

دقي يا " بازوكا".. فالراقصون كثرٌ..(مخربشات وطنية على هامش البارود.. وروائح الدماء)



كتب / أسامه حسن ساري
osama_sar@hotmail.com



كانت مفاجأة كبيرة للشارع اليمني أن يزور بلادنا رئيس المحاكم الإسلامية الصومالية للمباحثة مع القيادة السياسية حول قضايا السلام في الصومال..
مع ذلك بلادنا التي يقتلها الفراغ العاطفي والإنساني لم تتردد لحظة واحدة في منح الصومال الشقيق نصائح حول الكيفيات والسبل اللازمة لتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال..
• ممن قدم تلك النصائح أحد جلادي الأبرياء من الأطفال والنساء في اليمن..
فالمعروف أن السلطة وأتباعها لم تأل جهدا في الدفع بالبلاد إلى الصوملة.. حتى أصبح الشارع اليمني لا يفرق بين رجال العصابات وبين المسئولين.. الفرق الوحيد إن كان فليس إلا أن العصابات داخلها وخارجها متشابه بينما مسئولونا يسكن نفوسهم الشر والبغض للحياة الجميلة وللبراءة .. ومظاهرهم ترتدي أقنعة الإنسانية.. ورجال العصابات يكتفون ببعض الأعمال الشريرة ثم يغيرون استراتيجياتهم ومخططاتهم مع ذلك يبغضهم الناس في كل حال.. ومسئولونا يسيرون على ذات النسق العدواني و اللا إنساني منذ ثلاثة عقود وكلما ازداد شرهم تضاعفت جاذبيتهم وحب الناس لهم..

• عجباً يا شيخ شريف احمد.. كيف تتعلق آمالك بنصائح وأهواء جماعة تؤكد لك أن الحوار " الصومالي - الصومالي " هو المحقق لتطلعات شعبك من الأمن والاستقرار..
أخشى على صومالك من نصائح وسياسات صومالنا.. فإنها أيادٍ تمسح على رؤوس المقهورين قبل أن تنتزعها بلا شفقة.. هل تحقق لليمن أمنه واستقراره؟.. فاقد الشيء لا يعطيه.. إنها الأيادي التي أحرقت مزارع العنب والرمان في صعدة وكسرت غصون الزيتون في الجنوب..

• وأي سلام تبحث عنه في اليمن.. لتحتذي به؟.. السلام الذي اختطف العلامة محمد مفتاح من بين أطفاله بعد إطلاق الرصاص عليهم وإرعابهم.. أم السلام الذي اقتحم مركز بدر العلمي وأذاق طلابه ويلات الذل واختطف الجوري.. السلام الذي اعتدى منذ سنوات على الخيواني ولفق عليه التهم لينال من عنقه بلا رحمة أو احترام للإنسانية.. السلام الذي غيّب ضحكة المقالح الرائع في السجون.. أم السلام الذي التقط الشاب ياسر الوزير وهو متجه إلى بيت الله لأداء صلاة الظهر ورماه في سراديب الأمن السياسي؟..
ويلنا من هذا السلام الذي أطلق أيادي مرتزقة الأمنين السياسي والقومي على عشرات الأسر الهاشمية الآمنة في أمانة العاصمة لمجرد الاشتباه في وطنيتهم وولائهم للفندم..بالطبع لهم أن يشتبهوا.. وقريباً سيشتبهون في وطنية اليمن كأرض وجغرافيا.. فاليمن لا يقبل إلا الأحرار وهو مقبرة الغاصبين.

• يا شيخ شريف .. لقد تم صوملة اليمن فابحث عن السلام في صومالك الذي مازال يرمق بالحياة والخضرة..فذلك أرقى من استجدائه من صومالنا المرمي تحت رحمة البيادات.

• لا أشك لحظة واحدة في مصداقية نصيحة الفندم.. حين يحثكم على السلام والتفرغ لإعادة إعمار وبناء مؤسسات الدولة الصومالية.. إنما أتمنى أن لا تزعجوا سيادة الرئيس مرة أخرى لأنه غير متفرغ.. فهو مشغول أيضاً بمشاهدة المقربين منه وهم يقوضون مؤسسات الدولة اليمنية دون قدرة على نصحهم بالسلام أو تفعيل جاد لمعاني الحوار والتفاوض..بالطبع أمن واستقرار الصومال يهم اليمن.. لأن اليمن لا تهتم بنفسها ، لذا تشغلها بشئون وهموم الآخرين.



**إعلام البرتقالة!.**


بعض وسائل الإعلام العربية لا تفقه من معاني الحياة إلا لغة "البرتقالة".. فهي الأخرى غير منصفة لهذا البلد الممتهن..بسبب مراسليها الذين أرهقوا أنفسهم صعوداً.. الإعلام العربي يتناول قضية صعدة وما يحدث فيها من جرائم تحت مسميات حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ببرود شديد ولا إنسانية وبروح انعدم فيها التوازن..لا يهمها الحقيقة والرسالة الصادقة.. تتحدث عن كوارث الحرب ومسبباتها ببلادة..يكتفي مراسلوها بالنقل الجاف من الصحف الصفراء التي يرممها مكتب "علي الشاطر".. وتصف الحوثي وأنصاره بما لا يليق بهم كأصحاب قضية إنسانية يدافعون عن أنفسهم ويرفضون الظلم والهوان..
فهاهي وسائل الإعلام العربية تنقل أخبار مطبخ " الشاطر" و "بورجي" ، ثم تنتفخ باتصال مباشر وحديث حي وساخن مع أذناب الفندم - الذين تعبث أياديهم بالبلاد - من اللجنة العامة أو المنظرين السياسيين.. يحللون أخبارهم ويمجدون شياطينهم و يشرعنون تجاوزاتهم القانونية والأخلاقية..
المصيبة أن بعض المحللين لا ينتمون إلى اليمن ولا يعرفون عن صعدة شيئاً عدا أنها تقع على الحدود السعودية..ولا يفقهون عن الحوثي إلا ما يملى عليهم من خصمه الحكومي..أمثال اللبنانيين خيرالله خيرالله و فيصل جلّول الذين يتسلمون رواتب شهرية منتظمة لا تقل عن 2 مليون ريال لكل واحد منهم من قوت هذا الشعب وأمواله العامة.. " 10 ألف دولار" لكل واحد..جريمة و خيانة وطنية.. وثالثة الأثافي شاكر الجوهري الذي تجشمت الدولة قبل عام تقريباً أكثر من 38 ألف دولار لتسهيل رحلته إلى صعدة لكتابة مقال مطوّل عنها.. بس " حنب" أين ينشره.


**انظروا من يتكلم!.**


• انظروا من يتكلم.. في حوار مع صحيفة "السياسية" الكويتية مطلع الشهر الجاري.. آخر الأدعياء وأول المغتصبين لإنسانية وحقوق اليمن وشعبه..عبد الرحمن البيضاني..
" اللهم لا تؤاخذنا يا رب ".. قال : " الحوثيون يستهدفون إسقاط النظام الجمهوري في اليمن والعودة إلى النظام الإمامي بكل مخلفاته وعوراته".. أمرك لله يا إمام ذهبت بكل بساطة وتركت خلفك هذه العورات التي تسيء إلى اليمن وتلوّث عقليات الناس من وقت إلى آخر وتزعجنا من خارج البلاد.. "كمان" يتحسر على ما يجري في صعدة..فأي نظام جمهوري الذي تتحدث عنه؟..ذلك الذي وضع على اسمك دائرة حمراء قاتمة.. جزاه الله خيراً رغم أنه لم يعد يتمتع بقدرته على تمييز أعداء البلاد.. فقد تحول فجأة من نظام جمهوري إلى مخلفات وعورات.. غريب أن تتحسر وأنت فار من وطنك ورافض لانتمائك.. أعرف رغم حداثة سني أن الإنسان الذي يحب وطنه يبقى ليدافع عنه و لا يغادره إلا إلى " القبر".. وهذا ما لا نتوقعه منك.. فاصمتوا رجاءً يكفي الرئيس ما يواجهه من نكايات وشماتة .. رغم أن نظامنا عبارة عن مجموعة غير متزنة تربطهم أواصر النسب والقرابة.. قوتهم النفط والذهب.. و مقائلهم مؤامرات ضد الآدمية والضمائر الحية.. و أسمارهم " قوارح" والعاب نارية رهيبة واعتقالات للأبرياء وأصحاب الرأي الحر.. إنهم معاول هدم وليس نظاماً.. ذرائعهم مقنعة للشعب لأنها محمولة على أكف المشائخ المتسلطين.. أو عبر فوّهات المدافع وخزائن الكاتيوشات ومؤخرات الميج.

• ويقول البيضاني : " إني أصلي وأدعو الله القدير أن يعود الحوثيون إلى رشدهم ويكفوا عن هذا التمرد حقناً لدماء جميع الأطراف.. وحتى تتفرغ الدولة لاستثمار مواردها البشرية والطبيعية".. بل ويطالب بضرورة تحقيق تسوية سياسية بين السلطة وأنصار الحوثي.. أو إنهاء الأزمة بكل الوسائل الممكنة.
انظروا من يتكلم.. فضيحة تاريخية مدوّية..يصلي ويدعو الله تعالى..جميل جداً يا أستاذ عبد الرحمن أن أدركت جدوى العودة إلى الله تعالى.. توقعات تشير أن مصالحك مهددة.. فلو كانت مصالح الشعب هي المهددة لربما تغير اتجاه القبلة..
اتضح لي الآن أن المآسي والانهيار المتتالي الذي يعانيه الوطن وأبناؤه منذ ثلاثة عقود سببها تفريط بعض المهاجرين أدعياء الثورة في الصلاة والدعاء.. رحم الله الشاعر الذي قال : " صلى وصام لأمرٍ كان يطلبه.. فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما"..
يشفطون النفط ويغتصبون الوحدة ويسلبونها عذريتها.. ليس من داعٍ للصلاة والدعاء..
طيب .. يدهسون الأطفال بسياراتهم الفاخرة و مجنزراتهم ويصادرون الحقوق والحريات ويختطفون النساء ويقتلون الأبرياء علناً في الشوارع.. وليس من داعٍ للصلاة والدعاء..
إذن يتم تزكية اللصوص وتمجيد الفساد واستغلال مراكز القرار والصلاحيات لترويع الناس وتجويعهم والاحتيال عليهم.. أيضاً لا داعي للصلاة والدعاء..
إذن لم يبق إلا القضاء على الزيدية والهاشميين واستخدام الجيش لتدمير المدن وحماية أسرة الحكم وتخريب الوطن وسفك الدماء واختلاق الأزمات والحروب الداخلية ليستقوي البركاني ويتنمر الراعي و يتغوّل العسكر ، وتتضح قسوة ملامح الوجوه الشابة من ورثة النظام التي برزت على الساحة السياسية وتنمو مخالبهم فيهاب البسطاء قسوتهم ويلزمون الخنوع والذل والسكوت على المظالم.. أيضاً لن تصلوا أو تدعوا الله تعالى..
لكن عندما غضب الله تعالى وآذن بزوال النظام المتسلط ورفع المظالم وإنصاف المظلومين.. فارتد تدبير السلطة ومكائدها في الشمال والجنوب على رأسها .. وتخوّف المتزلفون من الفطام النفطي والاستثماري ومن توقف مصالحهم واستعادة الشعب لحقوقه.. سارع الجميع إلى الصلاة والدعاء..

• والمؤكد أن أرباب الفساد وأعوان السفاحين لم يؤمنوا بعد - ولن يؤمنوا - بشرعية قرارات رئيس غرفة عمليات حرب صعدة وفوضى الجنوب.. لهذا يدعون ويحلمون بتسويات سياسية.. يعني أعطوهم حقهم " عشان" يدعونا وشأننا.. لا يوجد لديهم إيمان حقيقي بأن للسلطة و الجيش قضية شرعية وعادلة.. كما لا يرفضون أو ينددون بالجرائم والانتهاكات التي يرتكبها "البشمرجة" تحت حماية الجيش والأجهزة الأمنية في صعدة وحرف سفيان وغيرها..فقط ينددون ويشجبون حادثة تفجير جامع بن سلمان المفتعل من قبل أطراف لا تنتمي إلى الحوثي وأنصاره وإنما لها مصلحة من تفجير الوضع.. بينما يتجاهلون مجزرة الطيران في منطقة مجز.. التي ذهب ضحيتها الأسبوع الماضي 29 طفلاً وامرأة من النازحين حيث لا جبهات قتال ولا متاريس لأنصار الحوثي..ضحاياهم أبرياء.. فما هذا التناقض الانساني المقيت.. بل يشجعون السلطة على القمع والإبادة إن لم تحدث التسوية ويقبل بها طرفا الصراع..والشعب والبسطاء في الوسط.. ضحايا صمتهم .. و لا يلتفت إليهم أحد..
• بالفعل يا قاضي.. هذه الحرب مجنونة أعاقت السلطة عن التفرغ لاستثمار مواردنا البشرية والطبيعية.. الدليل هذه الهستيريا في استخدام الحديد والنار..لكن للأسف لم تتعطل مصالح القادات ولم ينل الشعب حقوقه أو يجد لإنسانيته موطئ قدم في قلوبهم.

• تنادي يا بيضاني بهذا لأنك تدرك جيداً أن استثمار الموارد البشرية والطبيعية يؤول إلى أرصدة خاصة ومزيد من البنوك والشركات والاستثمارات في ألمانيا ولندن وإيطاليا وباريس والصين .. ولبعض المهاجرين في " مصر".. ويخدم إستراتيجية تآمرية إقليمية تشترك في أرباحها وعائداتها قيادات محلية وخليجية وسعودية وأوروبية.. وأنت أيضاً تنال حصتك بالتأكيد..

• المعذرة يا أستاذ عبد الرحمن على الزلات والهفوات التي أوقعك فيها لسانك..
قلت : " القيادة السياسية والدولة تدافع عن إلغاء التمييز العنصري والطائفي"..
الدولة هي الأرض وهي الشعب.. وهذا الأخير مسلوب الإرادة ومصلوب الكلمة.. أما القيادة السياسة فهي فعلاً تدافع عن التمييز العنصري والطائفي .. ولم تسعى يوماً لإلغائه أو القضاء على مفاهيمه .. وستظل تدافع عن إلغائه لأنه ديدنها.. فماذا تسمي حرب الإبادة على الهاشميين؟..ماذا تسمي الحكم المدني الفردي التسلطي؟.. والأخ غير الشقيق قائد للفرقة.. وعيال الأخ الشقيق قادات للأمن القومي والمركزي.. والعيال وعيال العم قادات للحرس والقوات الخاصة.. والأنساب وزراء ورجال أعمال يسيطرون على السيولة النقدية وعلى القمح والاستثمارات والنفط.. ويزاحمون حتى سائقي سيارات الأجرة.. قطع أرزاق في كل مجال.. أليس هذا تمييزاً عنصرياً عائلياً..
و فوق هذا الحكم العسكري في اليمن أليس تمييزاً عنصرياً.. هجرتك القديمة إلى مصر لتتملص من مسئولية توريط الوطن في فخ أدعياء الثورة ضامناً كافة مصالحك واستثماراتك وحصصك من الثروات والموارد أليست عنصرية..

• محافظون عسكر حتى بعد انتخابهم وهمياً.. رؤساء مجالس محلية للمديريات عسكر.. وزراء نصفهم عسكر.. مدراء عموم الوزارات في الدواوين العامة والمحافظات معظمهم أيضاً عسكر " بس لا يتبعون الفرقة والحرس".. وإنما يديرهم " عمي غالب".. سيكون من الغباء أن نقول أن أفراد الجيش أنفسهم عسكر.. إنما " ايش " نعمل.. الباطل فاض.. وأصبح الجيش فعلاً عسكر لحماية أفراد وليس لحماية وطن.. كللللللل هذاااا أليس تمييزاً عنصرياً.. بمعنى أن المواطن العادي مجرد ضحية للحكم العسكري والرأسمالية.. المواطن العادي والبسيط يدين بالولاء لنظام مختل لا يعترف إلا بالقوة ، إذ لا قيمة لآدمية البسيط ولا معنى لوجوده عندهم.. فلا حول ولا قوة إلا بالله..
• وأدعو كافة الزملاء الصحفيين إلى التصدي لجميع الأصوات النشاز التي "تبقبق" من خارج البلاد.. ولا تحترم مشاعر الشعب اليمني.

• انظروا من يتكلم .. وزير الدفاع الأسبوع الماضي.. يحتفل في محافظة صعدة بذكرى الوحدة اليمنية.. هل سمعتم؟.. يحتفل.. يا للقسوة والطغيان.. بل ويتكلم..يقول في خطابه : " أن المؤسسة الدفاعية والأمنية تأخذ بعين الاعتبار عند تعقبها لتلك العناصر الإجرامية سلامة المواطنين الأبرياء والحفاظ على ممتلكات الناس من بيوت ومزارع يتحصن ورائها الإرهابيون".. و أتدرون أمام من يحتفل ومن يخاطب..أمام مئات الأسر النازحة من مدنها وقراها في صعدة بعد أن دمرها الطيران و النابال والصواريخ والمدافع.. بالطبع هذه الأسلحة لا يمتلكها إلا الجيش.. وبالتالي نصدق وزير الدفاع عندما يؤكد حرص الجيش والأمن على عدم الإضرار بالممتلكات الخاصة والمدن.. لماذا لا نصدقه.. فقد تحدث بعد انتهاء معسكراته من تدمير المدن والقرى ونهب الممتلكات.. يعني " ما باقي شيء عشان نقول يكذب علينا في عيد الوحدة"..فالجميع يسكنون الخيام.. والخيام يسكنها الجوع والفقر والأوبئة والمخاطر المهددة للحياة.. فماذا بالله عليكم يدمر الجيش فيها.. ولماذا يتمترس خلفها أنصار الحوثي؟..
احتفلوا في صعدة المحاطة بأجواء من الرعب.. والفواحة بروائح الموت.. المغسولة بدماء المواطنين من الجيش و المجاهدين والأبرياء.. والمكتحلة عيونها بدموع الأطفال وقهر النساء والمسنين.. بيئة كل مكوناتها مشجعة على الاحتفال والتباهي العسكري.. عفواً .. الوحدوي..
فليس إلا روائح بارود وغازات سامة وشظايا متطايرة خلفتها آلات الجيش.. فما الضرر من الاحتفال.. فتكلم الوزير بلغة المنتصر الواثق من نفسه أمام النازحين.. ولأنه يثق من عدم إلحاق الضرر بهم لم يفكر لحظة واحدة - كغيره من المسئولين - في إرسال قافلة إغاثة أقلها غذاء وأدوية إلى مخيمات هؤلاء النازحين.. ولم يعدهم بتقديم المساعدات أو تكليف الجيش بحماية قوافل الإغاثة التابعة للهلال الأحمر من التعرض للنهب في بلاد حاشد..
لم يعدهم حتى بزيارة مخيماتهم وهناجر الدجاج التي نزحوا إليها.. لأنه بصراحة لا يرى بشراً أمامه.. متضررين وضحايا.. بل هناجر دجاج فقط.. يعتقد أن جميع أبناء الشعب عسكر تم تدريبهم وتأهيلهم على التحمل وعدم التفكير أو الجدل في الأوامر العوجاء.. وتم تدريبهم على الإلقاء بأنفسهم رخيصة .. لكن ليس من أجل الوطن.. إنما من أجل النظام والأسرة الحاكمة..لأنه من قبل أن يرى هؤلاء النازحين والبسطاء لم يشعر برداءة " الكدمة" وخشونتها و بسؤ تغذية الجيش والمرابطين في الصحارى والحدود ورؤوس الجبال..
إنهم يعتبرون الناس آلات فتاكة ودمى متحركة للخراب والدمار.. وليست ذات أرواح ومشاعر واحتياجات.



**استمرار النزيف**


• الجراح تتسع.. النزيف يستمر ويشتد.. وتجار الحروب يرقصون على إيقاعات البوازيك و الكاتيوشات.. ويعزفون على أوتار الجيش.. يغررون السلطة ويضللونها.. يلفقون ويزورون المعلومات الكاذبة لضمان استمرار الحرب.. فهم يرضعون من لبنها.. وطزززززز في مصلحة الوطن ومستقبله... طزززز في أمنه واستقراره.. طزززززز حتى في العدالة والإنصاف ولو أقلها في الطرح الصحفي المتناول لقضية السيد الشهيد حسين الحوثي.. أحكام إعدام تصدر وتنفذ.. ما هي المبررات؟.. هاشمية.. شيعية.. زيدية.. مناطقية..طائفية.. أم ماذا؟..هل من رجل رشيد يتوقف للحظة و يسمح للعقل بالعمل؟..السلطة والجيش طرف في الحرب.. والسيد الحوثي وأنصاره طرف.. ويجب أن ننظر إليهما كطرفين وليس كسلطة وعدو.. فهذا ليس عدلاً سيما في ظل التكتم وعشوائية الإبادة والاعتقالات التعسفية..

• مصيبة نواجهها.. متاح لنا فقط أن نؤيد السلطة.. باسم حماية الوطن.. إنما صعدة وحرف سفيان من كوكب آخر.. ولا تستحقان الحماية.. وأبناؤهما هاشميون و زيود ومتمردون.. حسب السلطة وقناعاتها وليست قناعاتي..
متاحٌ لنا أن نصبح ببغاوات نردد مزاعم السلطة واتهاماتها للسيد عبد الملك الحوثي بأنه عميل ويستهدف الفتنة ومصالح الوطن ، وحيناً مدعوماً من إسرائيل وحيناً من إيران ، وحيناً صفوياً وحيناً إمامياً متمرداً..
لهذا يجب ألا نقبل بآراء ومزاعم السلطة لأنها لم ترسو على بر.. وأيضاً لأنها طرف في هذه الحرب الطائفية.. يجب الاستماع إلى الطرف الآخر.. وأن تسمح السلطة بفتح ساحات الحرب للإعلاميين والصحفيين.. لنعرف ما الذي يحدث حقيقة في أرض الواقع سواء من قبل السلطة أو من قبل الحوثيين.. فنحن بلد ديمقراطي.. لماذا تتكتم السلطة على الحرب؟.. ولماذا تمنع وتعتقل وتعاقب أي مواطن أو كاتب أو مفكر يحمل أو يقرأ محاضرات السيد الشهيد حسين الحوثي؟.. يجب أن نقرأ لنعرف هل هو عميل إيراني وفكره صفوي وليس زيدياً ودينياً بحتاً.. أم أهدافه معادية للوطن.. وليست متركزة ومتوقفة على التعبئة العامة ضد العدوان والاستعمار الصهيوأمريكي عسكرياً أو اقتصادياً أو ثقافياً.. لكن أن نصدق مزاعم السلطة ونحن نعلم أنها أكبر أكذوبة في العالم بحد ذاتها كسلطة فما بالنا بمزاعمها وادعاءاتها..فهذا عدم إنصاف.

• إلى وقت قريب كانت السلطة تقرب أسرة آل الحوثي وعلمائهم وعلماء الزيدية والهاشميين عامة وتعتبرهم كراسي العلم وورثة القرآن وأصحاب الفكر الوسطي المعتدل.. وكانوا هم مؤسسي وأعضاء جمعية علماء اليمن.. فما الذي تغير اليوم في هؤلاء الذين نعترف لهم بالحجة والعلم والاجتهاد؟.. هل قالوا كلمة حق أم باطل فأغضبت السلطة؟..
• بلا شك هناك طرف يخدم إستراتيجية ومشاريع عدوانية للوطن والدين.. لكن من هو؟.. أخشى أن يكون طرفاً ثالثاً يزج بالسلطة في هذه الحرب؟.. ويستغل الطائفية والدين كورقة سياسية للعبته القذرة؟.

• السلطة تسمح لنا بقراءة الفكر الماركسي والاشتراكي والليبرالي والصهيوني وغيره من الثقافات المعتدلة أو الشاذة بما فيها ما يسمونه بــ " الأدب الأيروسي".. وهذا الأخير كتبه موجودة في مؤسسات حكومية.. رغماً أنه ليس أدباً وإنما هو قلة أدب ، مجرد روايات غربية عن الجنس والدعارة ونشر البغاء واللواط..إذن الفكر الحوثي فيه مفاتيح الأحجية.. والسلطة لا ترغب في إطلاع الشعب عليها!.

• ثمة انقسامات وطنية واضحة بين مؤيد ومعارض.. إما منحاز وإما محايد.. لأحد الطرفين..لكن أيضاً ثمة أطراف خفية وأيادٍ خبيثة .. وأقنعة دينية وسياسية تعبث في البلاد وتلوّث الفكر والوعي.. وتحرص على تمييع الحقائق..سيّما بعد ظهور أصحاب السنة والجماعة الذين ترعرعوا منذ قرون في أحضان سلاطين الجور والظلم من بني أمية والعباسيين و العثمانيين والاستعمارات البريطانية للشرق الأوسط ، والايطالية للقرن الأفريقي.. ثم اتسعت رقعتهم وتطورت مسمياتهم بالتزامن مع نشؤ دولة آل سعود حسبما يؤكد " مستر هيمفر" الجاسوس البريطاني في مذكراته التي فضحت حقائق وأهداف هذه الجماعة التي لعب دوراً أساسياً في تنميتها وتغذيتها .. واليوم يظهرون ككتائب للتكفير و يفرغون حقدهم الدفين على الهاشميين آل بيت رسول الله وعلماء الزيدية ولا يقيمون وزناً لحياة الآلاف من الأبرياء الذين تسفك السلطة دماءهم.. أو يتنكرون لفساد رسمي ومنكرات متفشية بين المواطنين .. وإنما فقط لغتهم تكفير الحوثي.. وتأجيج الصراع ومنح السلطة صكوك القتل والتدمير من خلال ما يسمونها " جمعية علماء الرئيس".. فماذا تركوا لمستقبل الدين ولثقة الناس في العلم والقرآن.. علماء تظهر أصواتهم مع تفاقم الفساد ليس لإطفاء باطل وإحياء حق.. بل لتمجيد مفسد وسفاح و محاربة الحق وأهله.
• أيضاً المواطنون البسطاء وحتى المثقفون والكثير من الصحفيين ليسوا فقهاء دين ليحللوا ويحكموا على أحد الطرفين.. فالجدل في الدين ممنوع في عدد من الآيات القرآنية واقرءوا سورة الحج..
• القضية عقائدية.. والإعلام الرسمي وكذلك المقربون من السلطة يروجون لوجود أهداف خفية وغير معلنة..لكنها لا تصبح خفية عندما يقولون تستهدف الحكم.. فكيف اطلعوا على الغيب وعرفوا الخفي ؟.
ليسوا وحدهم يبررون هذه الحرب الجنونية على صعدة وحرف سفيان.. بل أيضاً صحف كثيرة تنقل وتحرر تقارير وبيانات ووثائق إن لم تكن من مطابخ المؤتمر فهي من مطابخ أحزاب أو تنظيمات أو جماعات دينية ترفض الوجود الزيدي والشيعي.. بمعنى أن رأي وفكر الطرف المعني مغيّبان.. فتظل حرب ظالمة..

• الخطابات الرسمية على مدى سنوات طويلة تتهم الأحزاب والمنظمات بالاستقواء بالخارج واستقبال الدعومات المالية الضخمة والترويج لأفكار وسياسات خارجية تستهدف النيل من الوطن وسيادته... يعني عملاء يضمرون العداوة ويبيعون الوطن.. فالمسألة بلغت حد التطاول على السيادة الوطنية..كما يردد إعلام السلطة والحزب الحاكم.. فلماذا لم تشن عليهم السلطة حرباً عسكرية؟!.

• على كلٍّ.. هذه الحرب يلفها الغموض وتحميها الأفواه المكممة.. نحاول جميعنا إدانة الحوثي وأنصاره وتحميلهم مسئولية التمترس في المدن والتسبب في خرابها وتشريد السكان ، وزعزعة الأمن والاستقرار ، والتغرير بالشباب ودفعهم إلى التطرف وعمل غسيل مخ لهم.. ونتهمهم بكل تهمة تزعمها السلطة و مؤلّهيها والمسبحين بحمدها.. لكي نرضيهم .. لكننا لن نرضي ضمائرنا ولن نخلص ذمتنا من غضب الله دنيا وآخرة.. فنحن نعرف جيداً أن أبناء بني حشيش هم الذين قاتلوا في بلادهم.. وكذلك أبناء صعدة في مدنهم وقراهم.. أيضاًَ أبناء حرف سفيان في مدينتهم.. ودمى الجيش وآلاته العمياء هي التي تهدم .. وتمحو المدن من خارطة اليمن.. و"البشمرجة" هم الذين ينهبون ويعتدون على النساء والأطفال تحت حماية الجيش..واليوم الحمية أخذت عناصر الجيش فرأوا أنهم أولى بالغنائم من ممتلكات الأبرياء..

• يا جماعة.. الأمر خبيص.. وثمة ملابسات وتعقيدات ووقائع غامضة لا تمت حقيقتها بصلة إلى ما نتداوله هذه الأيام من مزاعم وتبريرات لوحشية الحرب.. ولا ترتبط حقائقها بمعلومات وتقارير مضللة يكتبها أحمد عايض في موقع "مأرب برس" الذي فقد مصداقيته منذ شهور قريبة بعد أن تذوق حلويات المؤتمر والوزارات والمؤسسات الحكومية حتى أنه الموقع الوحيد في اليمن الذي لم تحجبه السلطة ولن تفعل لأنه من حلائلها المقربين.. وهذا العيب والذمة " الفساح" سمة كثير من المواقع الاليكترونية النفاقية وبعض الصحف المطبوعة لأحد الأحزاب الدينية المتمترسة خلف مصالحها الضيقة ولها مصالح من إضعاف الوجود الزيدي الشيعي.

• الحقائق والوقائع حجبتها وسائل الاتصالات المقطوعة ، والصحف الاليكترونية المحجوبة ، و القرارات المتسلطة المانعة لتناول حقائق أحداث صعدة بما يتعارض مع سياسة حرب " علي وعلي" .. "فأي العليين يخصي علي".. كما قال البرد وني رحمه الله..
وثمة شكوك عالية تستثيرها حملات الاعتقالات ومداهمات المنازل سيما منازل الهاشميين في أمانة العاصمة.. ألن يشعر هؤلاء بالظلم والغبن و الإذلال بما قد يدفعهم إلى اتخاذ مواقف دفاعية داخل أمانة العاصمة وتستغلها الأطراف الخفية الرامية لإسقاط النظام من داخله .. وتظهر جبهات جديدة وجديدة و جديدة..
من العيب أن تستمر السلطة في استثارة المواطنين وانتهاك حرماتهم وخصوصياتهم لمجرد الاشتباه.. وإن كانوا فعلاً حوثيين.. لماذا تحرص السلطة على فتح جبهات جديدة من خلال تأليب الناس ومضايقتهم وتعذيبهم في السجون وتوريث الأحقاد فإن لم تكن السلطة هي الفاعلة فبالتأكيد ثمة طرف ثالث على علاقة متينة بالسلطة والأجهزة الأمنية هدفه تقويض وإسقاط النظام.. وإن كنت أشك في أن ثمة طرف ثالث.. بدليل خطابات الرئيس- في مختلف المناسبات – المفعمة بالحقد والكراهية تجاه الوطن وأبنائه والمثيرة للطائفية والعنصرية و التمييزات والطبقاتية الاجتماعية.. يتحدث باستعلاء مُذَكِّراً ببطولاته وانتصاراته على إرادة الشعب وتعاليه على الدستور والقانون.. ولا يخلو خطاب له من تهديد وتوعد بإحراق الأخضر واليابس.. بدليل ما قاله قبل أسبوع لمشائخ ووجهاء حرف سفيان أثناء لقائه بهم.. قال لهم : " إما أن تكونوا معي وإلا مع الحوثي.. و أنتوا اختاروا.. فإذا لم تحموا بلادكم مجاناً فسأرسل الجيش ليحميها ويحرق الأخضر واليابس".. يعني هناك نفسية معتلة ببغض الوطن وأبنائه واستعداد يتجنب العاطفة لتدمير كل شيء وفق مبدأ " من ليس معي فهو ضدي".. وهذا يمحو الشك بوجود طرف ثالث.


**جان نوفاك.. والخيواني**


كتبت "جان نوفاك" في مدونتها الاليكترونية عن اليمن:
" هذا بلد يطلق سراح أعضاء القاعدة ليحاكم عوضاً عنهم صحفياً لا لشيء سوى أنه يمارس مهنته وهذا هو الجنون بعينه".. تقصد الكاتب والمفكر الحقوقي عبد الكريم الخيواني.. فهو معتقل بتهم ملفقة لأنه أوشك على كشف حقائق الحرب في صعدة والتي اعتبرها منذ البداية حرباً طائفية.. ولهذا صادروا حقه في الحياة والعودة إلى الشارع العام وإلى مهنته كي لا تنفضح هذه الحقائق..

• عبد الكريم الخيواني نموذج مصغر لحرب صعدة .. وعنوان كبير جداً لاتجاهات طرفي الحرب..
• أحد معارضي " جان نوفاك " في اليمن .. طبعاً ينتمي للحزب الحاكم.. اتهمها أنها عميل صهيوني في لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية.. مسكينة هذه المرأة .. ربة منزل .. ورطت نفسها في الدفاع عن قضية إنسانية وعن الحقيقة.. وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما قال:
" إذا جئت الناس بما يكرهون قالوا عنك مالا يعلمون".
الإنسان إذا فقد بصره فقد بصيرته..و الميدان له رأي يحاكي الحقيقة ويعكسها على أوجهها التي لا تعجبنا.
وكل امرئ بما كسب رهين.. بس التبعية مأساتنا.. لا نفكر.. لنا عقول لا نستخدمها إلا بقرار جمهوري.. و نجيش في دواخلنا مثل الرحى بعواطفنا.. والعاطفة لا تعبر عن إنسان صاحب مبدأ بل عن تبعي منقاد.. لن ينفع وطنه ولا نفسه.


خارطة طريق صعدة



ريما الشامي

هاهي الحرب العبثية تستعر مجددا للمرة الخامسة في صعدة على نحو
فظيع من القتل والدمار وتوسع رقعتها الجغرافية لتشمل عدة
محافظات لتتضاعف مع هذا الوضع معاناة الناس ولتضاف المزيد من
عوامل الصراع والانقسام باتجاه تعقيد الأزمات القائمة وخلق
المزيد منها في اتجاه الدفع بالبلاد إلى الهاوية ، وها نحن
نصرخ من قعر هذا الجحيم الذي يعيشه وطننا للعام الخامس على
التوالي بان توقف هذه الحرب المجنونة التي حولت صعدة الى ساحة
مستباحة ومفتوحة للقتل والحرب والدمار بلا حساب في ظل ظروف لا
إنسانية يتعرض فيها أبناء المنطقة إلى أبشع جرائم الحروب تحت
ستار الحصار والتعتيم والإغلاق عن العالم .

إن جنون القتل والدمار الذي تعيشه صعدة هذه الأيام للمرة الخامسة قد يشفي غليل
تجار الحروب وجنرالات السلطة جراء استمرار سقوط المئات من القتلى والجرحى من
أبناء هذا الوطن ولكن كل دورات العنف المستعرة تعطينا درسا شاخصا للعيان هو أن
طريق الحروب لا يوفر أية حلول مهما استفحل القتل والدمار وأن الحرب الخامسة
والسادسة والسابعة سيكون حالها مثل سابقاتها ولن تضيف إلا المزيد من الجراح
والمعاناة وعوامل الصراع على نحو كارثي يهدد السلم الأهلي والاستقرار
الاجتماعي لكافة فئات الشعب اليمني لأن الحروب الداخلية ودورات العنف المتكررة
التي يعيشها الوطن تثبت دائما انه لا أحد منتصر فيها وأن وظيفتها فقط هي إنتاج
المزيد من الكوارث وتعقيد الأزمات الوطنية لذا فالمطلوب من هذه السلطة أن توقف
حكم البلد بالحروب وبسياسة الأرض المحروقة التي تطبقها لخمس سنوات متوالية في
صعدة دونما نتيجة غير تعقيد الأزمة وتوالي فصول الحرب والقتل والدمار ، ويجب
التأكيد مرة ثانية وثالثة وعاشرة أن الحروب الداخلية لا توفر حلولا وطنية
لقضايا البلد إطلاقا غيرأنها بالاتجاه العكسي تعمل على استفحال المشكلات و
إضافة المزيد من عوامل الصراع والاحتقان على نحو ما هو قائم اليوم في الحرب
الخامسة التي يزداد معها منسوب نزيف الدم اليمني المسفوك وتتوسع رقعتها
المكانية والتداعيات السلبية التي تنذر بالأسوأ .
إن إفشال جهود الوساطة القطرية واتفاقية الدوحة واللجوء إلى شن الحرب الخامسة
والزج بالجيش إلى ساحة صراع داخلية إنما هو تصرف جنوني لسلطة فاقدة للمشروعية
الدستورية ولم يعد لديها من إمكانيات الحكم والإدارة غير الدفع بالبلد نحو
الصوملة وخلق واقع الطائفية والعنصرية واستخدام القوة العسكرية والحروب
الداخلية لإرهاب مواطنيها وقهرهم وإرغامهم على القبول بالظلم والفساد
والاستبداد في اتجاه تحويل صعدة إلى دروس في القهر والخضوع وتعميمها على الوطن
اليمني .
إن هذه الأوضاع المتردية المنهارة التي يعيشها وطننا على امتداد رقعته
الجغرافية في الجنوب و الشمال والشرق والغرب إنما هي حصاداً لسياسات الحكم
الفردي التي تدير البلد برؤؤس الثعابين وتوازنات قوى الفساد و صناعة الكروت
واللعب بالمتناقضات وضرب الخصوم ببعضهم ، هذه السياسات التي يجيدها الرئيس
صالح ويغذيها بواسطة المال العام وامكانيات الدولة التي سخرها في الحفاظ على
بقائه في السلطة ل30 عاما مضت هي هذه السياسات الفاشلة التي انتجت الأزمات
والصراعات والدمار الذي يعيشه وطننا واقعا يوميا ، ولعل هذه الحال التي صارت
اليها بلدنا اليوم في ظل احتدام الحرب الخامسة في صعدة ودخولها مرحلة خطيرة
تتوعد فيها السلطة بالابادة الجماعية والتصفيات الجسدية لجزء من أبناء الوطن
بالاضافة الى توسع مساحة الحرب يستدعي هذا الحال من القوى السياسية
والاجتماعية وأحزاب المعارضة أن يبادروا الى وقف هذه الحرب المجنونة على نحو
عاجل بكل مايمتلكونه من امكانيات من أجل الحفاظ على ماتبقى من وطن اسمه اليمن
أكلته الحروب ودمر حكم الفرد مكتسباته النضالية و قيمه الدينية والوطنية
واستقراره الاجتماعي .


مؤتمر وطني لوقف الحرب

ان القوى السياسية والاجتماعية في البلد وعلى وجه التحديد أحزاب اللقاء
المشترك ينبغي عليها ان تدرك ماذا يعني استمرار هذه الحرب العبثية مجهولة
الأسباب طوال الفترة السابقة الى اليوم والى أين ستجرنا ؟ وأي مصير ينتظر هذه
البلاد جراء الدورات المنتظمة لدورات العنف والاقتتال على مدار 5 سنوات والى
أمد يعلمه الله وحده ؟ خاصة وان الحرب الخامسة الحالية تعطي مؤشرات سلبية جدا
بالنسبة لتوسع الصراع ودخول عوامل انقسام لم يكن المجتمع اليمني يعرفها من قبل
؟ وكذا فان معطيات هذه الحروب الدورية كلها تؤكد أن البلد تتجه نحو الفوضى
والصوملة و العنصرية العرقية و الصراع الطائفي الذي خلق من العدم وتم توظيفه
بالقوة طيلة الحروب السابقة ويبدو أن افرازاته السلبية تلوح في الأفق حاليا
وتهدد باضافة المزيد من عوامل الفرقة .

ان هذا الوطن وطننا ويكفي كل هذا العبث والفساد والدمار الذي لحق به والذي
يهدد حياتنا ومستقبل اجيالنا ومالم تتحرك الفعاليات الوطنية وتكثف جهودها
وتقدم المبادرات والحلول لوقف هذه الحروب ومحاصرة اثارها السلبية فسنجد بلدنا
في أتون الصوملة والاحترابات الاهلية والطائفية التي لم تعرفها اليمن من قبل

ان المشهد الوطني الراهن بالغ الكارثية والخطورة في ظل الاصرار على مواصلة نهج
الحروب الداخلية وتكرار دورات العنف بقرار فردي وفقا للرغبات الشخصية ومن ثم
فان على أبناء هذا الوطن أن ينتظروا النتائج الكارثية التي تهدد وجودهم
الانساني على نحو مانرى حاليا في ظل تداعيات الحرب الخامسة وعليه فان هذا
الوضع لا يعفي القوى السياسية الوطنية واحزاب اللقاء المشترك ان يظل موقفها
يراوح عند مستوى بيان يدعو الى وقف الحرب أو اطلاق دعوة نظرية لعقد مؤتمر وطني
، بل أن الواجب الانساني والديني والوطني يفرض على قوى المعارضة ان لا تنتظر
أكثر مما قد مر من الوقت وأن تأخذ بزمام المبادرة وتتقدم بموقف وطني عملي لوقف
هذه الحرب العبثية بناءاً على قراءة واعية للحظة الراهنة وتراكمات الحرب
وأثارها المترتبة على مصير البلد واستقرارها وتقدم بغير تردد بالدعوة الى
مؤتمر وطني عام تجتمع فيه كل فعاليات البلد السياسية والاجتماعية والثقافية
توضع في قائمة أجندته الرئيسية قضية صعدة وحروبها المتواصلة بحيث تطرح فيه بكل
شفافية وتجرد ووضوح على طاولة البحث والتحليل والنقاش لفهم الأسباب الحقيقية
التي تقف وراء هذه الكارثة الوطنية المستمرة وتشخيصها تشخيصا علميا موضوعيا
حتى يمكن تقديم البدائل والوصول الى حلول ناجعة جذرية لوقف دورات الحرب
المتكررة نهائيا.

