الأحد، 1 يونيو 2008

الحوثيون والإيمان بالقضية



على مدى سنوات مضت رأينا في اليمن..ورأى العالم كله كيف تمكن الحوثيون من مواجهة نظام وهزيمته...ووضعته أمام أمر واقع وهو التفاوض..بإشراف طرف ثالث – يفترض فيه ان يكون محايدا- . وبعد مرور أكثر من خمس سنوات ووصول الصراع الى المراحل الدموية ، فإن النظام المتداعي بدأ بإذكاء الفتن من خلال حشر القبائل في الصراع مع الحكومة ضد الحوثيين..ناهيك عما يقوم به من تدمير للجنوبيين في صراعه النشاز معهم. إنها المراحل الحاسمة في الصراع والتي شعارها من قبل النظام إما البقاء على كرسي السلطة وإما إحراق اليمن في أتون صراعات قبلية مناطقية مذهبية..في حين أن شعارها من قبل الحوثيين ..الولاء لقضية وتقديم التضحيات لتحقيق أهدافهم.
ومن خلال الشعار الذي طرحه كل طرف من أطراف الصراع لنفسه، فيبدو أن الحوثيون قد تمكنوا من إستمالة الكثيرين من أبناء اليمن سوى الشمال أو الجنوب. ففي حين يرى المثقفون وحتى المواطنون العاديون أن هدف التضحيات التي يقدمها نظام صالح هو البقاء على كرسي السلطة على حساب استقرار اليمن الذي يجب أن تسوده روح التسامح ودولة المؤسسات وإشاعة العدل وإعطاء الحقوق لأصحابها..وهو بذلك يقدم التضحيات ليس من أفراد أسرته أو أقاربه الذين تثقل أكتافهم الرتب العسكرية وتمتلئ صدورهم بنياشين الحروب التي خاضوها داخل اليمن ..حروب السطو والنهب وإنشاء عصابات الفساد..حروب الفتن التي أثاروها في كل ربوع اليمن...بل أن كل التضحيات هي من شباب اليمن الذين يتم إلحاقهم بالجيش فقط لمقاتلة الحوثيين..وكذلك رجال القبائل الذين يريد الزج بهم في صراع داحس والغبراء مع الحوثيين..والتركيز ايضا كبير على الجنوبيين لتدمير شبابهم في محرقة صعده..
أما الحوثيون فلا ينتظرون قيام دولتهم بعد وصول هذه الحرب الى نهايتها..بل أن لهم حقوقا يريدون ان ينالوها ..فليس فيهم من يقاتل على كرسي متشبثا به حتى الموت..بل أنهم في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة صوتوا لصالح الرئيس الملهم..وهو في كل مرة يمارس فيها الإحتيال ويتحقق له مأربه يظن أن هذا الشعب مغفل ويستطيع أن يحتال عليه مرة أخرى..وهاهو اليوم يحصد الشوك الذي أمضى 30 عاما وهو يزرعه في كل مكان في اليمن. ومن خلال مواقفهم الثابتة والمبدئية والتضحيات الجسام التي قدموها ولا زالوا يقدمونها، فأن الحوثيون أصبحوا اليوم يحظون بتأييد قطاعات واسعة من أبناء اليمن في الشمال أو الجنوب. وإن أختلف بعض افراد المجتمع مع ما يطالب به الحوثيون فأنهم يقفون الى جانبهم لإنهاك هذا النظام الذي يتداعى بعد أن أذاق اليمن الأمرين في الداخل وتخلى عن سيادته للخارج..وأعاده إلى القرون الوسطى ..في حين يتبارى هو وأقربائه على بناء القصور وشراء اليخوت ومعاقرة الخمور.
إنها والله لدعوة لكل شباب اليمن بأن يرفعوا سلاحهم عن مقاتلة الحوثيين الذين خسروا المئات من شبابهم في سبيل إيمانهم بقضية ..في حين تخسرون انفسكم من اجل بقاء رئيس فاسد وهو وعائلته على كراسي السلطة..والله لأن مات أحدكم فأن زوجته الأرملة وأمه الثكلى وأخته المكلومة ستذوق العلقم وهي تلهث من مكتب لآخر للحصول على معاش فقيدها ..والله ليفرض عليهن هذا النظام البائس التخلي عن عرضهن للحصول على حقوقهن بعد أن فقدن الأب والزوج والأخ ..ألا فوجهوا سلاحكم إلى صدور هؤلاء المفسدين الفاشلين و الصدور التي تمتلأ بالنياشين التي لم تقدم لليمن سوى العار والمذلة والإخفاق.
وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا

ليست هناك تعليقات: