الأربعاء، 11 يونيو 2008

دقي يا " بازوكا".. فالراقصون كثرٌ..(مخربشات وطنية على هامش البارود.. وروائح الدماء)



كتب / أسامه حسن ساري
osama_sar@hotmail.com



كانت مفاجأة كبيرة للشارع اليمني أن يزور بلادنا رئيس المحاكم الإسلامية الصومالية للمباحثة مع القيادة السياسية حول قضايا السلام في الصومال..
مع ذلك بلادنا التي يقتلها الفراغ العاطفي والإنساني لم تتردد لحظة واحدة في منح الصومال الشقيق نصائح حول الكيفيات والسبل اللازمة لتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال..
• ممن قدم تلك النصائح أحد جلادي الأبرياء من الأطفال والنساء في اليمن..
فالمعروف أن السلطة وأتباعها لم تأل جهدا في الدفع بالبلاد إلى الصوملة.. حتى أصبح الشارع اليمني لا يفرق بين رجال العصابات وبين المسئولين.. الفرق الوحيد إن كان فليس إلا أن العصابات داخلها وخارجها متشابه بينما مسئولونا يسكن نفوسهم الشر والبغض للحياة الجميلة وللبراءة .. ومظاهرهم ترتدي أقنعة الإنسانية.. ورجال العصابات يكتفون ببعض الأعمال الشريرة ثم يغيرون استراتيجياتهم ومخططاتهم مع ذلك يبغضهم الناس في كل حال.. ومسئولونا يسيرون على ذات النسق العدواني و اللا إنساني منذ ثلاثة عقود وكلما ازداد شرهم تضاعفت جاذبيتهم وحب الناس لهم..

• عجباً يا شيخ شريف احمد.. كيف تتعلق آمالك بنصائح وأهواء جماعة تؤكد لك أن الحوار " الصومالي - الصومالي " هو المحقق لتطلعات شعبك من الأمن والاستقرار..
أخشى على صومالك من نصائح وسياسات صومالنا.. فإنها أيادٍ تمسح على رؤوس المقهورين قبل أن تنتزعها بلا شفقة.. هل تحقق لليمن أمنه واستقراره؟.. فاقد الشيء لا يعطيه.. إنها الأيادي التي أحرقت مزارع العنب والرمان في صعدة وكسرت غصون الزيتون في الجنوب..

• وأي سلام تبحث عنه في اليمن.. لتحتذي به؟.. السلام الذي اختطف العلامة محمد مفتاح من بين أطفاله بعد إطلاق الرصاص عليهم وإرعابهم.. أم السلام الذي اقتحم مركز بدر العلمي وأذاق طلابه ويلات الذل واختطف الجوري.. السلام الذي اعتدى منذ سنوات على الخيواني ولفق عليه التهم لينال من عنقه بلا رحمة أو احترام للإنسانية.. السلام الذي غيّب ضحكة المقالح الرائع في السجون.. أم السلام الذي التقط الشاب ياسر الوزير وهو متجه إلى بيت الله لأداء صلاة الظهر ورماه في سراديب الأمن السياسي؟..
ويلنا من هذا السلام الذي أطلق أيادي مرتزقة الأمنين السياسي والقومي على عشرات الأسر الهاشمية الآمنة في أمانة العاصمة لمجرد الاشتباه في وطنيتهم وولائهم للفندم..بالطبع لهم أن يشتبهوا.. وقريباً سيشتبهون في وطنية اليمن كأرض وجغرافيا.. فاليمن لا يقبل إلا الأحرار وهو مقبرة الغاصبين.

• يا شيخ شريف .. لقد تم صوملة اليمن فابحث عن السلام في صومالك الذي مازال يرمق بالحياة والخضرة..فذلك أرقى من استجدائه من صومالنا المرمي تحت رحمة البيادات.

• لا أشك لحظة واحدة في مصداقية نصيحة الفندم.. حين يحثكم على السلام والتفرغ لإعادة إعمار وبناء مؤسسات الدولة الصومالية.. إنما أتمنى أن لا تزعجوا سيادة الرئيس مرة أخرى لأنه غير متفرغ.. فهو مشغول أيضاً بمشاهدة المقربين منه وهم يقوضون مؤسسات الدولة اليمنية دون قدرة على نصحهم بالسلام أو تفعيل جاد لمعاني الحوار والتفاوض..بالطبع أمن واستقرار الصومال يهم اليمن.. لأن اليمن لا تهتم بنفسها ، لذا تشغلها بشئون وهموم الآخرين.