ان الكارثة الانسانية والوطنية التي تعيشها صعدة ينبغي أن تحل في الاطار
الوطني لأن صعدة وأبنائها هم جزءا من الشعب اليمني وما يلحق بصعدة من أذى
سينعكس على الوطن اليمني كله لذا فان الاطارالوطني الذي يضمن حلا ناجعا لتلك
المأساة التي ساحتها جزء من الأرض اليمنية هو مشاركة كافة فئات الشعب
وفعالياته في وضع حد لحروبها المستعرة دوريا ولن تتحقق هذه الشراكة الوطنية
بغير مؤتمر وطني عام لكل فعاليات المجتمع اليمني يتم فيه الوقوف على حقيقة هذه
الحرب وأبعادها وأسبابها الجوهرية المجهولة الى اليوم و التي لا يعلمها أحدا
من أبناء الشعب رغم دخول الحرب عامها الخامس وهذا الوعي والاحاطة بالأسباب
والخفايا التي تقف وراء الحرب وتجددها سنويا سيؤدي الى تقييم موضوعي سليم يضمن
ايجاد حلولا وطنية لوقف الحرب نهائيا وتجنب تكراراها في مناطق يمنية أخرى ، ان
المسؤلية الوطنية توجب اليوم على مختلف فعاليات البلد أن تعيد صعدة الى اطارها
الوطني ولن يكون هذا بغير وقف يد التسلط الفردي وعبثه فيها طيلة الحروب
الماضية حتى اليوم كونه المسؤل عن هذه الحروب التي تشن كل مرة بقرار فردي
بعيدا عن الدستور والقانون ولأنه ظل دوما يرفض أي دور أو شراكة للقوى السياسية
وفعاليات المجتمع في هذه القضية الوطنية الخطيرة و أكثر من هذا يحجب المعلومة
ويغلق صعدة عن الوطن والعالم و يمارس فيها الحرب بمنتهى الحرية وكأنها أرض عدو
و ليست محافظة يمنية .


تصحيح مسار الثورة

ان تصحيح مسار الثورة والجمهورية صارت اليوم ضرورة وطنية ماسة وعاجلة لإنقاذ
البلد من أزماتها المتفاقمة جراء سياسات العبث والفساد والحروب التي يعيشها
وطننا بعد ان صار ثانية الى حكم فردي أسري مستبد ارتد عن الثورة وانقلب على
النظام الجمهوري ويمارس تحت يافطته سياساته الجهنمية في تدمير البلد ومكتسباته
الوطنية التي حققها خلال مايقارب نصف قرن هي عمر الثورة التي نشدت للشعب
الحرية والديمقراطية والعدل والحياة الانسانية الكريمة ولكن الى اليوم لازلنا
نراوح عند نفس المكان ولازال حال هذا الشعب المسكين لم يتغير بل الأسوأ ان
النتائج جاءت عكسية اذ صارت البلد مجددا الى حكم ملكي اختلف فيه فقط اسم
الأسرة الحاكمة وأكثر من ذلك أصبحت اليمن دولة فاشلة مهددة بالفوضى والانهيار
الشامل.

ان الثورة وأهدافها والنظام الجمهوري الذي قامت لاجله ، كل هذه القيم
والمكتسبات تتعرض اليوم ومنذ 30 عاما مضت للتصفية والافراغ والارتداد عنها من
قبل حكم فردي ألحق المؤسسات الدستورية به وجعلها مجرد موظف تابع وهمش دورها
في المواقف الوطنية ، والسؤال الذي ينبغي أن يجد اجابة شافية هو :
أين مصدرالخطر الحقيقي على الثورة والنظام الجمهوري ؟
ومن هي الجهة التي تتسلط على الشعب وتستبد به وتمارس توريث الحكم عمليا في
طريق العودة بالوطن الى عصور الملكية والحكم الفردي التي عاشتها اليمن قبل
الثورة ؟

مرور 45 عاما على قيام الثورة والنظام الجمهوري يعتبر وقتا كافيا لترسخ
الثورة وتجذر مؤسسات النظام الجمهوري في واقع حياة البلد الا ان الواقع المعاش
يكشف حال هذا الوطن المحكوم بواسطة فرد وأسرة حاكمة تسيطرعلى مفاصل السلطة
والجيش والمال العام وتعبث كيفما تشاء وكأنه لم تكن هناك ثورة ولم تقدم تضحيات
ونضالات لأجل الحرية والخلاص من الحكم الفردي الأسري ولعل حروب صعدة هي احد
تجليات هذا العبث بالبلد وبمقدراته وباستقراره الاجتماعي من اجل السلطة
والبقاء فيها للأبد وتوريثها للأبناء وأفراد الأسرة فالرئيس صالح الذي يحكم
اليمن منذ 30 عاما مضت يسعى من وقت مبكر لتوريث الحكم في اطار أسرته فقد حصر
قيادة الجيش وتكويناته العسكرية المؤثرة بأيدي نجله وأفراد أسرته المقربين الى
جانب تفكيكه وتسريح الكوادر الوطنية المؤهلة وبنائه على معايير القرابة
والأسرية من أجل ضمان الولاء الشخصي وتحويله أي الجيش الى ميلشية خاصة بالرئيس
يستخدمها ويوجهها نحو المجتمع كأداة قمع من أجل فرض الاستبداد بالسلطة
وتوريثها لنجله وأفراد أسرته أمرا واقعا وبالقوة العسكرية وهذا ماتشهد عليه
حروب صعدة المتتالية .

ان هذه الحروب المتواصلة في صعدة هي جزءاً هاما من أجندة التوريث واستحقاقاته
وأكبر شاهد على ذلك هو اتخاذ قرارات الحرب بشكل شخصي بعيدا عن الدستور
والقانون والعمل المؤسسي واكثر من هذا يمنع وصول المعلومة للناس ويفرض التعتيم
وتغلق صعدة أمام الاعلام ومنظمات الاغاثة الانسانية ويحرم المجتمع من حقه في
معرفة حقائق وأسباب الحرب والصراع الدائر منذ 5 سنوات رغم انه هو الجهة التي
تدفع ثمن فاتورة الحرب من دماء أبنائه ومن لقمة عيشه.

و شاهدا أخر هو دعوة المعارضة المتكررة لوقف الحرب والابتعاد عن التعامل مع
المشكلات الوطنية بالقوة العسكرية والجيش والاحتكام بدلا عن ذلك الى القانون
النافذ والدستور الذي يعد المرجعية الفاصلة للسلطة والمجتمع الا ان دعوات
المعارضة دائما ما تقابل بالرفض والاصرار على عدم اشراكها في قضية وطنية خطيرة
تتفجر حروبها بشكل مستمر ودون أسباب معروفة بل حتى أن جهود الوساطة ووقف الحرب
تأتي اقليميا عبر دولة قطر.
وبعد أن وصلت البلد اليوم الى حافة الهاوية جراء السياسات الجهنمية التي ظلت
تدار بها ل30 عاما مضت فان هذا الحال يستدعي جهودا وطنية عاجلة لانقاذ الوطن
في هذه المرحلة الخطرة التي لا تحتمل أي تأخير اضافي ، والموقف الشعبي الراهن
ومختلف فئات المجتمع اليمني تنظر الى المعارضة كجهة للفعل والحسم والتأثير فيما
يعتمل حاليا بالبلد وكل هذا يفرض على المعارضة ان تكون لسان حال شعبها المستبد
المظلوم وتتقدم الى أبناء الوطن اليمني بمبادرتها الوطنية الشاملة لانقاذ
البلد ومكتسباته الوطنية واستقراره الاجتماعي وتغيير وضعه البائس الفقير
المنهك بالجوع والفساد والحروب.
سيكون من اولويات مهام المعارضة ومبادرة الانقاذ الوطنية هي ايجاد بدائل تعيد
الحياة والاعتبار للثورة والنظام الجمهوري كخيار وطني شعبي استراتيجي لا رجعة
عنه بحيث تفعل مؤسسات النظام الجمهوري بشكل عملي حقيقي يمثل جوهر الثورة و
ارادة الشعب في اتجاه بناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة بدلا عن حكم
الفرد وتسلطه وسياساته التي أحالت الوطن الى جحيم وعند ئذ سنخطو الخطوة
الصحيحة الأولى باتجاه حل المشكلات الوطنية والخروج من النفق المظلم نحو
الحرية والحياة الانسانية الكريمة.

ان هذا الموضوع والتحليل الواردأعلاه يهدف الى التأكيد على نقطتين رئيستين هما:

**1/ ان قضية صعدة وحروبها المتواصلة لن يكون حلها الا عبر الاطار الوطني الذي
يضمن توفير حلول ناجعة لوقف سلسلة هذه الحروب نهائيا وضمان عدم إمكانية
تكرارها مستقبلا في اي بقعة من الوطن اليمني ، وان هذا الاطار الوطني الضامن
لانهاء مأساة صعدة هو المجتمع اليمني بكل فعالياته وأطيافه وقواه الذي سيدرس
أبعاد الصراع ومسبباته الحقيقية بشكل علني مفتوح وبكل شفافية ووضوح وسيقدم
الحلول التي ستكون مرجعيتها الدستور والقانون وسيكون ضامنا و مسؤلا عن تطبيقها
وانفاذها بقوة الحل الدستوري و الشراكة الوطنية والاجماع الشعبي.

**2/ ان مبادرة الانقاذ الوطنية ينبغي أن لا تتأخر أكثر من هذا الوقت الذي مضى
واستفحلت فيه المزيد من الأزمات والكوارث حتى غدا الوطن على شفا الهاوية ولذا
فان هذه المبادرة ينبغي أن تمسك بجذر الأزمة الوطنية وتقدم حلولا ومعالجات
وبدائل لانقاذ البلد ومكتسباته وهذه البدائل يجب ان تنصب نحو اعادة الاعتبار
للثورة والنظام الجمهوري وتفعيله على أرض الواقع بدلا عن حكم الفرد وبالتأكيد
ستكون عندئذ هذه المبادرة فرصة ايجابية مؤاتية لانقاذ اليمن من براثن الفردية
والاستبداد وإعادتها الى مكانتها الطبيعية المفترضة بين شعوب وأمم الأرض.

مشهد حي للجريمة البشعة التي ارتكبتها السلطة في حيدان


الأربعاء 11-06-2008 02:41 مساء
بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن – صعدة 11/6/2008م
هذا المشهد الحي هو أحد المشاهد الدموية التي تمارسها
السلطة الظالمة في ( محافظة صعدة )
ففي هذه الجريمة الشنعاء الوحشية قصفت طائرات الميج يوم الأحد
4/جمادي الثاني / 1429هــ مواطن أحد المواطنين في (منطقة وادي
بن جراد) التابعة ( لمديرية حيدان ) . وهي الجريمة الرابعة
بهذا الحجم وهذه الوحشية الهمجية الحاقدة على أبناء المحافظة .
حيث ومنطقة وادي الجراد بعيدة عن الأحداث ، وقد أسفرت عن مقتل عدد من النساء
والأطفال .
كما أنه في مثل نفس اليوم من العام الماضي كان بدء الحوار بالجهود القطرية

انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض في ( حيدان ):
http://www.youtube.com/watch?v=vNQm9q-NoS8

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}
المكتب الإعلامي للسيد/ عبد الملك الحوثي

روابط صور فوتوغرافية للمجزرة
http://img296.imageshack.us/img296/8105/84377677mf7.jpg

http://img296.imageshack.us/img296/7690/87467968qw1.jpg

http://img390.imageshack.us/img390/4015/68799619nn6.jpg

http://img296.imageshack.us/img296/9130/28840972fg5.jpg

http://img296.imageshack.us/img296/6673/23306519hl6.jpg

http://img353.imageshack.us/img353/875/43659144xb5.jpg

http://img246.imageshack.us/img246/6913/44950112xu3.jpg





أبو عيسى .. و الحوثيين .. و سجن السبعين ( 4 )



بقلم / ضياء الشريف


تستوقف أبا عيسى عبارة كتبت في تلك الجدران التي تريد أن تنقض
.. و قد كتبت بالقُص المتساقط من سقف السجن ..

" من أحب الحياة عاش ذليلا " الإمام زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ،،

القراءات: 129
التعليقات: 0
المشاركات: 202
التسجيل: الإثنين 18-06-2007
مراسلة موقع

لا يعرف أبو عيسى عن زيد بن علي (ع) إلا أنه إمام نصف أهل اليمن .. لكن الذي
استوقف أبو عيسى لم يكن جهله بالإمام زيد فحسب .. بل لقد أبهرته المعاني التي
احتملتها تلكم العبارة ؛ بقلة كلماتها ؛ و وسعة معانيها ..

و استوقفه شيءٌ آخر .. فمن الذي سيرفع شعارات كهذه من داخل السجن .. السجن
الذي يفترض به أن يكون عنواناً لمذلة الناس ..