**إعلام البرتقالة!.**


بعض وسائل الإعلام العربية لا تفقه من معاني الحياة إلا لغة "البرتقالة".. فهي الأخرى غير منصفة لهذا البلد الممتهن..بسبب مراسليها الذين أرهقوا أنفسهم صعوداً.. الإعلام العربي يتناول قضية صعدة وما يحدث فيها من جرائم تحت مسميات حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ببرود شديد ولا إنسانية وبروح انعدم فيها التوازن..لا يهمها الحقيقة والرسالة الصادقة.. تتحدث عن كوارث الحرب ومسبباتها ببلادة..يكتفي مراسلوها بالنقل الجاف من الصحف الصفراء التي يرممها مكتب "علي الشاطر".. وتصف الحوثي وأنصاره بما لا يليق بهم كأصحاب قضية إنسانية يدافعون عن أنفسهم ويرفضون الظلم والهوان..
فهاهي وسائل الإعلام العربية تنقل أخبار مطبخ " الشاطر" و "بورجي" ، ثم تنتفخ باتصال مباشر وحديث حي وساخن مع أذناب الفندم - الذين تعبث أياديهم بالبلاد - من اللجنة العامة أو المنظرين السياسيين.. يحللون أخبارهم ويمجدون شياطينهم و يشرعنون تجاوزاتهم القانونية والأخلاقية..
المصيبة أن بعض المحللين لا ينتمون إلى اليمن ولا يعرفون عن صعدة شيئاً عدا أنها تقع على الحدود السعودية..ولا يفقهون عن الحوثي إلا ما يملى عليهم من خصمه الحكومي..أمثال اللبنانيين خيرالله خيرالله و فيصل جلّول الذين يتسلمون رواتب شهرية منتظمة لا تقل عن 2 مليون ريال لكل واحد منهم من قوت هذا الشعب وأمواله العامة.. " 10 ألف دولار" لكل واحد..جريمة و خيانة وطنية.. وثالثة الأثافي شاكر الجوهري الذي تجشمت الدولة قبل عام تقريباً أكثر من 38 ألف دولار لتسهيل رحلته إلى صعدة لكتابة مقال مطوّل عنها.. بس " حنب" أين ينشره.


**انظروا من يتكلم!.**


• انظروا من يتكلم.. في حوار مع صحيفة "السياسية" الكويتية مطلع الشهر الجاري.. آخر الأدعياء وأول المغتصبين لإنسانية وحقوق اليمن وشعبه..عبد الرحمن البيضاني..
" اللهم لا تؤاخذنا يا رب ".. قال : " الحوثيون يستهدفون إسقاط النظام الجمهوري في اليمن والعودة إلى النظام الإمامي بكل مخلفاته وعوراته".. أمرك لله يا إمام ذهبت بكل بساطة وتركت خلفك هذه العورات التي تسيء إلى اليمن وتلوّث عقليات الناس من وقت إلى آخر وتزعجنا من خارج البلاد.. "كمان" يتحسر على ما يجري في صعدة..فأي نظام جمهوري الذي تتحدث عنه؟..ذلك الذي وضع على اسمك دائرة حمراء قاتمة.. جزاه الله خيراً رغم أنه لم يعد يتمتع بقدرته على تمييز أعداء البلاد.. فقد تحول فجأة من نظام جمهوري إلى مخلفات وعورات.. غريب أن تتحسر وأنت فار من وطنك ورافض لانتمائك.. أعرف رغم حداثة سني أن الإنسان الذي يحب وطنه يبقى ليدافع عنه و لا يغادره إلا إلى " القبر".. وهذا ما لا نتوقعه منك.. فاصمتوا رجاءً يكفي الرئيس ما يواجهه من نكايات وشماتة .. رغم أن نظامنا عبارة عن مجموعة غير متزنة تربطهم أواصر النسب والقرابة.. قوتهم النفط والذهب.. و مقائلهم مؤامرات ضد الآدمية والضمائر الحية.. و أسمارهم " قوارح" والعاب نارية رهيبة واعتقالات للأبرياء وأصحاب الرأي الحر.. إنهم معاول هدم وليس نظاماً.. ذرائعهم مقنعة للشعب لأنها محمولة على أكف المشائخ المتسلطين.. أو عبر فوّهات المدافع وخزائن الكاتيوشات ومؤخرات الميج.