ثم يحدث نفسه .. بأن من كتبها لا بد أن يكون حوثيا .. فمن الذي سيرفع شعارات
زيدٍ غيرهم ؟ .. بل هم من ينتمون لتلك العبارة حقيقةً لا مجازا .. أليسوا هم
من لم يرضخوا حتى تحت سياط السجانين .. و في أرض صعدة ما هانوا حتى تحت وبيل
المدافع و أصوات طائرات الميج .. و لا زالت أصداء ذلك الشعار الذي دوى في صالة
الوعاظ تدق في أذنيه ..


و في الزنزانة ..

يسترجع أبو عيسى وضعه السابق .. و يستعد لمساءلة الأشتر أسئلة ظلت تراود عقل
أبو عيسى ..


فسأل أبو عيسى : لماذا تقولون السيد قبل اسم حسين الحوثي .. و هل من دون
السادة هم عبيد ؟

و يجيبه الأشتر : يا أبا عيسى ؛ إن حملت كلمة السيد على المعنى اللغوي .. فقد
يكون في كلامك شيء من الصحة .. لكن إذا كان اسم السيد في عرفنا اسماً لمن كان
من ذرية رسول الله _ صلوات الله عليه و على آله _ حُمل الكلام على المعنى
العرفي لا على المعنى اللغوي _ و ذلك مشهور في اللغة _ ، إن اسم السيد في عرف
هذه الأقطار ( اليمن ) قد صار لقباً لمن كان من ذرية رسول الله(صلى الله عليه
وآله وسلم)
فقول القائل: يا سيدي أو يا سيد إقرار بهذا وتشريف له بالنسبة، فهو كما يقال
في غير هذه البلاد: يا شريف. وهذا من الأدب وحسن الحوار والإحسان و الله تعالى
يقول: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) ، فهو عدل من حيث الإقرار بالحق، وإحسان
من حيث التشريف بالنسبة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). ولأجل هذا
العرف في البلد قد صار تركه سبباً لاتهام من ترك هذا الاسم بأن في نفسه شيئاً
للسيد.

و أبو عيسى ينصت للأشتر بكل جوارحه .. ثم إن أبوعيسى لا يمتلك تلك العقدة
العرقية لكل ما هو هاشمي .. و لكل ما يمت للهاشميين بصلة .. فهو ينتمي إلى
قبيلة من ذروة القبائل اليمنية .. و قد تربى على احترام أحفاد رسول الله _
صلوات الله عليه و على آله _ .. و لا يزال يتذكر استشهاد أبيه بآية من سورة
الشورى .. قال الله تعالى فيها ((قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) ..



و في الجانب الآخر من المبنى ( جهاز الأمن السياسي ) .. عند أصحاب القرار ..
تجري محادثة بين رئيس الجهاز و نائبه ..

الرئيس :الحوثيون يحرزون تقدماً كبيراً في صعدة .. و يجب علينا الضغط عليهم عن
طريق اعتقال أقربائهم في صنعاء .. بل و كل من ينتمي للمذهب الزيدي .. و يجب
علينا المسارعة بتشكيل خلية صنعاء الرابعة للبدء في محاكمتهم ..

النائب : لكن كيف و قد أعلنا أن الخلية تتكون من 20 شخصا و حالياً لا يتواجد
غير 19 شخصا في سجننا ؟ ..

الرئيس : بلغني أن من في السجون قد صاروا 20 شخصا ..

النائب : من اعتقل مؤخرا اسمه أبو عيسى .. و هو لا ينتمي للحوثيين لا من حيث
القرابة .. و لا يظهر عليه أنه ينتمي للمذهب الزيدي ! ..

الرئيس : قد اسمه جا .. به و بهم يكتمل نصاب الخلية .. و هذا ما يهم ..

النائب : و هو كذلك ..

و في تلك اللحظات تستعد الاطقم العسكرية لنقل من في السجن السياسي من الحوثيين
إلى سجن الأمن المركزي شرقي صنعاء .. تمهيداً للإعلان عن محاكمة الخلية
الرابعة ..

كانت قد نشأت علاقة خاصة بين أبي عيسى و الأشتر ..

فقد عرف أبو عيسى معنى حقيقيا للإخاء في ظل الله ؛

و عرف معنى الإيثار .. حتى في الطعام الذي كان يؤثر به الأشتر أبا عيسى على
نفسه _ ذلك الطعام الذي لا يسد رمق شخص واحد _ ( كدمة جافة ) ؛

و عرفه عند قيامه لليل و عند مناجاته لله عز و جل ؛

و عرف كثيراً .. يحتفظ به أبا عيسى لنفسه ..

هاهم جنود السجن يقتحمون الزنزانة بشراسة كرة أخرى .. ليقطعوا حديث الأشتر و
أبو عيسى .. و يقومون باقتياد السجناء إلى الأطقم العسكرية ..

يتساءل أبو عيسى : إلى أين هذه المرة ؟ ..

يجيبه الجنود : إلى السجن المركزي ؛ كي تحاكموا على ما اقترفتموه من جرائم ..

فيجيبهم : جريمتي أني مللت كذبكم .. و جريمة هؤلاء أنهم ينتمون للمذهب الزيدي
..

لكن عند من يا أبو عيسى .. ألا تعرف أن هؤلاء الجنود لا يتعدى مجال تفكيرهم
خوذهم العسكرية ؟ ..

يناجي الأشتر أبو عيسى : إن استطعت الهروب فلا تتردد بالفرار ..

و الجنود يقتادونهم إلى الأطقم .. فكان طقم أبي عيسى آخر تلك الطقوم ..

جلس الأشتر و أبو عيسى إلى مؤخرة الطقم و أمامهم جنديان ..

و انطقلت الأطقم ..و في طريقها .. يلمح الأشتر أشعة الشمس ترمي بخيوطها إلى
عيني الجندي الذي بزاوية أبو عيسى .. فأشار بعينيه إلى أبي عيسى ليهرب .. ثم
قام سريعا و دفع بأبي عيسى إلى خارج الطقم و وثب كالأسد ليغطي على الجندي الذي
بناحيته .. و بعد أن قفز أبو عيسى .. إذا بالجندي الذي أعمته الشمس يطلق
الرصاص عشوائيا على الشارع .. و الآخر يصوب الرصاص إلى جسد الأشتر ..

يا للهول .. أصابت الرصاصات جسد الأشتر .. و دماؤه تنزف إلى كل صوب ..

و يحار أبو عيسى .. أيرجع لينقذ صاحبه .. أم يواصل الهرب .. أم ماذا ؟ ..

و ماذا حل بالأشتر ؟ ..

كل ذلك سنعرفه في الجزء القادم ،،

-------------------------------------------

* ملاحظة : الكلام عن السيد و تفسير المصطلح مأخوذ _ بتصرف _ عن كتاب تحرير
الأفكار لمولانا العلامة الكبير بدر الدين بن أمير الدين الحوثي حفظهم ا

الخميس، 5 يونيو 2008

معزوفة الى روح صعدة ؟



بقلم : علي الحضرمي

تتبلد أحرف الهجاء بكل لغة ولهجة أجيدها ..

تقف حيرى مشدوهة مصدومة .. تلتزم

الصمت اللا إرداي .. تعجز أن تجمع ألفاظاً

تعبر عن أصغر مقطع – أقل مشهد – يعكس

تأوهات مناطق منكوبة تعيش الخوف وتتنفس

روائح البارود وتستظل بأغصان الصواريخ !
ليست بعيدة .. إنما هنا بالقرب منا ..
هنا حيث يستوطن البؤس ، وتضع المعاناة

أوزار حملها .. هنا حيث تُصنع المأساة بكل

إتقان ، وتتداعى الكوارث دون سابق إعلان !
هنا الظلم أكثر من المظلومين والظلمة !
هنا القهر لا حد له .. ولا وصف له !!
هنا الخطى تتعثر .. هنا الأشلاء تتناثر ..

تتبعثر ..... !
هنا الدم أرخص من المـــاء .. هنا الموت

بالمجان .
هنا صعدة .. هنا سفيان .. هنا شرق العاصمة

! .. هنا ضحيان !


طفل من أرض منكوبة !
رأيته حاملاً على صفحات وجهه البرئ ملامح

ثأر كامن .. تنبأ عيناه الصغيرتان عن مكنون

شيء يخفيه .. رابط الجأش .. واثق الخطى

.. حاضر البديهة والحس !
مع أنه لا زال طفلاً يافعاً لم يتجاوز الحادية

عشرة من عمره !
حين تأملت حركاته وهيئته ، كان مختلفاً عن

أقرانه !
كل يوم نرى أطفالاً هنا على هذه الحافلات

يعملون لجمع الحساب من الركاب !!
لكن اليوم كان وجهاً جديداً !
تفاجأتن حين سمعته يتحدث بلهجة صعدية

واضحة !
كنت قد عرفت ملامحه لكن أغلب من في

الحافلة لا يعرفون أنه طفل قادم من حيث

المأساة والكارثة من أرض صعدة المنكوبة !!
قبل محطة النزول سأله أحد الركاب من أين

أنت ؟
سكت قليلاً .... ثم قال ( من صعدة !! )
قالها بكنة صعدية تستوقف السامع .. تجعله

يبحث في أغوار قصة هذا الطفل الشامخ ّ
لم يكن هذا الطفل الذي ربما لا يعرف أين

مصير والده فقيراً !
لديهم بيت ومزارع ،، لكن الحرب شردتهم و

جعلتهم يهيمون في أرض الله بحثاً عن رزق

جديد ومكان آمن !
لم تمهلهم طائرات الجيش المظفر أن يأخذوا

ما يقدرون عليه !!
ولم يمهلهم ( حماة الوطن ) حتى يقطفوا ثمار

الصيف !!
قطفت القذائف أعنابهم ورمانهم و أستُبدلت

أشجارهم بأعمدة الصواريخ وشظايا القنابل !
جاء البشمركة المرتزقة وسلبوا ما تبقى من

مملتلكاتهم وأموالهم !

هم الآن كضحايا نكبة فلسطين !

اسبوع انتصارات الحوثي.. في بشائر النصر - صوت المجاهدين .. العدد ( 3 )

بشائر النصر - صوت المجاهدين .. العدد ( 3 )
الخميس 05-06-2008 10:39 مساء

أنصار الحق:


( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم

وينصركم عليهم ويشف صدور
قوم مؤمنين )
صدق الله العظيم

يمكننا أن نسمي الأسبوع المنصرم بالنسبة

للمجاهدين بأسبوع
الإنتصارات وتحقق الوعد الإلهي لعباده

المجاهدين الصابرين
بالنصر والغلبة والتمكين ، بينما كان بالنسبة

للعدو المعتدي
ومن يقف خلفه أسبوع المحاولات الفاشلة

والهزائم المنكرة
والمعنويات المنهارة والمفاجآت الكبيرة .
فهاهي مواقع العدو وألويته تنهار وتُدك

وتتزلزل الأرض من تحت
أقدامهم بفضل الله وتأييده وبصمود واستبسال

أوليائه المجاهدين
في سبيله.

ونوجز بعضاً من أحداث هذا الأسبوع حيث

كانت كالآتي :

الجمعة 18 / جماد الأول / 1929هـ :
• نبدأ من نقطة البداية لحروب السلطة على

أبناء صعدة وبالتحديد من " موقع
جارية " منطقة " مـران " الذي سيطر عليه

المجاهدون في الأيام
الأولى للحرب ، ثم حاول العدو بعد ذلك أن

ينفذ زحفاً بشرياً مكثفاً باتجاه
الموقع في محاولة منه لاستعادة سيطرته على

الموقع مرة أخرى ، وبعد معارك ضارية
ومواجهات عنييفة استمرت طوال النهار أحرز

العدو تقدماً طفيفاً في بعض التلال
التابعة للموقع ولم يدم ذلك التقدم طويلاً فما

إن دخل الليل حتى نفذ المجاهدون
هجوماً صاعقاً تمكنوا – بعون الله وتأييده –

من دحرهم وتطهير تلك التلال
والوديان المجاورة لها وإلحاق الخسائر

البشرية والمادية والمعنوية بصفوف العدو
.
• وفي سياق متصل كان المجاهدون في "

منطقة مران " قد شنوا هجومين
منفصلين إستهدف الأول موقع " الخرب

العسكري" بينما استهدف الآخر
موقع " القعد " ، ودارت خلال الهجومين

مواجهات عنيفة أسفرت عن تمكن
المجاهدين من حرق دبابة في موقع الخرب و

إعطاب أخرى في موقع " القعد
" ، إضافة إلى الخسائر البشرية الكبيرة في

صفوف العدو ، يذكر أن
المجاهدين في الأيام الماضية أحرزوا تقدماً

سريعاً في عمق المنطقة ، وتمت
السيطرة على منطقة " القزعة " ومنطقة "

الذراع " ليصبح
موقع " القعد " محاصراً وتحت مرمى نيرانهم

.
السبت 19 / جماد الأول / 1429هـ :
• في خطة حربية فاشلة ومفضوحة بدأ العدو

بالقصف المكثف على مواقع المجاهدين في
منطقة " الأبقور " ، ثم ما لبث أن توجه

بزحف بشري باتجاه مغاير
مستهدفاً منطقة " آل غبير " وعلى عكس ما

كان يتصور العدو فقد كان
المجاهدون في جهوزية قتالية تامة حيث

تمكنوا من ضربه من الجهتين وإعاقة تقدم
الزحف وتدمير ثلاث مدرعات .
• وفي منتصف النهار من اليوم نفسه وفي

ميدان آخر من ميادين العزة والشرف توجه
المجاهدون الأبطال لاقتحام موقع " الفريح "

الذي يربط بين مدينة
" حيدان " ومنطقة " مران " من جهة

الشرق وقد تمكنوا بعون
الله وتأييده من السيطرة الكاملة على الموقع

والإستيلاء على المعدات الحربية
والأسلحة التي كانت فيه .
الأحد 20/ جماد الأول / 1929ه :
• كانت سيطرة المجاهدين على موقع " جبل