• ويقول البيضاني : " إني أصلي وأدعو الله القدير أن يعود الحوثيون إلى رشدهم ويكفوا عن هذا التمرد حقناً لدماء جميع الأطراف.. وحتى تتفرغ الدولة لاستثمار مواردها البشرية والطبيعية".. بل ويطالب بضرورة تحقيق تسوية سياسية بين السلطة وأنصار الحوثي.. أو إنهاء الأزمة بكل الوسائل الممكنة.
انظروا من يتكلم.. فضيحة تاريخية مدوّية..يصلي ويدعو الله تعالى..جميل جداً يا أستاذ عبد الرحمن أن أدركت جدوى العودة إلى الله تعالى.. توقعات تشير أن مصالحك مهددة.. فلو كانت مصالح الشعب هي المهددة لربما تغير اتجاه القبلة..
اتضح لي الآن أن المآسي والانهيار المتتالي الذي يعانيه الوطن وأبناؤه منذ ثلاثة عقود سببها تفريط بعض المهاجرين أدعياء الثورة في الصلاة والدعاء.. رحم الله الشاعر الذي قال : " صلى وصام لأمرٍ كان يطلبه.. فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما"..
يشفطون النفط ويغتصبون الوحدة ويسلبونها عذريتها.. ليس من داعٍ للصلاة والدعاء..
طيب .. يدهسون الأطفال بسياراتهم الفاخرة و مجنزراتهم ويصادرون الحقوق والحريات ويختطفون النساء ويقتلون الأبرياء علناً في الشوارع.. وليس من داعٍ للصلاة والدعاء..
إذن يتم تزكية اللصوص وتمجيد الفساد واستغلال مراكز القرار والصلاحيات لترويع الناس وتجويعهم والاحتيال عليهم.. أيضاً لا داعي للصلاة والدعاء..
إذن لم يبق إلا القضاء على الزيدية والهاشميين واستخدام الجيش لتدمير المدن وحماية أسرة الحكم وتخريب الوطن وسفك الدماء واختلاق الأزمات والحروب الداخلية ليستقوي البركاني ويتنمر الراعي و يتغوّل العسكر ، وتتضح قسوة ملامح الوجوه الشابة من ورثة النظام التي برزت على الساحة السياسية وتنمو مخالبهم فيهاب البسطاء قسوتهم ويلزمون الخنوع والذل والسكوت على المظالم.. أيضاً لن تصلوا أو تدعوا الله تعالى..
لكن عندما غضب الله تعالى وآذن بزوال النظام المتسلط ورفع المظالم وإنصاف المظلومين.. فارتد تدبير السلطة ومكائدها في الشمال والجنوب على رأسها .. وتخوّف المتزلفون من الفطام النفطي والاستثماري ومن توقف مصالحهم واستعادة الشعب لحقوقه.. سارع الجميع إلى الصلاة والدعاء..

• والمؤكد أن أرباب الفساد وأعوان السفاحين لم يؤمنوا بعد - ولن يؤمنوا - بشرعية قرارات رئيس غرفة عمليات حرب صعدة وفوضى الجنوب.. لهذا يدعون ويحلمون بتسويات سياسية.. يعني أعطوهم حقهم " عشان" يدعونا وشأننا.. لا يوجد لديهم إيمان حقيقي بأن للسلطة و الجيش قضية شرعية وعادلة.. كما لا يرفضون أو ينددون بالجرائم والانتهاكات التي يرتكبها "البشمرجة" تحت حماية الجيش والأجهزة الأمنية في صعدة وحرف سفيان وغيرها..فقط ينددون ويشجبون حادثة تفجير جامع بن سلمان المفتعل من قبل أطراف لا تنتمي إلى الحوثي وأنصاره وإنما لها مصلحة من تفجير الوضع.. بينما يتجاهلون مجزرة الطيران في منطقة مجز.. التي ذهب ضحيتها الأسبوع الماضي 29 طفلاً وامرأة من النازحين حيث لا جبهات قتال ولا متاريس لأنصار الحوثي..ضحاياهم أبرياء.. فما هذا التناقض الانساني المقيت.. بل يشجعون السلطة على القمع والإبادة إن لم تحدث التسوية ويقبل بها طرفا الصراع..والشعب والبسطاء في الوسط.. ضحايا صمتهم .. و لا يلتفت إليهم أحد..
• بالفعل يا قاضي.. هذه الحرب مجنونة أعاقت السلطة عن التفرغ لاستثمار مواردنا البشرية والطبيعية.. الدليل هذه الهستيريا في استخدام الحديد والنار..لكن للأسف لم تتعطل مصالح القادات ولم ينل الشعب حقوقه أو يجد لإنسانيته موطئ قدم في قلوبهم.

• تنادي يا بيضاني بهذا لأنك تدرك جيداً أن استثمار الموارد البشرية والطبيعية يؤول إلى أرصدة خاصة ومزيد من البنوك والشركات والاستثمارات في ألمانيا ولندن وإيطاليا وباريس والصين .. ولبعض المهاجرين في " مصر".. ويخدم إستراتيجية تآمرية إقليمية تشترك في أرباحها وعائداتها قيادات محلية وخليجية وسعودية وأوروبية.. وأنت أيضاً تنال حصتك بالتأكيد..

• المعذرة يا أستاذ عبد الرحمن على الزلات والهفوات التي أوقعك فيها لسانك..
قلت : " القيادة السياسية والدولة تدافع عن إلغاء التمييز العنصري والطائفي"..
الدولة هي الأرض وهي الشعب.. وهذا الأخير مسلوب الإرادة ومصلوب الكلمة.. أما القيادة السياسة فهي فعلاً تدافع عن التمييز العنصري والطائفي .. ولم تسعى يوماً لإلغائه أو القضاء على مفاهيمه .. وستظل تدافع عن إلغائه لأنه ديدنها.. فماذا تسمي حرب الإبادة على الهاشميين؟..ماذا تسمي الحكم المدني الفردي التسلطي؟.. والأخ غير الشقيق قائد للفرقة.. وعيال الأخ الشقيق قادات للأمن القومي والمركزي.. والعيال وعيال العم قادات للحرس والقوات الخاصة.. والأنساب وزراء ورجال أعمال يسيطرون على السيولة النقدية وعلى القمح والاستثمارات والنفط.. ويزاحمون حتى سائقي سيارات الأجرة.. قطع أرزاق في كل مجال.. أليس هذا تمييزاً عنصرياً عائلياً..
و فوق هذا الحكم العسكري في اليمن أليس تمييزاً عنصرياً.. هجرتك القديمة إلى مصر لتتملص من مسئولية توريط الوطن في فخ أدعياء الثورة ضامناً كافة مصالحك واستثماراتك وحصصك من الثروات والموارد أليست عنصرية..

• محافظون عسكر حتى بعد انتخابهم وهمياً.. رؤساء مجالس محلية للمديريات عسكر.. وزراء نصفهم عسكر.. مدراء عموم الوزارات في الدواوين العامة والمحافظات معظمهم أيضاً عسكر " بس لا يتبعون الفرقة والحرس".. وإنما يديرهم " عمي غالب".. سيكون من الغباء أن نقول أن أفراد الجيش أنفسهم عسكر.. إنما " ايش " نعمل.. الباطل فاض.. وأصبح الجيش فعلاً عسكر لحماية أفراد وليس لحماية وطن.. كللللللل هذاااا أليس تمييزاً عنصرياً.. بمعنى أن المواطن العادي مجرد ضحية للحكم العسكري والرأسمالية.. المواطن العادي والبسيط يدين بالولاء لنظام مختل لا يعترف إلا بالقوة ، إذ لا قيمة لآدمية البسيط ولا معنى لوجوده عندهم.. فلا حول ولا قوة إلا بالله..
• وأدعو كافة الزملاء الصحفيين إلى التصدي لجميع الأصوات النشاز التي "تبقبق" من خارج البلاد.. ولا تحترم مشاعر الشعب اليمني.