العين " منطقة " الشعف
" وفي وضح النهار قد مثلت صفعة قوية

للعدو حيث انهارت معنويات جنوده
وفقدوا الثقة في أنفسهم ، وفي محاولة منه

لاستعادة الروح المعنوية لجنوده فقد
وجّه حملة عسكرية من صعدة بهدف السيطرة

على الموقع ولم يمهله المجاهدون ليصل
إلى المنطقة المستهدفة فقد كانت مجموعات

منهم قد سبقته
إلى منطقة " صويح " غربي مدينة " ساقين

" والتي تبعد عن
موقع المجاهدين في " جبل عين " بعدة كيلوا

مترات وقد تمكن المجاهدون
– بحمد الله – من التصدي للحملة مجبرين

العدو على التقهقر بحملته وآلياته إلى
مدينة " ساقين " بعد أن تكبد خسائر كبيرة

في الأرواح والعتاد .
الإثنين 21/ جماد الأول / 1429هـ :
• لقد كان السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي

– حفظه الله – يعني ما يقول حينما
أنذر العدو في الايام السابقة لبدء الحرب

الخامسة مؤكداً ( أن السلطة الباغية
في حال أقدمت على شن الحرب فإن

المواجهات معها لن تقتصر على محافظة

صعدة بل
ستمتد إلى محافظات أخرى )
فهاهي أصوات المدافع والصواريخ وأزيز

الطائرات الحربية وأصوات قنابلها
وصواريخها تقض مضاجع العدو في عقر داره

وتنذر معاقله بالخطر الأمر الذي لم يكن
في حسبان العدو فقد أراد أن تكون المواجهات

بعيدة عن داره وبعيدة عن وسائل
الإعلام -كما هو الحال في محافظة صعدة –

لكن أنصار الله وكما هو المعروف عنهم
هم من يقررون زمان ومكان المعركة مع

العدو فبعد أن فاجأوا السلطة ، الباغية
بفتح جبهة جديدة في مديرية " بني حشيش "

محافظة صنعاء نفذ العدو
هجوماً عنيفاً وزحفاً بشرياً كبيراً مدعماً

بالآليات والقصف العشوائي للمنطقة
بهدف السيطرة عليها ، وقد دارت مواجهات

عنيفة استمرت حتى وقت متأخر من النهار
تمكن المجاهدون خلالها من التصدي للزحف

ودحره وإحراق دبابتين ، إضافة إلى
الخسائر الفادحة في صفوف العدو وآلياته

الجدير بالذكر أن من بين القتلى في
صفوف العدو قيادات عسكرية بارزة
• وبالعودة إلى محافظة صعدة فقد حاول العدو

الزحف المكثف بآلياته وأفراده على
مواقع المجاهدين في منطقة " الجعملة "

وكان جند الله له بالمرصاد
حيث تمكنوا – بحمد الله – من التصدي له

ودحره بعد مواجهات عنيفة استمرت حتى
آخر النهار أسفرت عن تمكن المجاهدين من

إحراق دبابتين وإلحاق الهزيمة المنكرة
بجنوده ، يذكر أن محاولة العدو هذه كانت

تحت إشراف قيادات عسكرية كبيرة أملاً
منه في تحقيق أي تقدم ليستعيد معنويات

أفراده المنهارة .

الثلثاء 22/ جماد الأول / 1429هـ :
• كان المجاهدون في هذا اليوم على موعد مع

النصر والتأييد الإلهي ، حيث كان
لواء المجد الذي يتواجد في منطقة " نيد

خلص " . والذي يعد من أبرز
وأقوى الألوية العسكرية للعدو – يحزم ما

خف من أمتعته ويجهز بعض آلياته ليولي
هارباً تحت الضربات " العلوية " لجنود الله

المجاهدين ، فبعد أن
حاول أفراد اللواء وآلياته الزحف على

المجاهدين بهدف الإمتداد ليتصل بالزحف
المتوجه من الجهة الغربية تفاجأ بصمود

واستبسال أنصار الله الذين تواجهوا معه
في معركة طاحنة وعنيفة حالوا بينه وبين

أهدافه وتمكنوا من تكبيده خسائر جسيمة
في الأرواح والعتاد وكان أبرز القتلى في

صفوفه ركن إستطلاع المنطقة الشماية
الغربية أحد الثيادات الكبيرة التي كانت

متواجدة هناك بهدف الرفع من معنويات
اللواء المنهارة أصلاً ، ونتيجة لما تلقاه اللواء

من ضربات قاسية وسريعة على
ايدي المجاهدين في تلك المعركة انهارت

صفوفه وتلاشت آماله بتحقيق أهدافه فلم
يكن لديه إلا خيار الفرار هرباً إلى متاهات

الوديان والشعاب والقفار ، تاركاً
خلفه عتاده الحربي وآلياته وناقلاته العسكرية

والتي لجأ إلى إحراق العديد منها
بعد أن عجز عن الفرار بها ، بينما كانت

بعضها من نصيب المجاهدين الذين تمكنوا
– بفضل الله القهار – من السيطرة الكاملة

على جميع مواقع اللواء والإستيلاء
على الكثير من الآليات العسكرية و الأسلحة

والذخائر والعتاد التي كانت تابعة
للواء وصدق الله القائل : ( وعدكم اله مغانم

كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف
أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين

ويهديكم صراطاً مستقيماً ) .
• وإلى محافظة أخرى تدور فيه المعارك بين

جنودالله وبين جنود السلطة العميلة
الباغية وبالتحديد إلى منطقة سفيان –

محافظة عمران – فبعد أن ركن العدو إلى
إعلامه الكاذب بالسيطرة الكاملة على الخط

العام المؤدي إلى صعدة قام بتوجيه
حملة عسكرية إلى صعدة وبينما كانت الحملة

في طريقها فاجأها المجاهدون بالهجوم
الصاعق موجهين ضربة قوية للحملة ، وقد

أفادت مصادرنا هناك أن الضربة التي
وجهها المجاهدون للحملة العسكرية كانت

موفقة وناجحة – بفضل الله – فقد أجبرت
بعضها على التراجع والتقهقر بينما غنم

المجاهدون بعضاً آخرمنها ، إضافة إلى
الخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي

لحقت بها .
الأربعاء 23/ جماد الأول / 1429ه ـ :

• ألقت الهزيمة المدوية التي ألحقها

المجاهدون الأبطال بصفوف لواء المجد
بظلالها على المواقع العسكرية الأخرى والتي

وصل إليها البعض من أفراد اللواء
المنهار ففي موقع " خنفعر " العسكري الذي

يطل على مدينة ضحيان وبعد
أن لجأ بعض الهاربين من لواء المجد إليه و

إلى المواقع المجاورة له كان الرعب
والهلع الذي يتمالكهم كافياً لتنهار أعصاب

جنود العدو هناك، حيث كانت تلك
المواقع هي الأخرى على موعد مع الانكسار و

الهزيمة فقد حزموا أمتعتهم و عتادهم
في عجلة من أمرهم لينضموا إلى قائمة

الهاربين تتقدمهم قوافل الدبابات و
الآليات عائدين إلى أوكارهم في صعده غير

معرجين أو متوقفين في أي موقع من
المواقع العسكرية التي تنتشر على الطريق

إلى مدينة صعده، و بينما كانت قافلتهم
تمر أمام موقع (جرف الهواء) شاهدوا بعض

التحركات من الموقع بهدف الالتحاق
بقافلة الهزيمة الأمر الذي دفع بهم إلى الضرب

على مداخل الموقع في محاولة منهم
لإجبارهم على البقاء تحت وطأة الحصار

المطبق إلى يفرضه المجاهدون على الموقع
منذ عدة أيام، يذكر أن العدو أبقى مجموعة

من الجنود في موقع خنفعر و الذين
تمكن المجاهدون فيما بعد من إطباق الحصار

عليهم من الجهات الأربع.
الخميس 24 جمادى الأول 1429 هـ
• تسللت مجموعة من الجنود تحت جنح

الظلام إلى المزرعة في (آل زروع) و كانت
تنتظرهم مجموعة من المجاهدين قد سبقتهم

بالوصول إلى المزرعة، حيث دارت
اشتباكات عنيفةز و بطريقة جديدة للتنطيل

بالعدو استخدم المجاهدون خلالها
السلاح الأبيض و خنق الجنود بالأيدي حتى

الموت.
الجمعة 25 جماد الأول 1429 هـ
• في خطوة تدل على التخبط الذي يعيشه

العدو و في محاولة أشبه بالإنتحار أقدمت
مجموعة من جنود العدو المتواجدين في

المفراخ على التسلل ليلاً باتجاه غرابة و
قبل وصولهم إلى الهدف فاجأهم المجاهدون

بالضرب العنيف من كل إتجاه ودارت
مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل العديد من

جنود العدو والذين لم يتمكنوا من إخراج
جثثهم من ساحة المواجهة حيث لا تزال

جثثهم هناك حتى وقت كتابة هذا الخبر .

وهكذا تجلى للمجاهدين الأبطال أنصارالله

صدق وعد الله سبحانه وتعالى بقوله : (
وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل

فأمكن منهم والله عليم حكيم ) صدق
الله العظيم .

إخوانكم في التضحية والجهاد
قسم الإعلام الحربي
الجمعة 25 / جماد الأول 1429هـ
الموافق 30 / 5/ 2008 م .

السلطلت تعتقل العلامة ياسر الوزير تعسفاً وهو في طريقه إلى الجامع

تزامنا مع الحرب الخامسة على صعدة ، و مع حملة الاعتقالات التي تشنها السلطة على طلبة العلم بصنعاء و غيرها ، و في ظهيرة يومنا هذا (الخميس 5-6-2008) ، تم اختطاف الأستاذ العلامة ياسر بن عبد الوهاب الوزير و هو في طريقه من منزله إلى جامع ابن الحسين ، الجدير ذكره أن أفراد الأمن السياسي قد حذروا من يرتاد جامع ابن الحسين بالاعتقال و المطاردة كائنا من كان.

هذا و يعد الأستاذ العلامة ياسر الوزير من الشباب البارزين في الحركة الزيدية ، و هو خطيب جامع الشريفة بشارع العدل ، و يعمل كناشط في المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية.

دعوة لاسقاط علي عبدالله صالح



د.محمد النعماني
لا يختلف معي في الرأي اذ اقلنا اليوم بان
هناك العديد من القناعات قد توصل إليها العديد من المتابعين والمحللون
السياسيون للشأن اليمني بما فيهم حني المقربين من الرئيس نفسه
بان الرئيس صالح يحفر قبره بنفسه وان سيناريوهات سقوط نظام
صدم الرئيس صدام سوف يتكرر في اليمن و المفاجآت كثيرة مابين
يوم وليله وسوف يتكرر مشهد طلوع صدام حسين من القبر بطلوع
الرئيس صالح من احد البيارات المنشرة وبشكل قوي في كل صنعاء..
ويمكن القول ان القصر الرئاسي بصنعاء يحتوي علي العديد من البيارات وبعضها
معروفه وبعضها مجهولة وفي حالات انكشف امر ذلك سوف تكشف لنا العديد من
الأسرار المجهولة والمذهلة وان بعض المعارضين القدماء مازالوا إحياء يرزقون
يقبعون في السجون ألسريه في القصر الرئاسي ولا غرابة ان يكشف اليوم علي احد
هذا السجون تحت المنصة العسكري في ميدان السبعين ادن المسالة ماهي وقت فقظ
لا غيرة وان عتاوله السلطه هم علي يقين وعلم بانهم اليوم اضعف عما كانوا
عليها في الامس وان الاوضاع ملي بالعديد من المفاجآت وان موشرات انهيار نطام
الرئيس صالح واضحة للعيان بل ان البعض من عتاوله السلطه يقومون بتهريب أسرهم
وترتيب اوضاعهم مابعد سقوط الرئيس واعرف كثير منهم قامو بشراء منازل لهم في
القاهرة واوروبا.