• انظروا من يتكلم .. وزير الدفاع الأسبوع الماضي.. يحتفل في محافظة صعدة بذكرى الوحدة اليمنية.. هل سمعتم؟.. يحتفل.. يا للقسوة والطغيان.. بل ويتكلم..يقول في خطابه : " أن المؤسسة الدفاعية والأمنية تأخذ بعين الاعتبار عند تعقبها لتلك العناصر الإجرامية سلامة المواطنين الأبرياء والحفاظ على ممتلكات الناس من بيوت ومزارع يتحصن ورائها الإرهابيون".. و أتدرون أمام من يحتفل ومن يخاطب..أمام مئات الأسر النازحة من مدنها وقراها في صعدة بعد أن دمرها الطيران و النابال والصواريخ والمدافع.. بالطبع هذه الأسلحة لا يمتلكها إلا الجيش.. وبالتالي نصدق وزير الدفاع عندما يؤكد حرص الجيش والأمن على عدم الإضرار بالممتلكات الخاصة والمدن.. لماذا لا نصدقه.. فقد تحدث بعد انتهاء معسكراته من تدمير المدن والقرى ونهب الممتلكات.. يعني " ما باقي شيء عشان نقول يكذب علينا في عيد الوحدة"..فالجميع يسكنون الخيام.. والخيام يسكنها الجوع والفقر والأوبئة والمخاطر المهددة للحياة.. فماذا بالله عليكم يدمر الجيش فيها.. ولماذا يتمترس خلفها أنصار الحوثي؟..
احتفلوا في صعدة المحاطة بأجواء من الرعب.. والفواحة بروائح الموت.. المغسولة بدماء المواطنين من الجيش و المجاهدين والأبرياء.. والمكتحلة عيونها بدموع الأطفال وقهر النساء والمسنين.. بيئة كل مكوناتها مشجعة على الاحتفال والتباهي العسكري.. عفواً .. الوحدوي..
فليس إلا روائح بارود وغازات سامة وشظايا متطايرة خلفتها آلات الجيش.. فما الضرر من الاحتفال.. فتكلم الوزير بلغة المنتصر الواثق من نفسه أمام النازحين.. ولأنه يثق من عدم إلحاق الضرر بهم لم يفكر لحظة واحدة - كغيره من المسئولين - في إرسال قافلة إغاثة أقلها غذاء وأدوية إلى مخيمات هؤلاء النازحين.. ولم يعدهم بتقديم المساعدات أو تكليف الجيش بحماية قوافل الإغاثة التابعة للهلال الأحمر من التعرض للنهب في بلاد حاشد..
لم يعدهم حتى بزيارة مخيماتهم وهناجر الدجاج التي نزحوا إليها.. لأنه بصراحة لا يرى بشراً أمامه.. متضررين وضحايا.. بل هناجر دجاج فقط.. يعتقد أن جميع أبناء الشعب عسكر تم تدريبهم وتأهيلهم على التحمل وعدم التفكير أو الجدل في الأوامر العوجاء.. وتم تدريبهم على الإلقاء بأنفسهم رخيصة .. لكن ليس من أجل الوطن.. إنما من أجل النظام والأسرة الحاكمة..لأنه من قبل أن يرى هؤلاء النازحين والبسطاء لم يشعر برداءة " الكدمة" وخشونتها و بسؤ تغذية الجيش والمرابطين في الصحارى والحدود ورؤوس الجبال..
إنهم يعتبرون الناس آلات فتاكة ودمى متحركة للخراب والدمار.. وليست ذات أرواح ومشاعر واحتياجات.



**استمرار النزيف**


• الجراح تتسع.. النزيف يستمر ويشتد.. وتجار الحروب يرقصون على إيقاعات البوازيك و الكاتيوشات.. ويعزفون على أوتار الجيش.. يغررون السلطة ويضللونها.. يلفقون ويزورون المعلومات الكاذبة لضمان استمرار الحرب.. فهم يرضعون من لبنها.. وطزززززز في مصلحة الوطن ومستقبله... طزززز في أمنه واستقراره.. طزززززز حتى في العدالة والإنصاف ولو أقلها في الطرح الصحفي المتناول لقضية السيد الشهيد حسين الحوثي.. أحكام إعدام تصدر وتنفذ.. ما هي المبررات؟.. هاشمية.. شيعية.. زيدية.. مناطقية..طائفية.. أم ماذا؟..هل من رجل رشيد يتوقف للحظة و يسمح للعقل بالعمل؟..السلطة والجيش طرف في الحرب.. والسيد الحوثي وأنصاره طرف.. ويجب أن ننظر إليهما كطرفين وليس كسلطة وعدو.. فهذا ليس عدلاً سيما في ظل التكتم وعشوائية الإبادة والاعتقالات التعسفية..

• مصيبة نواجهها.. متاح لنا فقط أن نؤيد السلطة.. باسم حماية الوطن.. إنما صعدة وحرف سفيان من كوكب آخر.. ولا تستحقان الحماية.. وأبناؤهما هاشميون و زيود ومتمردون.. حسب السلطة وقناعاتها وليست قناعاتي..
متاحٌ لنا أن نصبح ببغاوات نردد مزاعم السلطة واتهاماتها للسيد عبد الملك الحوثي بأنه عميل ويستهدف الفتنة ومصالح الوطن ، وحيناً مدعوماً من إسرائيل وحيناً من إيران ، وحيناً صفوياً وحيناً إمامياً متمرداً..
لهذا يجب ألا نقبل بآراء ومزاعم السلطة لأنها لم ترسو على بر.. وأيضاً لأنها طرف في هذه الحرب الطائفية.. يجب الاستماع إلى الطرف الآخر.. وأن تسمح السلطة بفتح ساحات الحرب للإعلاميين والصحفيين.. لنعرف ما الذي يحدث حقيقة في أرض الواقع سواء من قبل السلطة أو من قبل الحوثيين.. فنحن بلد ديمقراطي.. لماذا تتكتم السلطة على الحرب؟.. ولماذا تمنع وتعتقل وتعاقب أي مواطن أو كاتب أو مفكر يحمل أو يقرأ محاضرات السيد الشهيد حسين الحوثي؟.. يجب أن نقرأ لنعرف هل هو عميل إيراني وفكره صفوي وليس زيدياً ودينياً بحتاً.. أم أهدافه معادية للوطن.. وليست متركزة ومتوقفة على التعبئة العامة ضد العدوان والاستعمار الصهيوأمريكي عسكرياً أو اقتصادياً أو ثقافياً.. لكن أن نصدق مزاعم السلطة ونحن نعلم أنها أكبر أكذوبة في العالم بحد ذاتها كسلطة فما بالنا بمزاعمها وادعاءاتها..فهذا عدم إنصاف.

• إلى وقت قريب كانت السلطة تقرب أسرة آل الحوثي وعلمائهم وعلماء الزيدية والهاشميين عامة وتعتبرهم كراسي العلم وورثة القرآن وأصحاب الفكر الوسطي المعتدل.. وكانوا هم مؤسسي وأعضاء جمعية علماء اليمن.. فما الذي تغير اليوم في هؤلاء الذين نعترف لهم بالحجة والعلم والاجتهاد؟.. هل قالوا كلمة حق أم باطل فأغضبت السلطة؟..
• بلا شك هناك طرف يخدم إستراتيجية ومشاريع عدوانية للوطن والدين.. لكن من هو؟.. أخشى أن يكون طرفاً ثالثاً يزج بالسلطة في هذه الحرب؟.. ويستغل الطائفية والدين كورقة سياسية للعبته القذرة؟.

• السلطة تسمح لنا بقراءة الفكر الماركسي والاشتراكي والليبرالي والصهيوني وغيره من الثقافات المعتدلة أو الشاذة بما فيها ما يسمونه بــ " الأدب الأيروسي".. وهذا الأخير كتبه موجودة في مؤسسات حكومية.. رغماً أنه ليس أدباً وإنما هو قلة أدب ، مجرد روايات غربية عن الجنس والدعارة ونشر البغاء واللواط..إذن الفكر الحوثي فيه مفاتيح الأحجية.. والسلطة لا ترغب في إطلاع الشعب عليها!.