قد فشلت مساعي السلطه في افشال الحراك الجنوبي رغم المحاكمات التي تجري لقادة
الجنوب والعنف العسكري ضدهم والاعتقالات والمطارات الاان الحراك الجنوبي
اليوم يتصعد في كل مناطق الجنوب وقد يشمل كل مناطق اليمن فالنطام العسكري
القبلي الدكتاتوري المتحالف مع قوة الفساد والمصالح وقوة الجهاد الاسلامي
وتنطيم القاعدة والافعان العرب وحيش عدن ابين الاسلامي والتي يوفر لهم النطام
اليوم الحمايه الكامل ونقولها وبقوة بان الرئيس يوفر الحماية لهم وهو يستخدم
هولا كورقه ضعط علي مستوة الداخل والخارج في مواحهات المعارضين
السياسيون بان العديد منهم اليوم يشاركون في الحرب في صعدة وفي ملاحقات قادة الجنوب واخماد الحراك الجنوبي.
اليوم لابد من العمل علي اسقاط نطام الرئيس صالح في اليمن للحروج من المازق
الحالي في اليمن ولذلك فانني ادعو كل قوي المعارضه اليمنيه وبمافيها
الجنوبيه الي الحوار وشرف المشاركة في اسقاظ نطام الرئيس علي عبدالله صالح
وانقاد ماتبقي من وطن فعلي اسيس المواطنه المتساويه والمشاركه في الحكم
وحق المصير واحتيار شكل النطام السياسي يمكن الدعوة الي الحوار لارساء المبادي
والاهداف ويكون من اول الاهداف هو اسقاط نطام الرئيس علي عبدالله صالح
وانقاد الوطن من الانهيار والتمزق الي كيانات وتحويلنا الي صومال اخري وهذا
مايسعي اليها الرئيس صالح بهدف الانفلات والهروب من أي محاسب له قادم ومحاكمه
عما ارتكب من تصفيات حسديه للمعارضين ونهب تروات اليمن والجنوب وافشال الوحدة
اليمنيه وافراع محتواها الجمالي والاخلاقي وتحولها الي ورقه للنهب وسلاح
فعال ضد المعارضين السياسيون.
انني ادعو كل الشرفاء الي العمل علي دعوة الناس في كل مناطق اليمن الي النزول
الي الشارع والتظاهر والاعتصام والعصيان المدني والمطالبة بإطلاق سراح قادة
الحراك الجنوبي والمتعقلين السياسين والصحفيين وايقاف المحاكمات ضدهم وقد
اكدت الوقايع اليومية في الجنوب للنضال السلمي بان الجماهير هي السلاح الفعال
والاهم والقادرة علي مواجهات النطام العسكري وكشف زيف الحطابات الاعلاميه
للسلطة.
فاليوم بعد 30 عام من حكم الرئيس و18 من الوحدة نري في اليمن فقرة مدقع وفساد
ونهب لكل شي شباب يفرشون الارض أنواع بما يجمعوا من الكراتين والبلاستيك
ليناموا عليها امضو سنوات في الجامعة وهم اليوم علي ارصفات الطرقات خسروا
كل شي بسب سياسيات الرئيس علي عبدالله صالح خسرو اسرهم وهم اليوم يكدون
ليحصلوا علي لقمه عيشه من العمل في الشوراع هناك الالالف من الاسر كثيرون
منهم يضطر الي العيش في الشوراع او في مدن من الأكواخ وعند إشارات المرور
تري المتسولين من الاطفال والنساء يرضعن اطفالهم يركضون وراء السيارات من
سيارة الي أخري محاولين بعضهم بيع بعض الاشياء لكسب الفلوس والتسول هدة هي
اليوم اليمن خلال 30 عام من حكم الرئيس و18 عام من الوحدة بعد كل ذلك اقول
لكم تعالون نعمل لإسقاط الرئيس علي عبدا لله صالح في اليمن لانقاد ما تبقي من وطن.

nommany2004_(at)_yahoo.com
بارننزلي ـبريطانيه لاجي سياس

المنبر نت - آراء ومقالات

انصار الحوثي يتصدون لحملة عسكرية ويكسرونها في حرف سفيان



أنصار الحق:

بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن – صعدة
5/6/2008م
لا زالت السلطة تقصف بأنواع الأسلحة على أغلب مناطق (محافظة صعدة ) .
وقد تمكن المجاهدون اليوم من إحراق طقم عسكري في ( منطقة مران – الجميمة ) أحد المواقع الأربعة المتبقية في المنطقة .
وفي نفس المنطقة في موقع آخر تمكن المجاهدون إحراق طقم آخر ما بين ( الجميمة والمجازين ).
وكان قد أرسل اليوم لواء كامل بعدته وعتاده من صنعاء إلى صعدة وما أن وصل ( منطقة سفيان ) إلا ونيران المجاهدين تنصب عليهم من كل اتجاه، مما جعل اللواء يتراجع إلى الجبل الأسود بعد أن تكبد خسائر كبيرة .
وبالله التوفيق
المكتب الإعلامي للسيد/ عبد الملك الحوثي
الخميس 1/ جمادي الأول /1429هـ
_________________
سيهزم الجمع ويولون الدبر.....

بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن – صعدة
4/6/2008م
قام المجاهدون في (منطقة آل حميدان) بالهجوم على بيوت كان الجيش قد تسلل إليها مساء هذه الليلة وتم طرد الجيش منها ، كما تمكن المجاهدون من إحراق دبابة هناك .
وتمكن المجاهدون في ( مدينة ضحيان ) من إحراق طقم بجوار (موقع خنفعر) العسكري المطل على المدينة، وفي هذه الأثناء (موقع جبل خنفعر )العسكري يضرب على بعضه بعد تواجد المجاهدين في أجزاء منه .
كما تواصل السلطة القصف على (مناطق بني حشيش )، والمجاهدون يواصلون تصديهم للجيش المعتدي عليهم في المنطقة .
المكتب الإعلامي للسيد/ عبد الملك الحوثي
الأربعاء 30/ جمادي الأول /1429هـ
_________________
موقع المنبر الإخباري اليمني





الأحد، 1 يونيو 2008

لقد أصبحت نكتة قديمة سيدي الرئيس !!!


د.الماوري
أحب اذكر فخامة ابن عمي عبدالله صالح بمرور اكثر من 1500 اسبوع وهو لايزال رئيس , يافخامة الرئيس القديم الجديد لقد اصبحت ممل للغاية , اصبحت مثل النكتة القديمة لم تعد تجلب حتى الضحك علاوة على الضجر عند سماعها , احب اذكرك ان النصابين الذين يستظلون بظلك هم اول الناس المتأففين من صورتك , مصالحهم الشخصية في بقائك هي فقط التي تجعلهم يتحملوك فماذنب اكثر من 20 مليون حين تعذبهم ببقائك على رأسهم.

المواطن المطحون يغط في غيبوبة بسبب الجرع المتتاليه الموجة منكم , حتى اوشك على الموت من كثرة التخدير ولكن لاتظن انه سيظل مخدراً الى الأبد , فالتخدير له وقت وزمن معين , بعدها سيقوم ويتعافى عندها سينتقم عن كل دقيقة عاشها في الحرمان والذل , سينتقم عن كل ليلة بات فيها وهو جائع هو وأبنائه , سينتقم عن كل ظلم تعرض له في اقسام شرطتكم الموقرة ومحاكمكم , سينتقم عن حرمانه من حق الصحة والتعليم له ولأبنائه , سينتقم عن كل زفرة قهر خرجت من صدرة في ساعة من زمن , سينتقم بكل مااؤتي من قوه حتى بأضافره وليس بالكلمات فقط.

ولكن احب الفت عنايتكم الى وجود فرصة اخيره امام فخامتكم لتتجنبوا غضب الشعب القادم , وهي تقديم استقالتكم العاجلة مقرونه بإعتذار تاريخي للأجيال القادمة عن مستقبلهم الذي أبيد من الآن , ومغادرة الوطن لأن وجودك فيه سيُبقي ذكراك المؤلمه عالقة في الأذهان عند سماع أي كلمة بؤس او حرمان.


موطن من الدرجة الثالثة.

الحوثيون والإيمان بالقضية



على مدى سنوات مضت رأينا في اليمن..ورأى العالم كله كيف تمكن الحوثيون من مواجهة نظام وهزيمته...ووضعته أمام أمر واقع وهو التفاوض..بإشراف طرف ثالث – يفترض فيه ان يكون محايدا- . وبعد مرور أكثر من خمس سنوات ووصول الصراع الى المراحل الدموية ، فإن النظام المتداعي بدأ بإذكاء الفتن من خلال حشر القبائل في الصراع مع الحكومة ضد الحوثيين..ناهيك عما يقوم به من تدمير للجنوبيين في صراعه النشاز معهم. إنها المراحل الحاسمة في الصراع والتي شعارها من قبل النظام إما البقاء على كرسي السلطة وإما إحراق اليمن في أتون صراعات قبلية مناطقية مذهبية..في حين أن شعارها من قبل الحوثيين ..الولاء لقضية وتقديم التضحيات لتحقيق أهدافهم.
ومن خلال الشعار الذي طرحه كل طرف من أطراف الصراع لنفسه، فيبدو أن الحوثيون قد تمكنوا من إستمالة الكثيرين من أبناء اليمن سوى الشمال أو الجنوب. ففي حين يرى المثقفون وحتى المواطنون العاديون أن هدف التضحيات التي يقدمها نظام صالح هو البقاء على كرسي السلطة على حساب استقرار اليمن الذي يجب أن تسوده روح التسامح ودولة المؤسسات وإشاعة العدل وإعطاء الحقوق لأصحابها..وهو بذلك يقدم التضحيات ليس من أفراد أسرته أو أقاربه الذين تثقل أكتافهم الرتب العسكرية وتمتلئ صدورهم بنياشين الحروب التي خاضوها داخل اليمن ..حروب السطو والنهب وإنشاء عصابات الفساد..حروب الفتن التي أثاروها في كل ربوع اليمن...بل أن كل التضحيات هي من شباب اليمن الذين يتم إلحاقهم بالجيش فقط لمقاتلة الحوثيين..وكذلك رجال القبائل الذين يريد الزج بهم في صراع داحس والغبراء مع الحوثيين..والتركيز ايضا كبير على الجنوبيين لتدمير شبابهم في محرقة صعده..
أما الحوثيون فلا ينتظرون قيام دولتهم بعد وصول هذه الحرب الى نهايتها..بل أن لهم حقوقا يريدون ان ينالوها ..فليس فيهم من يقاتل على كرسي متشبثا به حتى الموت..بل أنهم في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة صوتوا لصالح الرئيس الملهم..وهو في كل مرة يمارس فيها الإحتيال ويتحقق له مأربه يظن أن هذا الشعب مغفل ويستطيع أن يحتال عليه مرة أخرى..وهاهو اليوم يحصد الشوك الذي أمضى 30 عاما وهو يزرعه في كل مكان في اليمن. ومن خلال مواقفهم الثابتة والمبدئية والتضحيات الجسام التي قدموها ولا زالوا يقدمونها، فأن الحوثيون أصبحوا اليوم يحظون بتأييد قطاعات واسعة من أبناء اليمن في الشمال أو الجنوب. وإن أختلف بعض افراد المجتمع مع ما يطالب به الحوثيون فأنهم يقفون الى جانبهم لإنهاك هذا النظام الذي يتداعى بعد أن أذاق اليمن الأمرين في الداخل وتخلى عن سيادته للخارج..وأعاده إلى القرون الوسطى ..في حين يتبارى هو وأقربائه على بناء القصور وشراء اليخوت ومعاقرة الخمور.
إنها والله لدعوة لكل شباب اليمن بأن يرفعوا سلاحهم عن مقاتلة الحوثيين الذين خسروا المئات من شبابهم في سبيل إيمانهم بقضية ..في حين تخسرون انفسكم من اجل بقاء رئيس فاسد وهو وعائلته على كراسي السلطة..والله لأن مات أحدكم فأن زوجته الأرملة وأمه الثكلى وأخته المكلومة ستذوق العلقم وهي تلهث من مكتب لآخر للحصول على معاش فقيدها ..والله ليفرض عليهن هذا النظام البائس التخلي عن عرضهن للحصول على حقوقهن بعد أن فقدن الأب والزوج والأخ ..ألا فوجهوا سلاحكم إلى صدور هؤلاء المفسدين الفاشلين و الصدور التي تمتلأ بالنياشين التي لم تقدم لليمن سوى العار والمذلة والإخفاق.
وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا

الحوثيين من رهائن بيد النظام إلى مراهنين على سقوط النظام


محمد ناصر قائد البخيتي

يقف المراقب لحرب صعدة حائرا امام فهم أسبابها وأهدافها وذلك
بسبب التعتيم الإعلامي وكثرة وتناقض الاتهامات الموجهة
للحوثيين , ولوضع المراقب العربي أمام حقيقة ما يجري في صعدة
أقدم هذه الدراسة.
بعد ثورة (1962) فرضت الدولة حظرا على تدريس المذهب الزيدي واستمر هذا الحظر
حتى قيام الوحدة عام (1990).
وبسبب مناخ الحرية الذي أتاحته القطبية الثنائية للحكم بعد قيام الوحدة عام
(1990 ) قام ( محمد الحوثي "أخو حسين الحوثي") مع شخصين آخرين باستئجار شقة
مكونة من غرفتين في مدينة ضحيان محافظة صعدة وبدأوا بتدريس المذهب الزيدي.
وفي العام التالي اطلقوا على هذة الشقة منتدى ( الشباب المؤمن). ومع الوقت
انضم آخرين وهكذا بدأ التوسع في تدريس المذهب الزيدي وانتقلت الفكرة إلى مدن
وقرى اخرى. وفي عام (2000) انضم (حسين بدر الدين الحوثي) إلى منتدى ( الشباب
المؤمن). ولتمتع حسين بدر الدين الحوثي بشخصية كارزمية إلى جانب زهده
وتواضعه استطاع ان يكسب قلوب الطلاب ويكون هو المحرك الرئيسي لجماعة ( الشباب
المؤمن).
وبالتزامن مع زيادة حدة الصراع بين الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية
بالإضافة إلى احتلال العراق طغى موقف حسين الحوثي المناهض لأمريكا وإسرائيل
على جماعة ( الشباب المؤمن). وهكذا اصبح لجماعة ( الشباب المؤمن) نشاط سياسي
تبلور في تنظيم المظاهرات المناهضة لأمريكا وإسرائيل. وهذا هو غاية ما وصل
اليه ( الشباب المؤمن) وهو دراسة المذهب الزيدي إلى جانب ترديد الشعارات
المناهضة لأمريكا وإسرائيل. ولفهم التطور العسكري الذي وصل اليه الحوثيون لابد
للقارء العربي من فهم عقلية النظام.

عقلية النظام الحاكم
يتعامل الرئيس صالح مع محيطه الداخلي بعقلية الأبوة , لذلك فهو شديد الحساسية
تجاه أي شخصية تحقق شعبية وتنشط باستقلالية حتى وان كان نشاطها في المجال
الخيري او الإبداعي , فمن اجل ان يرضى عنها الرئيس لابد ان تعترف بأبوته وتنسب
له الفضل فيما تنجزه من أعمال وإلا فان أنشتطتها ستتعرض للتخريب كما خربت
مشاريع (عبد العزيز السقاف ) ومنها ( معمل خيري للخياطة) لتعليم وتوظيف النساء
العاطلات عن العمل.
ويتعامل الرئيس مع محيطه الخارجي بعقلية التحالفات حيث يحاول باصرار الدخول في
العديد من التحالفات ومنها مجلس التعاون الخليجي ودول الكومنولث
(Commonwealth of Nations) والاتحاد الأوربي وغيرها.
وبتتبع سيرة حسين الحوثي نجد انه قد تحرك باستقلالية تامة وضد رغبات الرئيس في
أحيان كثيرة كما انه تسبب وبدون قصد منه في تبديد أحلام الرئيس في أن يكون
حليف أمريكا الأول في الشرق الأوسط . ولأن حسين الحوثي فوق ذلك كله قد اكتسب
شعبية كبيرة لذلك فقد أصبح عدو الرئيس رقم واحد. ويمكن لأي مشاهد ملاحظة شدة
هذا العداء في انفعال الرئيس كلما تحدث عن الحوثي في خطابته ومقابلاته
المتلفزة.