• ثمة انقسامات وطنية واضحة بين مؤيد ومعارض.. إما منحاز وإما محايد.. لأحد الطرفين..لكن أيضاً ثمة أطراف خفية وأيادٍ خبيثة .. وأقنعة دينية وسياسية تعبث في البلاد وتلوّث الفكر والوعي.. وتحرص على تمييع الحقائق..سيّما بعد ظهور أصحاب السنة والجماعة الذين ترعرعوا منذ قرون في أحضان سلاطين الجور والظلم من بني أمية والعباسيين و العثمانيين والاستعمارات البريطانية للشرق الأوسط ، والايطالية للقرن الأفريقي.. ثم اتسعت رقعتهم وتطورت مسمياتهم بالتزامن مع نشؤ دولة آل سعود حسبما يؤكد " مستر هيمفر" الجاسوس البريطاني في مذكراته التي فضحت حقائق وأهداف هذه الجماعة التي لعب دوراً أساسياً في تنميتها وتغذيتها .. واليوم يظهرون ككتائب للتكفير و يفرغون حقدهم الدفين على الهاشميين آل بيت رسول الله وعلماء الزيدية ولا يقيمون وزناً لحياة الآلاف من الأبرياء الذين تسفك السلطة دماءهم.. أو يتنكرون لفساد رسمي ومنكرات متفشية بين المواطنين .. وإنما فقط لغتهم تكفير الحوثي.. وتأجيج الصراع ومنح السلطة صكوك القتل والتدمير من خلال ما يسمونها " جمعية علماء الرئيس".. فماذا تركوا لمستقبل الدين ولثقة الناس في العلم والقرآن.. علماء تظهر أصواتهم مع تفاقم الفساد ليس لإطفاء باطل وإحياء حق.. بل لتمجيد مفسد وسفاح و محاربة الحق وأهله.
• أيضاً المواطنون البسطاء وحتى المثقفون والكثير من الصحفيين ليسوا فقهاء دين ليحللوا ويحكموا على أحد الطرفين.. فالجدل في الدين ممنوع في عدد من الآيات القرآنية واقرءوا سورة الحج..
• القضية عقائدية.. والإعلام الرسمي وكذلك المقربون من السلطة يروجون لوجود أهداف خفية وغير معلنة..لكنها لا تصبح خفية عندما يقولون تستهدف الحكم.. فكيف اطلعوا على الغيب وعرفوا الخفي ؟.
ليسوا وحدهم يبررون هذه الحرب الجنونية على صعدة وحرف سفيان.. بل أيضاً صحف كثيرة تنقل وتحرر تقارير وبيانات ووثائق إن لم تكن من مطابخ المؤتمر فهي من مطابخ أحزاب أو تنظيمات أو جماعات دينية ترفض الوجود الزيدي والشيعي.. بمعنى أن رأي وفكر الطرف المعني مغيّبان.. فتظل حرب ظالمة..

• الخطابات الرسمية على مدى سنوات طويلة تتهم الأحزاب والمنظمات بالاستقواء بالخارج واستقبال الدعومات المالية الضخمة والترويج لأفكار وسياسات خارجية تستهدف النيل من الوطن وسيادته... يعني عملاء يضمرون العداوة ويبيعون الوطن.. فالمسألة بلغت حد التطاول على السيادة الوطنية..كما يردد إعلام السلطة والحزب الحاكم.. فلماذا لم تشن عليهم السلطة حرباً عسكرية؟!.

• على كلٍّ.. هذه الحرب يلفها الغموض وتحميها الأفواه المكممة.. نحاول جميعنا إدانة الحوثي وأنصاره وتحميلهم مسئولية التمترس في المدن والتسبب في خرابها وتشريد السكان ، وزعزعة الأمن والاستقرار ، والتغرير بالشباب ودفعهم إلى التطرف وعمل غسيل مخ لهم.. ونتهمهم بكل تهمة تزعمها السلطة و مؤلّهيها والمسبحين بحمدها.. لكي نرضيهم .. لكننا لن نرضي ضمائرنا ولن نخلص ذمتنا من غضب الله دنيا وآخرة.. فنحن نعرف جيداً أن أبناء بني حشيش هم الذين قاتلوا في بلادهم.. وكذلك أبناء صعدة في مدنهم وقراهم.. أيضاًَ أبناء حرف سفيان في مدينتهم.. ودمى الجيش وآلاته العمياء هي التي تهدم .. وتمحو المدن من خارطة اليمن.. و"البشمرجة" هم الذين ينهبون ويعتدون على النساء والأطفال تحت حماية الجيش..واليوم الحمية أخذت عناصر الجيش فرأوا أنهم أولى بالغنائم من ممتلكات الأبرياء..

• يا جماعة.. الأمر خبيص.. وثمة ملابسات وتعقيدات ووقائع غامضة لا تمت حقيقتها بصلة إلى ما نتداوله هذه الأيام من مزاعم وتبريرات لوحشية الحرب.. ولا ترتبط حقائقها بمعلومات وتقارير مضللة يكتبها أحمد عايض في موقع "مأرب برس" الذي فقد مصداقيته منذ شهور قريبة بعد أن تذوق حلويات المؤتمر والوزارات والمؤسسات الحكومية حتى أنه الموقع الوحيد في اليمن الذي لم تحجبه السلطة ولن تفعل لأنه من حلائلها المقربين.. وهذا العيب والذمة " الفساح" سمة كثير من المواقع الاليكترونية النفاقية وبعض الصحف المطبوعة لأحد الأحزاب الدينية المتمترسة خلف مصالحها الضيقة ولها مصالح من إضعاف الوجود الزيدي الشيعي.