اهم القضايا التي اثارت نقمة الرئيس على الحوثي
وقبل أن أخوض في تفاصيل هذة القضية لابد من التنويه إلى أن حسين الحوثي لم
يكن شخصية صدامية او معادية للرئيس بقدر ماكان شخصية صادقة لا تعرف المجاملة
اوالكذب ومخلصة للمبادئ التي تؤمن بها.
1- خلال عمل الحوثي كعضوا في مجلس النواب من عام 1993 الى عام 1997 درج على
المطالبة بالكشف عن بيانات الثروة النفطية والغازية واطلاع الشعب عليها. وهذا
الملف من اخطر الملفات السرية والحساسة التي ترفض السلطة فتحه أو النقاش حوله
بالمطلق , وقد أثار إصرار الحوثي المتكرر على فتح هذا الملف نقمة الرئيس الذي
يحتفظ لنفسه بأسرار هذا الملف.
2- في اثناء إعداد السلطة الحاكمة لحرب عام (94) سعى الرئيس لاستثارة العاطفة
المذهبية للطائفة الزيدية لدفعها للقتال ضد الجنوبيين الذين ينتمون للمذهب
الشافعي , إلا أن حسين الحوثي أفسد على الرئيس جهوده حيث كان أبرز المعارضين
للحرب وقد انسحب من جلسة مجلس النواب مع الشيخ عبد الله الرزامي "والذي أصبح
ذراعه اليمنى في حرب صعدة " احتجاجا على اعتراف مجلس النواب بشرعية الحرب.
3- بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ومع تنامي مشاعر الغضب في أمريكا تجاه السعودية
بسبب ان المنفذين للعملية يحملون جنسيتها تبلورت لدى الرئيس صالح فكرة ان يكون
حليف أمريكا الأول في الشرق الأوسط. فانقلبت الحكومة على السلفيين وتم اعتقال
المئات منهم بدون تهم محددة ولا محاكمات, كما سمح للمحققين الأمريكيين ولأول
مرة بالتحقيق مع المعتقلين اليمنيين وكانت الحكومة اليمنية على وشك التوقيع
على اتفاقية يتم بموجبها تسليم المتهمين اليمنيين لأمريكا. هذه الخطوة أثارت
حفيظة الحوثي الذي انتقد سياسة التنكيل بالسلفيين وأعلن رفضه السماح للمحققين
الامريكيين بالتحقيق مع اليمنيين أو تسليم أي يمني لأمريكا بمن في ذلك احد اهم
رموز السلفية في اليمن عبد المجيد الزنداني.
لقد أثار موقف الحوثي غضب الرئيس خصوصا وان مشايخ السلفية قد التزموا الصمت
بمن فيهم الزنداني نفسه الذي أعلن الاعتكاف عن الادلاء باي تصريح اعلامي.
لقد شعر الرئيس بأن الحوثي يهدد أحلامه ويضيع عليه فرصة تاريخية لا تعوض بان
يكون الحليف الأول لأمريكا خصوصاً بعد رفض طلب اليمن بالإنضمام لمجلس التعاون
الخليجي ودول الكومنولث والاتحاد الاوربي.
كما شعر الرئيس بالعجز عن مواجهة خطاب الحوثي خصوصا وان الرئيس صاحب خطاب
قومي وهو الذي طالب ذات يوم الدول المجاورة لفلسطين فتح حدودها للجيش اليمني
لقتال إسرائيل.

لقد شعر الرئيس بالإحباط وتأكد له أن الحوثي شخصية لايمكن إخضاعها أو توظيفها
كما هو الحال مع السلفيين فعقد العزم على تصفيته وتصفية حركته واعتبار ذلك
خطوة مهمة في في سبيل توثيق تحالفه مع أمريكا.
وبمجرد عودة الرئيس من أمريكا عام (2004) حاملا معه ضوء أخضر بتصفية الحوثي
وجماعته بدأ على الفور في الإعداد لحملة عسكرية كبيرة على صعدة.
إلا انه لم يكن في إمكان الرئيس إعلان الحرب بذريعة ترديد الحوثيين لشعارات
معادية لأمريكا وإسرائيل لأن هذا سيكشف زيف الشعارت القومية والاسلامية التي
يتبناها النظام ويكسب الحوثي المزيد من الشعبية.
كذلك لم يكن في الإمكان اتهام الحوثي بالإرهاب نظرا لموقف الحوثيين الواضح
بتجريم العمليات الإرهابية سواء تلك التي تستهدف المسلمين أو غير المسلمين
وسواء داخل اليمن أو خارجها.
لذلك أعلنت الحكومة الحرب على الحوثيين بذريعة أن الحوثي أنزل العلم الجمهوري
ورفع علم (حزب الله ) , ولم توضح الحكومة الى الان أين وكيف ومتى تم ذلك.
ثم لم تلبث الحكومة أن أضافت دفعة جديدة من التهم للحوثي بهدف كسب بعض الأطراف
وتخويف البعض الآخر ولإرباك الرأي العام . ومن هذه التهم إدعاء النبوة , إدعاء
المهدوية , التشيع الإمامي, العمالة لإيران وحزب الله , العمالة لأمريكا
وإسرائيل, وأخيراً اتهمت الحكومة يهود صعدة بالقتال مع الحوثي . وهذا في الحرب
الأولى أمَّا في الحرب الرابعة فقد اُتهم الحوثي بتهجير اليهود والتي اتخذت
ذريعة لإعلان الحرب.
ولكي لا ينكشف بطلان هذه التهم فرضت الحكومة حصاراً محكماً حول صعدة وفرضت
تعتيم إعلامي شامل.

سير المعارك
في الحرب الأولى ( من 6-2004 الى 9-2004 ) كان ميزان التقدم الميداني يميل
لصالح الجيش لأن الحوثيين لم يكونوا يملكون إلا الأسلحة الشخصية من بنادق
الكلاشنكوف والقنابل اليدوية والتي لا يكاد يخلو منها أي بيت في المناطق
القبلية. ورغم طول المعركة إلا أن الجيش تمكن في النهاية من الوصول إلى معقل
حسين الحوثي وقام بقتله في فخ نصبه له الجيش وهو في طريقه لمقابلة لجنة
الوساطة بعد ان أعطي الأمان. عندها شعر بقية أتباع الحوثي بعدم الجدوى من
مواصلة القتال خصوصا مع إعلان الحكومة العفو العام عن كل من شارك في القتال.
ولم تمضِ إلا أيام معدودة حتى بدأ سكان صعدة يدركون أن الهدف من الحرب لم يكن
القضاء على الحوثي فقط وإنما القضاء على المذهب الزيدي برمته. فقد سيطرت
الحكومة على كل الجوامع الزيدية وسلمتها لخطباء سلفيين من جنسيات يمنية
وعربية. كما فرضت على السكان حضور صلاة الجمعة التي يؤمها خطباء سلفيين. وقامت
قوات الأمن باعتقال العشرات من الحوثيين العائدين من الجبال ولم تفرج إلا على
عدد محدود ممن تم اعتقالهم قبل واثناء الحرب رغم تعهدها بتطبيق قرار العفو
العام واطلاق الأسرى.
وكانت دهشة سكان مدينة ضحيان كبيرة وهم يشاهدون عملية تهديم مبنى أكبر مدرسة
زيدية بعد توقف الحرب والتي بناها حسين الحوثي رغم توسط الأهالي لدى الجيش
بالابقاء على المبنى وتحويله إلى مستشفى أو حتى ثكنة عسكرية.
ونتيجة للصلاحيات الواسعة الممنوحة للجيش فقد قاموا بفرض الاتاوات المالية على
الأهالي كما احتفظ ضباط الجيش والمسؤولون بمزارع وبيوت المواطنين التي سيطروا
عليها اثناء الحرب.
لذلك لم يكن غريبا ان تقع بعض الصدامات المسلحة بين الجيش والأهالي وتتطور إلى
حروب متكررة.
ومع تجدد المعارك واستمرار الانتهاكات تزايد عدد الحوثيين وتزايدت خبرتهم
القتالية وحرصوا على إقتناء الصواريخ المضادة للدروع .
وهكذا بدأ ميزان التقدم الميداني يتغير حتى وصل حد التكافئ في الحرب الثانية
(من 3-2005 الى 4-2005) والثالثة (من 11-2005 الى 2-2006 ).

إلا أن التحول الكبير في سير المعارك كان في الحرب الرابعة بداية (2007) حيث
تمكن الحوثيين من السيطرة على عشرات المواقع العسكرية بما فيها من معدات في
مقابل فشل الجيش في السيطرة على موقع واحد من بداية الحرب حتى نهايتها.
فرغم الحشود العسكرية الضخمة التي أعدتها الحكومة للحرب الرابعة الا ان
الذريعة التي أعلنت بموجبها الحرب كانت ذريعة غبية و قاتلة.
ففي أثناء استعداد الحكومة للحرب الرابعة استغلت حصول خلاف بسيط بين أهالي (
ال سالم ) و اليهود لتعلن بموجبه الحرب. حيث قام يحيى الخضير "احد المناصرين
للحوثي" بتوجيه رسالة لسبعة من اليهود يطلب منهم مغادرة ( ال سالم ) بذريعة
نشرهم للرذيلة بين الشباب. فأوعزت الحكومة لكل اليهود مغادرة ( ال سالم )
والانتقال إلى صعدة حيث تم ايوائهم في فندق خمسة نجوم ومن ثم حملت الحوثيين
تهجير اليهود وطلبت في المقابل من الحوثيين تسليم أنفسهم واسلحتهم. حينها طالب
عبد الملك الحوثي "القائد الميداني للحوثيين" الحكومة بأن تقوم بمعالجة
القضية بين اليهود والأهالي في إطار القانون وأن لا تستعدي القوى الخارجية
ضد الداخل. إلا أن الحكومة أرسلت طائرتين إحداهما طائرة الرئيس الخاصة ونقلت
اليهود إلى صنعاء بذريعة ان حياتهم لم تعد آمنة وتم إيوائهم في مبنى فخم مخصص
لاستضافة زوار اليمن من الدبلوماسيين. وبعد أن قامت بإثارة القضية عالميا لكسب
الموقف الدولي أعلنت الحرب على الحوثيين بتهمة تهجير اليهود في الوقت الذي
لايزال فيه آلاف المهجرين في صعدة خارج قراهم بسبب سيطرة الجيش على بيوتهم
ومزارعهم. صحيح ان ( اولمرت ) قد امتدح تصرف الحكومة اليمنية كما فعل غيره من
المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين إلا أن هذا لم ينفع الحكومة في شيء وإنما
الهبت حماس الحوثيين فتساقطت في ايديهم مواقع الجيش كما تتساقط حجار لعبة
الدمنو.

السلطة اصبحت رهينة بيد الحوثيين
قبل حرب صعدة الأولى عام (2004) كان الحوثيون مجرد طلاب تقل أعمار أغلبيتهم
الساحقة عن العشرين عام. وكان أسهل شيء لقوات الأمن على الاطلاق هو اعتقال
الحوثيين. حيث يمكن لجندي واحد في الأمن أن يقتاد العشرات من الطلاب الحوثيين
من الجوامع والمدارس إلى السجن بإشارة من يده و بدون ان يبدي الحوثيين أي
مقاومة. حتى ضاقت بهم سجون صعدة وصنعاء لدرجة أن الحكومة أرسلت العديد منهم
إلى سجون المحافظات الأخرى.
لقد كان الحوثيون مثل قطيع الحملان الوديعة إلى أن حوَّلتهم الحروب المتكررة
إلى قطعان من النمور المفترسة.
في الحرب الخامسة التي تدور الآن تغير المزيد من الموازين فقد نفذ الحوثيون
تهديدهم بنقل المعركة إلى محافظات أخرى إن لم تلتزم الحكومة باتفاقية وقف
اطلاق النار الموقعة في الدوحة فيما أعلنت الحكومة الحرب عليهم بتهمة عدم
إلتزامهم بتنفيذ اتفاقية الدوحة.
تدور المعركة اليوم في خمس محافظات منها محافظة صنعاء ولازال الحوثيون يهددون
بتوسيعها ان لم ترضخ الحكومة لمطالبهم بوقف الحرب. لقد تطورت الحرب وتوسعت
بشكل لم يتوقعه احد ولم يبق إلا تطور واحد وهو أن تنتقل المعارك إلى مدينة
صنعاء وحول دار الرئاسة. واذا ما أصبحت شوارع صنعاء وأزقتها ساحة للمعارك فإن
اليد العليا وبدون أدنى شك ستكون للحوثيين لان التفوق النوعي في الأسلحة من
طيران وصواريخ لن ينفع في شوارع صنعاء وأزقتها. أضف إلى ذلك بسالة الحوثيين
وخبراتهم القتالية.
هناك مثل مشهور في اليمن يردده الناس دائما ويقول:( للإنسان ثلث ما نطق) بمعنى
أن الإنسان الذي يردد أشياء غير صحيحة وفيما يضره ولو من باب المزاح فان
ثلثها يتحقق. ومعروف أن الرئيس لم يتوقف عن التحذير من ان الحوثيين يسعون
للسيطرة على السلطة رغم ادراك الرئيس عدم صحة ذلك . ولأننا نعرف أن الحوثيين
لا يسعون للاستيلاء على السلطة فهل يحققوا ثلث ما نطق به الرئيس وهو إسقاط
النظام والمشاركة في السلطة؟



المنبر نت