• الحقائق والوقائع حجبتها وسائل الاتصالات المقطوعة ، والصحف الاليكترونية المحجوبة ، و القرارات المتسلطة المانعة لتناول حقائق أحداث صعدة بما يتعارض مع سياسة حرب " علي وعلي" .. "فأي العليين يخصي علي".. كما قال البرد وني رحمه الله..
وثمة شكوك عالية تستثيرها حملات الاعتقالات ومداهمات المنازل سيما منازل الهاشميين في أمانة العاصمة.. ألن يشعر هؤلاء بالظلم والغبن و الإذلال بما قد يدفعهم إلى اتخاذ مواقف دفاعية داخل أمانة العاصمة وتستغلها الأطراف الخفية الرامية لإسقاط النظام من داخله .. وتظهر جبهات جديدة وجديدة و جديدة..
من العيب أن تستمر السلطة في استثارة المواطنين وانتهاك حرماتهم وخصوصياتهم لمجرد الاشتباه.. وإن كانوا فعلاً حوثيين.. لماذا تحرص السلطة على فتح جبهات جديدة من خلال تأليب الناس ومضايقتهم وتعذيبهم في السجون وتوريث الأحقاد فإن لم تكن السلطة هي الفاعلة فبالتأكيد ثمة طرف ثالث على علاقة متينة بالسلطة والأجهزة الأمنية هدفه تقويض وإسقاط النظام.. وإن كنت أشك في أن ثمة طرف ثالث.. بدليل خطابات الرئيس- في مختلف المناسبات – المفعمة بالحقد والكراهية تجاه الوطن وأبنائه والمثيرة للطائفية والعنصرية و التمييزات والطبقاتية الاجتماعية.. يتحدث باستعلاء مُذَكِّراً ببطولاته وانتصاراته على إرادة الشعب وتعاليه على الدستور والقانون.. ولا يخلو خطاب له من تهديد وتوعد بإحراق الأخضر واليابس.. بدليل ما قاله قبل أسبوع لمشائخ ووجهاء حرف سفيان أثناء لقائه بهم.. قال لهم : " إما أن تكونوا معي وإلا مع الحوثي.. و أنتوا اختاروا.. فإذا لم تحموا بلادكم مجاناً فسأرسل الجيش ليحميها ويحرق الأخضر واليابس".. يعني هناك نفسية معتلة ببغض الوطن وأبنائه واستعداد يتجنب العاطفة لتدمير كل شيء وفق مبدأ " من ليس معي فهو ضدي".. وهذا يمحو الشك بوجود طرف ثالث.


**جان نوفاك.. والخيواني**


كتبت "جان نوفاك" في مدونتها الاليكترونية عن اليمن:
" هذا بلد يطلق سراح أعضاء القاعدة ليحاكم عوضاً عنهم صحفياً لا لشيء سوى أنه يمارس مهنته وهذا هو الجنون بعينه".. تقصد الكاتب والمفكر الحقوقي عبد الكريم الخيواني.. فهو معتقل بتهم ملفقة لأنه أوشك على كشف حقائق الحرب في صعدة والتي اعتبرها منذ البداية حرباً طائفية.. ولهذا صادروا حقه في الحياة والعودة إلى الشارع العام وإلى مهنته كي لا تنفضح هذه الحقائق..

• عبد الكريم الخيواني نموذج مصغر لحرب صعدة .. وعنوان كبير جداً لاتجاهات طرفي الحرب..
• أحد معارضي " جان نوفاك " في اليمن .. طبعاً ينتمي للحزب الحاكم.. اتهمها أنها عميل صهيوني في لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية.. مسكينة هذه المرأة .. ربة منزل .. ورطت نفسها في الدفاع عن قضية إنسانية وعن الحقيقة.. وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما قال:
" إذا جئت الناس بما يكرهون قالوا عنك مالا يعلمون".
الإنسان إذا فقد بصره فقد بصيرته..و الميدان له رأي يحاكي الحقيقة ويعكسها على أوجهها التي لا تعجبنا.
وكل امرئ بما كسب رهين.. بس التبعية مأساتنا.. لا نفكر.. لنا عقول لا نستخدمها إلا بقرار جمهوري.. و نجيش في دواخلنا مثل الرحى بعواطفنا.. والعاطفة لا تعبر عن إنسان صاحب مبدأ بل عن تبعي منقاد.. لن ينفع وطنه ولا نفسه.


ليست هناك تعليقات: